«سيارات مواشى» لنقل التلاميذ.. و«التعليم»: «نعمل إيه؟»

09:51 م | الخميس 03 ديسمبر 2015

سيارة مواشى مكشوفة لا تحمل على متنها بقراً أو جاموساً، لكن عشرات من التلاميذ من ذوى الأعمار الصغيرة، ومن ورائهم تلاميذ آخرون يحاولون اللحاق بهم، ينكفئ البعض على وجهه، فيما ينفض عدد منهم أتربة علقت فوق ثيابهم المدرسية، الحال الذى اعتاد عليه تلاميذ مدرسة الغرق الابتدائية المشتركة بالبحيرة فى رحلتهم إلى مدرسة أولاد الشيخ فى ظل استمرار إغلاق الأولى، بسبب أعمال الصيانة منذ بداية العام الدراسى.

{long_qoute_1}

10 كيلومترات المسافة الفاصلة بين المدرستين، يقطعها تلاميذ تلك المدرسة بصفة يومية، مصحوبة بدعوات أولياء أمورهم وذويهم بالعودة سالمين إلى البيوت دون أن يصيبهم مكروه «سميحة ومحمد أبنائى فى ثالثة وسادسة ابتدائى بالمدرسة دى»، يقول سعيد عبدالظاهر، ولى أمر تلميذين بالمدرسة والحسرة لا تفارق وجهه: «عربيات المواشى هى وسيلة المواصلات الوحيدة بين المدرستين علشان العيال تعرف تروح المدرسة فى ميعادها». خوف يسيطر على عم «سعيد» يومياً بعد وداع طفليه فى طريقهما إلى المدرسة: «الفصل المدرسى كان فيه 30 تلميذ بعد نقلهم أصبحوا 60 تلميذ، كل 6 على مقعد صغير»، بخلاف فصول مكدسة بالتلاميذ، غياب المواصلات الآدمية عن المدرسة فاقم الأزمة: «الشهر الماضى ابنى محمد سقط من العربية، وكان معرض للموت»، ويقول «فيه تلميذة أصيبت بقطع فى وريد القدم بسبب سقوطها من سلم عربة المواشى». «هنعمل لهم إيه؟» هكذا رد محمود أبوالغيط وكيل التربية والتعليم بالبحيرة، مؤكداً دخول مدرسة الغرق و14 مدرسة أخرى فى حوزة إصلاحات وترميم من قبل هيئة الأبنية التعليمية منذ بداية العام.