بعد نقل طلاب مدرسة بالفيوم بسبب أعمال الصيانة.. أولياء الأمور: "عيالنا بيمشوا 4 كيلو على رجلهم"

كتب: مها طايع

بعد نقل طلاب مدرسة بالفيوم بسبب أعمال الصيانة.. أولياء الأمور: "عيالنا بيمشوا 4 كيلو على رجلهم"

بعد نقل طلاب مدرسة بالفيوم بسبب أعمال الصيانة.. أولياء الأمور: "عيالنا بيمشوا 4 كيلو على رجلهم"

طريقًا طويلًا يضطرون إلى عبوره في الساعات الأولى كل يوم، ويمتد على جانبي تلك الطرقات "ترعة" مائية، يخرج عنها بعض النباتات الخضراء غير المنظمة، يقطتعهم وقع أقدام صغيرة أتعبها السير لمسافات بعيدة، وذلك في سبيل الجلوس على مقاعدهم الخشبية وتلقي أساسيات التعليم الأولى، تطبيقا للمقولة الشهيرة "أطلبوا العلم ولو في الصين".

أيامًا شاقة كُتبت على تلاميذ مدرسة اللواد الصالح الإبتدائية المشتركة بمركز أدفا في محافظة الفيوم، حين قررت الإدارة التعليمة التي تتبعها المدرسة، بنقل التلاميذ إلى مدرسة حامد الدجي الابتدائية المشتركة، نظرًا لأعمال الترميم والصيانة التي تُنفذ بالمدرسة لفترة قد تمتد لـ 4 أشهر، على حد قول رجب عوض 37 عامًا، حارس عقار، وأحد أولياء الأمور، موضحًا أن المدرسة كانت تعاني من صدع بمبانيها وتهتك بالشبابيك داخل الفصول، علاوة على المقاعد الخشبية التي يجلسون عليها التي وصفها عوض بكونها "غير آدمية"، متسائلًا: "لماذا لم يقومون بمثل هذه الأعمال في أوقات العطلة السنوية أو خلال إجازة نصف العام؟".

"عندي أربع عيال وكلهم بيخبطوا مشوار كبير لحد ما يروحوا يناموا في المدرسة من التعب" بهذه الكلمات عبر عوض عن مأساة أطفاله الصغار، الذين يضطرون مشاركة زملائهم بالسير طويلًا أملًا في الوصول إلى المدرسة قبل غلق أبوابها، لم تكن تلك هي المعاناة التي يعاني منها صغار عوض فقط، حيث قال: "العيال مش بيتعلموا حاجة من المدرسة ولما اشتكيت قالولي.. عيالك أغبياء مش بيفهموا"، مضيفًا أن مستوى التعليم على مستوى المدرسة لم يكن على مستوى الكفاءة.

يستجمع قواه البدنية، مصدر رزقه، حيث يعمل أبو النور، 50 عامًا، مقابل النقود البسيطة لتعليم أبناءه، فإذا لم يُكتب له رزقًا بأحد الأيام لا يتمكن صغاره من ركوب سيارة حتى المدرسة، قائلا: "أنا راجل أرزقي على قد حالي لما بكون فاضي بودي العيال المدرسة.. غير كده لازم اشتغل عشان أجبلهم لقمة يأكلوها"، استياء عبر عنه بتلك الكلمات، مطالبًا الإدارة التعليمة بتوفير عربات لنقلهم حتى لا يصبون بأذى من أذى الطريق، موضحًا أن المناطق الريفية لا تدخلها الأتوبيسات المدرسية.

لم يجد أمامه سوى تنفيذ الأوامر التي فرضت عليه، ومن جابنه قال مدير مدرسة اللواد الصالح الأستاذ محمد عبد الله، إن الإدارة التعليمية أبلغت بأعمال الصيانة للمدرسة لتجهيزها لتجنب آثار الشتاء القارس، موضحًا أنه أمر طبيعي تمر به المدارس التي عفا عنها الزمن.  


مواضيع متعلقة