السويس: «انقلاب سياسى» بعد فشل «العصبية» والتيار الإسلامى

12:38 ص | الأربعاء 25 نوفمبر 2015

شهدت عملية فرز الأصوات فى دوائر محافظة السويس حالة من الشد والجذب بين أنصار المرشحين عقب تأخر عدد من اللجان التابعة لأحياء الأربعين والجناين وفيصل عن الوصول للجنة العامة للفرز، ما أثار حفيظة معظم المرشحين، وأعلنوا انسحابهم وبصحبتهم مندوبوهم من داخل اللجنة العامة للفرز، فيما كشفت نتائج الفرز تغيراً كاملاً فى الخريطة السياسية بالمحافظة، حيث فشلت العصبية فى حسم الصراع، فيما فقد تيار الإسلام السياسى شعبيته بالمحافظة، وفشل مرشحو حزب النور فى الوصول لجولة الإعادة، رغم أن الحزب كان صاحب الشعبية الأولى فى الانتخابات السابقة.

وأعلن رئيس لجنة الفرز بالسويس النتيجة الأولية للانتخابات البرلمانية بدخول 8 مرشحين لجولة الإعادة على المقاعد الأربعة المخصصة للمحافظة، وهم مرشح للتجمع ومرشحان للمصريين الأحرار بجانب خمسة مستقلين، وأكد رئيس لجنة الفرز أن إجمالى عدد الناخبين فى السويس بلغ 413593 ناخباً، وعدد الحضور 74342 ناخباً، وبلغت الأصوات الصحيحة 67549 صوتاً، والأصوات الباطلة 6793.

{long_qoute_1}

وأعلن رئيس اللجنة عن الأصوات التى حصل عليها كل مرشح، حيث حصد عبدالحميد كمال، مرشح حزب التجمع، 16655 صوتاً، ومحمد أبوالمجد المصرى، مستقل، 12729صوتاً، ومجدى عثمان، مستقل، 12126 صوتاً، وعماد خاطر، مرشح حزب المصريين الأحرار، 11528 صوتاً، والمرشح طلعت خليل، مستقل، 11397 صوتاً، كما حصل المرشح جمال عبيد، مرشح حزب المصريين الأحرار على 10891 صوتاً، وفؤاد بشير مستقل 10684، بينما كان آخر المرشحين من حيث الترتيب طارق فاروق متولى، مستقل، وحصل على 9285 صوتاً، فيما حصدت قائمة «فى حب مصر» 14 مقعداً بالتزكية.

وشهدت اللجنة العامة للفرز فى السويس انسحاباً جماعياً لأغلب المرشحين ومندوبيهم باللجنة العامة للفرز، بالصالة المغطاة باستاد السويس الرياضى، بسبب تأخر وصول نتائج 6 لجان انتخابية بالرغم من انتهاء الفرز باللجان الفرعية، وقام 9 مرشحين بإعداد مذكرة، طالبوا فيها رئيس اللجنة العامة للفرز بتوضيح سبب تأخر إعلان النتيجة رغم انتهاء الفرز باللجان الفرعية ومرور 3 ساعات على بدء عملية تجميع أصوات الناخبين باللجان الفرعية. وعلى الفور قام رئيس اللجنة بالتحدث للمرشحين عبر مكبر للصوت للتأكيد على أن هناك 6 لجان فقط تم فرزها بالقطاع الريفى، وفى طريقها للجنة الفرز، وأن اللجنة تبذل قصارى جهدها لإعلان النتيجة بكل شفافية دون التحيز لأحد على حساب الآخر، وهو ما رفضه المرشحون وأعلنوا انسحابهم برفقة مندوبيهم.

وكشفت النتائج الأولية أن عصر سيطرة القبلية والعصبية، انتهى بعدما كانت هى المتحكم الأول فى الفوز بمقاعد الانتخابات البرلمانية، ووصف مراقبون النتائج بأنها انقلاب جذرى على تاريخ المحافظة السياسى، لافتين إلى أنه يمثل تغيراً واضحاً فى الخريطة السياسية بالمحافظة، والدليل على ذلك سقوط كل من مصطفى أبوغبان، ابن جمعية القلعة، وشرف محمد شرف ابن جمعية العوامر قبلى، حيث لم تفدهما العصبية فى الوصول إلى جولة الإعادة.

ومن الملاحظات الغريبة فى انتخابات السويس تراجُع تيار الإسلام السياسى بصورة أذهلت الجميع بعدما سيطروا بشكل كامل على الانتخابات التى جرت عقب ثورة يناير، حيث فشل مرشحا حزب النور عباس محمد وطه حامد فى الحفاظ على ما وصل إليه الحزب فى الانتخابات السابقة وحصوله على النسبة الأكبر لمرشحيه.