الورد اللى فتّح فى «مقابر» مصر

01:22 ص | الثلاثاء 10 نوفمبر 2015

ورود أمام القبور، ألوان مبهجة يتكسّب منها الغلابة، حكايات عدة يخفونها وراء كل وردة تباع، هم باعة الورود أمام المقابر، يعيشون فى ظروف قاسية، ويخافون من المستقبل، لكنهم لا يخافون من القبر، بعضهم ينام بالقرب منه، «فوزية» الشهيرة بـ«أم سيد»، واحدة من هؤلاء الباعة، لا تخاف من شىء سوى مستقبل ابنها المعاق ذهنياً.

{long_qoute_1}

توفى زوجها منذ عام ونصف العام، تركها وابنها «إسلام»، تبيع الورد يوم الجمعة أمام المقابر بالسيدة نفيسة، ثلاث وردات بخمسة جنيهات، تجلس ساعات طويلة فى انتظار أى زائر ليشترى منها، بينما يجلس «إسلام» ابنها خلفها، وأمامه الورد أيضاً، يمسك ورقة وقلماً، ولا يقوم بأى شىء سوى بالشخبطة، خطوط غير مفهومة على ورقته، بينما هى تفكر فيه، كيف سيواجه مصيره فى ما بعد: «خايفة عليه من الناس، ومن الدنيا كلها، أنا الوحيدة اللى له، باوديه الجمعية يحضر دروس تخاطب، باعمل اللى أقدر عليه، وربنا يسترها معاه».

«هى دى مهنة؟ ده إحنا بنبيع ورد»، بنبرة حزن يتحدث «أبومصطفى»، أحد باعة الورد فى المقابر، معبّراً عن ضيقه من الحال الذى وصل إليه، بعد أن كان سائقاً، أصبح بائع ورد فى مقابر السيدة عائشة، يفعل كل ما فى وسعه حتى يتمكن من الإنفاق على أبنائه الستة، 5 بنات وولد.

«عزة إبراهيم»، تجلس أمام الورد منذ الصباح الباكر، مهنة ورثتها عن والدتها، تنفق منها على أولادها السبعة، زوجت اثنين، وما زالت تنفق على الباقى: «جوزى مش متوفى، هو مشى من 6 سنين، وسابنا لوحدنا، اتحملت المسئولية لوحدى ومش عايز أعرف هو فين.. الحمد لله أنا بقيت أقوى من الأول».