قائد القوات البحرية: مصر تتسلم 4 غواصات ألمانية حديثة خلال 2016

09:58 م | الثلاثاء 20 أكتوبر 2015

قال اللواء بحرى أركان حرب أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، إن حاملة المروحيات «ميسترال» التى تعاقدت عليها القوات المسلحة مع فرنسا مؤخراً ستكون إضافة كبيرة جداً للقوات البحرية، خاصةً أنها قادرة على تنفيذ المهام الاستراتيجية الخاصة بالإنزال البحرى على الساحل أو نقل قوات إلى دول أخرى خارج الحدود، فضلاً عن قدرتها على العمل كمركز قيادة مشترك للقوات البرية والبحرية. {left_qoute_1}

أضاف «ربيع»، فى حوار لـ«الوطن»، على هامش الاحتفالات بالعيد الـ48 للقوات البحرية والذى يجىء فى يوم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات عام 1967، أن مصر ستتسلم الدفعة الأولى من 4 غواصات حديثة من ألمانيا خلال عام 2016، مشيراً إلى أن الجانب الألمانى يقدم مساعدات كبيرة لمصر خلال الوقت الراهن، وأن هناك أطقماً فنية مصرية توجد حالياً فى ألمانيا للتدريب على مهام عمل وآليات تشغيل الغواصات الألمانية الجديدة.

■ تسعى قواتنا المسلحة لتحديث وتطوير أسلحتها وقطعها البحرية خلال الفترة الماضية.. هل هناك مجالات تعاون مع بعض الدول الأجنبية لتزويدنا بقطع بحرية متقدمة خلال الفترة المقبلة؟

- فى إطار مواكبة التطور العالمى فى بحريات دول العالم وخاصة دول الجوار ومع التقدم التكنولوجى فى جميع المجالات؛ فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية فى إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة، وقواتنا البحرية فى تطور مستمر فى السنوات الأخيرة، خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة، والتى أحدثت طفرة كبيرة فى قواتنا البحرية.

وتتواكب المرحلة الحالية على استراتيجيتين؛ أولاهما «استراتيجية رأسية فى التطوير»، والتى تركز على تحديث وتطوير الوحدات البحرية، ومنظومات القتال المتوفرة لدينا، وثانيتهما «استراتيجية أفقية»، عبر الحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطى مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها، وذلك بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة، كذا التصنيع المشترك بالتعاون مع بعض الدول الصديقة كنواة للاعتماد على التصنيع المحلى، وفى هذا الإطار يتم التحديث المستمر فى ورش الصيانة والإصلاح على كل ما هو جديد بما يساعد على احتفاظ وحداتنا بكفاءة قتالية ودقة عالية. وأحب من هذا المنطلق أن أتوجه بالشكر لدعم القيادة العامة للقوات المسلحة ودعم القائد الأعلى لنا فى توفير أحدث القطع البحرية والمشاركة فى عمليات التفاوض بنفسه. {left_qoute_2}

■ انتهت مؤخراً المرحلة الأولى من عملية «حق الشهيد» فى سيناء.. ما الدور الذى قامت به قواتنا البحرية فى تلك العملية؟

- القوات البحرية كفرع رئيسى بالقوات المسلحة المصرية تعمل طبقاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية، والتعبوية والتكتيكية المحددة بواسطة القيادة العامة للقوات المسلحة فى جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، وبالتالى كان للقوات البحرية المصرية دور فى عملية (حق الشهيد) يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية، وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر، ومنع أى إمدادات أو دعم أن يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمة أو سفينة مشتبه فيها.

وقامت عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها وتعقيمها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال كانت تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من المرحلة الأولى لعملية حق الشهيد للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.

■ يسعى العديد من الدول العربية لتنفيذ تدريبات مشتركة مع قواتنا البحرية؛ فما رأيك بها؟

- تأتى فعاليات التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات، والتعرف على كل ما هو حديث فى أساليب القتال البحرى، وما يتم تطويره فى هذا المجال وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالى، وتظهر أهمية التدريبات المشتركة فى دعم التعاون البحرى المشترك وتنمية قدرات ومهارات العناصر المشاركة للعمل فى مختلف المسارح البحرية بما يسهم فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدى للمخاطر والتحديات التى تواجه المنطقة وأثناء التدريبات المشتركة فإنه يتم التدريب على التوصل إلى التعاون المشترك بين القيادتين والتناغم فى الحركة بالبحر لتكوين التشكيلات البحرية وعمليات الإمداد فى البحر وإمداد الطائرات والمساعدات والإنقاذ.

كما تهدف التدريبات المشتركة إلى اكتساب المهارة والخبرة فى مجال الحرب البحرية الحديثة والاستفادة من الإمكانيات الضخمة لدى الدول الشقيقة والاطلاع على أحدث ما هو متوفر بها من أسلحة ومعدات والتعامل معها كعدو مرة والتعاون معها كصديق مرة أخرى. {left_qoute_3}

كما تهدف التدريبات المشتركة إلى تعزيز العلاقات بين الدول، حيث تمكن قواتنا البحرية من دراسة المسرح البحرى خارج حدود الدولة بالإضافة إلى عمل تناغم بين القوات البحرية للدول العربية مما يساعدها على العمل بيسر وسهولة أثناء العمليات القتالية الفعلية وقد ظهر هذا فى اشتراك القوات البحرية المصرية فى فعاليات عملية عاصفة الحزم.

■ تتعاون قواتنا البحرية مع «البحرية الروسية» فى مجال التدريب المشترك؛ فما أوجه الاستفادة منه؟

- القوات البحرية الروسية من أقوى القوات البحرية عالمياً، لذلك فإن التدريب معها يعطى استفادة كبيرة للقوات البحرية المصرية فى شقيها التدريبى والعملياتى؛ فمثلاً الشق التدريبى يعطى إتقاناً لتنفيذ المهام المختلفة، وصقل مهارات ضباطنا وجنودنا على الوحدات البحرية من خلال الاستفادة من التطور فى مساعدات التدريب المتوفرة لدى الجانب الروسى، والاستفادة من التدريب فى ظروف جومائية مختلفة ومسرح مختلف لدراسة تأثيره على الأسلحة والمعدات، وكذا الإبحار لمسافات طويلة لتدريب الأطقم للإبحار لدولة روسيا والوجود بالبحر الأسود.

أما الشق العملياتى فيعطى إظهار قدرة القوات البحرية المصرية على الوجود فى مناطق بعيدة ووجود العلم المصرى خارج مسرحى الحرب والعمليات، كما أن هذا النوع من التدريبات يمكننا من تنفيذ مهام مشتركة مستقبلية مع الجانب الروسى خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية وذلك فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، وكذا الاستفادة من الوجود بدولة روسيا للتعرف على الأسلحة والمعدات الجديدة ومراكز القيادة والسيطرة الروسية المتطورة، ولا بد ألا نغفل أن التدريبات المشتركة تعطى تقوية وتطويراً فى العلاقات «المصرية - الروسية».

■ ما خطة قواتنا البحرية للمحافظ على إمكانياتها وتطويرها، خاصةً مع ظهور حقول الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط؟

- أظهرت مصر فى الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً بتطوير وزيادة قدرات قواتها البحرية لخدمة أهداف سياستها الخارجية على المستوى الإقليمى بوجه عام وتجاه دول الجوار على وجه الخصوص. ووفق خطط التطوير للأسطول البحرى المصرى سيتم انضمام وحدات بحرية جديدة متطورة تكون قادرة على خدمة مصالح مصر القومية فى المجال البحرى، بالإضافة إلى تحديث وتطوير الوحدات الموجودة حالياً بالقوات البحرية - حيث تكون هذه الوحدات الجديدة بمثابة عنصر مركزى فى منظومة تأمين المياه الاقتصادية للدولة - ولا تخفى مصر رغبتها فى حماية المناطق البحرية التى تم اكتشاف الغاز فيها بالإضافة إلى نوايا مصر فى استخدام سلاحها البحرى للمشاركة فى أى ترتيبات أمنية مستقبلية فى البحرين المتوسط والأحمر.

وقد أعدت مصر خطة شاملة لتطوير قوتها البحرية وتتناول هذه الخطة تحديث الوحدات البحرية وهذه التحديثات ستحدث نقلة نوعية فى قدرات القوات البحرية المصرية عبر توفير الأسلحة البحرية المتقدمة بالإضافة إلى تحديث المرافق والخدمات البحرية والمنظومة التعليمية.

وهناك تعاون وثيق مع الجانب الفرنسى خلال الوقت الراهن، وهناك اتفاق لبناء وتصنيع 4 فرقاطات جديدة، مثل الفريم «تحيا مصر» سيتم بناء 3 منها فى مصر داخل ترسانة الإسكندرية البحرية، وسيتم تسليم أولى تلك الوحدات الجديدة بداية من عام 2017، كثمرة عمل وتعاون مع الجانب الفرنسى.

■ وما الخطوات المتخذة من القوات البحرية لمجابهة التغيرات الإقليمية والدولية فى منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر؟

- قامت القوات البحرية بعديد من التعاقدات الجديدة لتدبير وحدات بحرية حديثة ومتطورة تواكب التطور العالمى وقادرة على مجابهة هذه التغيرات وحماية حدود الدولة الإقليمية ومصالحها الاقتصادية مثل تدبير لنشات صواريخ طراز سليمان عزت، وعدد فرقاطات حديثة طراز جوويند، وأحدث فرقاطة فى العالم طراز فريم، وغواصات طراز 209، وحاملات مروحيات طراز ميسترال، ولنش صواريخ طراز مولينيا والذى تم إهداؤه للبحرية المصرية من الجانب الروسى، وقد انضمت بالفعل للقوات البحرية بعض الوحدات الحديثة مثل اللنشات الصاروخية طراز سليمان عزت والفرقاطة الحديثة طراز فريم والتى شاركت فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

■ تلاحظ فى الفترة الأخيرة إتمام تعاقدات لتدبير وحدات بحرية عديدة من فرنسا، فهل يعتبر ذلك توجهاً للقوات البحرية لدولة فرنسا كشريك رئيسى لتدبير الأسلحة البحرية؟

- خلال الفترة السابقة تمت عدة صفقات مع الدول الأجنبية المختلفة مثل أمريكا، وروسيا، والصين، وألمانيا، وإيطاليا، وذلك لتدبير وحدات بحرية، وأنظمة تسليح مختلفة ومتطورة، وذلك وفقاً لمبدأ تنوع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على مصدر وحيد لتدبير السلاح.

■ فى ظل التطور التكنولوجى الحديث للوحدات البحرية المنضمة حديثاً إلى القوات البحرية، كيف يتم إعداد ضباط وأفراد القوات البحرية للعمل على مثل هذه الأجهزة والوحدات الحديثة؟

- يتم تدريب أفراد القوات البحرية على المبادئ الأساسية للغات والمواد العلمية المختلفة عن طريق حصولهم على دورات مختلفة بالمدارس والمنشآت التعليمية بالقوات البحرية.

وتحرص القوات البحرية أثناء إتمام التعاقدات على أن يتم تدريب الأطقم (ضباط - أفراد) على هذه الوحدات الجديدة بالدول المنتجة ويتم إيفاد كوادر من ضباط وأفراد القوات البحرية إلى هذه الدول لعمل برامج تدريبية متكاملة سواء كانت تدريبات نظرية أو عملية على هذه المعدات حتى يتم استيعاب التكنولوجيا المتطورة والتى تحرص القوات البحرية على اقتنائها.

وتحرص القوات البحرية على تدبير محاكيات لهذه المعدات لاستكمال التدريب فى مصر للتأكد من التدريب السليم للضباط والأفراد على مثل هذه المعدات، المخابرات العامة وحرس الحدود وأجهزة القوات المسلحة تتعاون لدرء مخاطر المغرر بهم لتهجيرهم للخارج.