«ليون» يعلن الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنى فى ليبيا

كتب: عبدالرحمن سلامة ووفاء صندى

«ليون» يعلن الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنى فى ليبيا

«ليون» يعلن الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنى فى ليبيا

أعلن مبعوث الأمم المتحدة من أجل الدعم فى ليبيا، برناردينو ليون، فجر أمس، فى مدينة «الصخيرات» المغربية، أسماء أعضاء حكومة وفاق وطنى يرأسها فايز السراج إلى جانب ثلاثة نواب لرئيس الحكومة. وقال «ليون»، فى مؤتمر صحفى فى «الصخيرات»، حيث استؤنفت المفاوضات بين الطرفين المتنافسين فى ليبيا: «بعد سنة من الجهود التى بُذلت فى هذه العملية مع أكثر من 150 شخصية ليبية تمثل كل المناطق، حان الوقت لنتمكن من اقتراح تشكيلة حكومة وفاق وطنى». وأوضح أنه تم الاتفاق على اقتراح فايز مصطفى السراج ليكون رئيساً للحكومة وأن يشكل مع 5 نواب مجلساً رئاسياً. وأشار إلى أنه «تم اقتراح ثلاثة نواب لرئيس مجلس الوزراء هم السيد أحمد امعيتيق والسيد فتحى المجبرى والسيد موسى الكونى، وهم من مناطق الغرب والشرق والجنوب». كما تم الاتفاق على «وزيرين كبيرين لاستكمال المجلس أحدهما عمر الأسود من الزنتان، والآخر محمد العمارى، العضو فى إحدى الفرق المشاركة فى الحوار».

{long_qoute_1}

من جانبه، قال موسى الكونى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن «هذه الحكومة هى نتاج سجال طويل من الحوارات التى استمرت لما يقارب الـ10 أشهر بين جنيف وقدامس والصخيرات وبرلين ثم نيويورك»، معتبراً أنه كان من الصعوبة تسمية الأسماء من البداية، مضيفاً: «اليوم الأخير كان الأصعب فى تاريخ المفاوضات، على اعتبار أن اختيار الأسماء لم يكن هيناً لأن كل ما يقدمه طرف ينتقده الطرف الآخر والعكس صحيح». واعتبر «الكونى» أن «هذه الحكومة بالأسماء التى تضمها هى الأقرب إلى أن تكون توافقية ويجمع عليها الليبيون لاحتوائها مجموعة متنوعة من ساسة وتكنوقراط وتمثيلية المناطق المختلفة، بالإضافة إلى تمثيلية المجتمع المدنى». وأشار «الكونى» إلى أن «الهم الأول للحكومة سيكون وقف سفك الدماء والتدمير الذى تتعرض له ليبيا، وهدفها الأساسى هو إعادة اللحمة الوطنية لليبيين، وأن تعود العاصمة طرابلس وأن تعود لها كل الأطياف الليبية، وأن يتعايش الليبيون كما كانوا فى السابق»، مشيراً إلى أن هذه الحكومة هى «حكومة محاصصة وكفاءات، وهى تضم شخصيات قيادية تتطلبها هذه المرحلة». وأضاف: «الوضع الأمنى هو أولى الأولويات، ثم من أهم القرارات تمكين الحكومة أن تعمل فى طرابلس، ولا بد من اتخاذ هذا القرار بالتنسيق مع الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق».

من جانبه، اعتبر طاهر السنى، المستشار السياسى لفريق مجلس النواب للحوار والمرشح الوزارى داخل الحكومة الليبية، أن «تسمية الحكومة هى نقطة مفصلية فى مسار الحوار، وهى نقطة بداية وليست النهاية»، مؤكداً أن «كل الأسماء المختارة متزنة، لن ترضى بالتأكيد جميع الأطراف وهذا طبيعى، ولكن يجب الإيمان بروح التوافق»، مضيفاً: «كنت لا أتمنى أن يتم تشكيل الحكومة على أساس المحاصصة، بل على أساس الكفاءة وأن تكون حكومة تكنوقراط متخصصين وليست حكومة جهوية»، مضيفاً أن «الظروف المجتمعية والأزمة التى مرت منها ليبيا فرضت هذه التركيبة، حتى يكون هناك توافق ونستطيع العبور إلى الأمام». وعن تأمين حماية الحكومة فى طرابلس، أضاف «السنى»: «ضمن الاتفاق الذى سيتم التوقيع النهائى عليه فى الأيام المقبلة، هناك مسار أمنى وهناك اتفاق بين جميع المدن واتفاقيات فى طرابلس نفسها.

ومن جهة أخرى أعلن ممثلو البلديات الشرقية اعتراضهم على مخرجات الحوار، وانسحبوا من اجتماع الصخيرات عائدين إلى ليبيا مساء أمس الأول، وقال المستشار السياسى للبلدات الشرقية، علام الفلاح لـ«الوطن»: «أعلنا انسحابنا بعدما تأكدنا من عدم حيادية ممثلى الأمم المتحدة الذين اتخذوا جانباً دون الآخر، وتصرفوا وكأنهم ليبيون، ومخرجات الحوار بشكلها الحالى غير متوافق عليها ونحن نرفضها تماماً، وأصدرنا بياناً أكدنا فيه رفضنا لها وللحكومة، خاصة بعد أن تفاجأنا بإعلان الأسماء»، وتابع: «عبدالسلام الحارثى المرشح لوزارة الدفاع، والدكتور عاشور شويل البراصى المرشح لوزارة الداخلية من أبناء المنطقة الشرقية أعلنا عبر بيانين رفضهما هذا الترشح، مؤكدين أن أحداً لم يستشرهما فى هذا الترشح»، وأضاف أن مصير الحكومة معلق على اجتماع مجلس النواب الاثنين المقبل، وأنه حال قبولها فإن البلدات الشرقية لن تعترف بها.

وقبل ساعات من إعلان «ليون» عُقد فى بلدة «سلوق» بالقرب من ضريح الشيخ عمر المختار فى جنوب بنغازى، اجتماع موسع ضم أغلب شيوخ وأعيان المناطق والقبائل الليبية، للتأكيد على وحدة التراب الليبى وضرورة حل الانقسام داخل الوطن لا خارجه. وأصدر المؤتمر بياناً وجه فيه التحية إلى موقف مصر فى محاربة الإرهاب، مؤكداً فى الوقت ذاته أنهم ينوون مقاضاة الدول التى تدعم الإرهاب على الأراضى الليبية، وجاء فى البيان الليبى: «المؤتمر العام وهو يجتمع اليوم، فإننا نعلن للعالم أجمع أننا نرحب بمن يحترم خياراتنا ونؤكد أن أى دولة أو منظمة تدعم الإرهاب وعدم الاستقرار ونهب خيرات الوطن لا مجال للتعاون معها اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وسنعمل على مقاضاتها دولياً وسوف نعيد إعمار وطننا بالتعاون مع قوى الخير والسلام التى تحترم وتدعم خياراتنا السياسية والعسكرية وتساعد فى دعم قواتنا المسلحة العربية الليبية ومحاربة الإرهاب معنا لأن الإرهاب خطر عابر للحدود يهدد السلم والأمن الدوليين كما نحيى موقف الشقيقة مصر والاتحاد الروسى فى محاربة الإرهاب».

 


مواضيع متعلقة