بالصور: الباعة يحتلون عنابر «بنى سويف».. والمرضى ينامون فى الطرقات

بالصور: الباعة يحتلون عنابر «بنى سويف».. والمرضى ينامون فى الطرقات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
سيارتان مسرعتان تتوقفان أمام مدخل قسم الاستقبال والطوارئ فى مستشفى بنى سويف العام، وينزل منهما 4 أشخاص على عجل، وهم يحملون طفلاً وفتاة أصيبا فى حادث، ووسط بكاء وعويل الأهالى، يسرع طبيب وممرضتان إلى إدخال المصابين إلى غرفة الطوارئ، بينما يحاول أفراد الأمن الإدارى تهدئة أهالى المصابين، ومنعهم من دخول الغرفة. المشهد المتكرر والمعتاد فى قسم الاستقبال والطوارئ، كان أول ما استقبلنا فى «معايشة» لمدة 12 ساعة داخل مستشفى بنى سويف العام، أكبر مستشفيات المحافظة، الذى تحول إلى بوابة لنقل المرضى سريعاً إلى الآخرة، رغم أهميته، فالأجهزة الطبية ستجدها ملقاة ببساطة وسط القمامة، بينما أعمال تطوير المستشفى ما زالت متواصلة منذ عام ونصف العام تقريباً، رغم إسنادها إلى الهيئة الهندسية.
{long_qoute_1}
كل شبر فى المستشفى تقريباً يصلح لأن يكون قطعة من «خرابة»، فهناك ستجد مبانى كاملة خالية، وأدواراً كاملة مغلقة، وأقساماً وتخصصات كاملة نُقلت إلى مستشفيات أخرى، وعنابر للمرضى أقرب إلى مواقف الميكروباص، فحركة الباعة الجائلين لا تنقطع داخلها، وهم يحملون صوانى الشاى والمأكولات، وسط أصوات مرتفعة، ومرضى ملقين على الأرض فى الطرقات. أما الأطباء، فيغادرون المستشفى على عجل، بعد دقائق قليلة من وصولهم إليها، ليتوجهوا إلى عياداتهم الخاصة، معتمدين على أطقم تمريض لا تكفى أعداد المرضى المتزايدة، رغم أن تلك الأطقم لا تملك الخبرة اللازمة للتعامل مع معظم الحالات التى تصلها، وتبقى الكارثة الكبرى، وهى إلقاء المخلفات الطبية على الأرض، وداخل دورات المياه. ورغم أن معظم أقسام المستشفى تخضع لعملية التطوير والإحلال والتجديد، فإن هناك أقساماً عددية خرجت من خريطة التطوير، بينها قسم الباطنة بالطابق الثالث من المستشفى، وفيه هرب المرضى من العنابر، ليفترشوا الطرقات، فى محاولة منهم للابتعاد عن درجات الحرارة المرتفعة، نتيجة المواجهة المباشرة لأشعة الشمس، بسبب عدم وجود ستائر أو زجاج عاكس. وقال المريض سعد محمود: «العنبر نار، ولا نستطيع النوم داخله، لذلك نهرب إلى الطرقة، لأنها بعيدة عن الشمس والحر، يمكن كمان الأرض أحن علينا من السرير المكسور، وسواء نمت هنا أو هناك، لن أجد من يسألنا عما نفعل، ويكفى أنهم يتذكرون مواعيد الحقن، وكل يومين يأتى الطبيب ليرانى ثم يتكل على الله». وأضاف: «أنا أقيم هنا منذ أسبوعين، وزهقت، لكن ماذا أفعل؟، نحن على قد الحال، واللى مامعاهوش مايلزموش، لذلك نضطر إلى التحمل، وكتر خير الحكومة أنها وفرت لنا مكان فى المستشفى، وكمان ناكل على حسابها 3 وجبات يومياً». وعن حالة دورات المياه البدائية، التى تحولت إلى منطقة لنقل العدوى، مع وجود مخلفات طبية وآثار دماء فيها، قال مصطفى جبر، مرافق أحد المرضى: إنها «لا تسر عدواً ولا حبيباً، فالحنفيات بعضها معطل، والبعض الآخر مفتوح طوال الوقت، فهذه الحمامات سبب الأمراض وليس العلاج، ومعظمها مغلق أو غير صالح للاستخدام، بينما المخلفات الطبية وآثار الدماء على الأرض». وأضاف «لا أنكر أن هناك محاولات لتنظيف المستشفى، ويمكن أن تكون هناك سلوكيات خاطئة من بعض المواطنين، لكن المشاكل كثيرة، فابن أخى ملقى فى قسم المناظير منذ يومين، دون أن يجد من يسأل عنه، لا أطباء ولا ممرضون، فكل ما فعلوه هو استقبال المريض، وتسكينه على أحد الأسرة، وبعدها انتهى دورهم، وإذا خرج المريض من المستشفى على قدميه، يكون ربنا كتب له عمر جديد».
{left_qoute_1}
أما إسلام محمود، الذى كان فى زيارة إلى أحد المرضى، فقال «المستشفيات الحكومية فى حالة يُرثى لها، فالحوائط عليها أسلاك كهربائية غير آمنة وغير معزولة، والمفاتيح تخرج من الحوائط، مما يهدد بموت أى شخص صعقاً بالكهرباء، كما أن العمر الافتراضى للأدوات والمعدات الطبية انتهى منذ زمن، وزاد عليها إهمال الأطباء وأطقم التمريض». وداخل قسم الأطفال فى الطابق الرابع من المستشفى، تكدس الأهالى برفقة أبنائهم فى عنبرين، فيما جلست طبيبة شابة داخل غرفة الكشف فى نهاية الطرقة، لاستقبال الحالات القادمة إليها من غرفة التمريض، مكتفية بأن تلقى نظرة على الطفل، ثم تأمر بحجزه فى العنبر المتكدس أصلاً، بينما تاه الأهالى بأطفالهم بين غرفتى الكشف والتمريض، للاستفسار عن الحالة دون تلقى إجابات واضحة، وأمام أحد العنبرين، افترشت سيدتان الأرض لتناول الطعام برفقة طفل صغير. وقال أحمد مصطفى: «حضرنا إلى المستشفى العام بعد 4 أيام من علاج ابنة شقيقتى فى مستشفى خاص، حصل منا على مبلغ 8 آلاف جنيه تقريباً، وعندما فشلنا فى تحمّل نفقات العلاج فيه، اضطررنا إلى القدوم للمستشفى العام. وتعانى المريضة من غيبوبة سكر مستمرة، ورغم خطورة حالتها لم نجد أطباء فى المستشفى، وإذا حضر أى منهم للحظات لا نراه مرة أخرى، وللأسف لا نجد من يسأل فينا، أو يعبرنا بكلمة، فكل ما أخذناه من المستشفى هو سرير للطفلة، دون علاج ولا أطباء، فضلاً عن المعاملة السيئة التى نتعرّض لها من جانب أطقم التمريض». ووسط حالة الارتباك السائدة فى القسم، دخل عويس كمال، من أهالى أحد المرضى، فى مشادة كلامية مع ممرضة، بعدما رفضت الإجابة عن سؤاله حول صحة ابن شقيقه. وقال كمال بصوت عالٍ «المهم أن تسجلوا اسم المريض وساعة دخوله، لكن علاجه لا يهم، الولد محجوز فى المستشفى منذ يومين، ونحن لا نعرف أحداً يمكننا التحدث معه، ولم نرَ طبيباً يسأل عنه».
الظاهرة الأبرز داخل المستشفى، تبدأ مع فتح الباب أمام الزائرين، حيث يدخل الباعة الجائلون فى عنابر المرضى بصوانى الشاى والمأكولات والحلوى، وجميعها تباع بأسعار كبيرة، ودون أن يجدوا من يتصدى لهم من أفراد الأمن الإدارى المنتشرين فى جميع أنحاء المستشفى دون أى تصرّف تجاه الباعة، الذين يقلقون راحة المرضى بالنداء على البضاعة بأعلى صوت.
{left_qoute_2}
وخلف مبنى الاستقبال والطوارئ فى المستشفى، رصدت «الوطن» تراكم كميات كبيرة من الأجهزة والمعدات الطبية، وعشرات الأسرة الملقاة على الأرض، معرضة لأشعة الشمس والأتربة والأمطار، فيما أكد أحد الموظفين أنها «ناتجة عن عملية الإحلال والتجديد فى المستشفى، ولا يوجد مكان لتخزينها، لذلك تم جمعها هنا، لحين الانتهاء من أعمال التطوير». وفى تصريحات لـ«الوطن»، قال محافظ بنى سويف، المستشار محمد سليم، إن «المستشفى يخضع لعملية إحلال وتجديد شاملة حالياً، بتكلفة 215 مليون جنيه، وهى تتم على 3 مراحل، الأولى أوشكت على الانتهاء، ومن المقرر افتتاحها فى أكتوبر المقبل»، موضحاً أن أعمال التطوير تم إسنادها إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتشمل رفع كفاءة مبنى الغسيل الكلوى، وقسم الجهاز الهضمى والكبد، وإنشاء مبنى منفصل للعيادات الخارجية، وقسم لقسطرة القلب مزود بعناية مركزة، بالإضافة إلى تجديد غرف وعنابر المستشفى، وإنشاء جناح فندقى جديد، وتعقيم المستشفى بالكامل، وإنشاء مصعد خاص بالعمليات، وآخر للطوارئ، مع تركيب تكييف مركزى. وأضاف أن «المحافظة تضع تقديم خدمة طبية متميزة للمواطنين على رأس أولوياتها، كما تضع خطة لضبط الخدمة الطبية.
الأسرّة متهالكة وبلا أى خدمة
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات
- أحمد مصطفى
- أسلاك كهربائية
- أشعة الشمس
- أطقم التمريض
- أعمال التطوير
- أعمال تطوير
- أفراد الأمن
- أكتوبر المقبل
- إحلال وتجديد
- إلقاء المخلفات