"حج 1436".. جسر "فيسبوكي" يمد يد العون لأهالي ضحايا "حادث منى"

كتب: سلوى الزغبي

"حج 1436".. جسر "فيسبوكي" يمد يد العون لأهالي ضحايا "حادث منى"

"حج 1436".. جسر "فيسبوكي" يمد يد العون لأهالي ضحايا "حادث منى"

حالة من التخبط صحبتها أحاسيس مضطربة غلّفها الخوف والهلع، أصابت من جلسوا ليلا ونهارا يلعنون المسافات التي أبعدتهم عن ذويهم من ذهبوا تلبية لنداء الرب والحج إلى بيته الحرام وقلوبهم مطمئنة، بعد أن أذاعت نشرات الأخبار، في منتصف موسم الحج، خبر سقوط رافعة بناء داخل الحرم المكي، ما أدى إلى مقتل 107 أشخاص على الأقل، وبانتهاء موسم الحج جاءهم الحادث الأكبر، وهو تدافع الحجاج في منى بالقرب من مكة المكرمة، الذي أدى إلى مقتل 769 حاجا وإصابة 934 آخرين بجروح.

للدول حساباتها الرسمية، فأنشئت كل من مصر والسعودية غرف عمليات خاصة للوقوف على نتائج الحادثة الأخيرة، ومحاولة التعرف على مجهولي الهوية بنشر بياناتهم، وللناس تحركاتهم الفردية الخدمية، فكان "حج 1436" الجسر المجتمعي الواصل بين مصر والسعودية، وهو عبارة عن "جروب" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنشأه مجموعة من الشباب مع بداية الحجز لموسم الحج المنقضي، بهدف المساعدة في الحجز، حيث أنشأت المملكة العربية السعودية لأول مرة وزارة للحج؛ للحد من عمليات النصب والسرقة التي يتعرض لها الحجاج من بعض الشركات والأفراد الذين يستغلون رغبة الناس في الحج ويغالون في المصاريف أو يتفاجئ القادمون بوضعهم في أماكن غير المتفق عليها، فعمد الشباب إلى توعية الحجاج بما أقرته وزارة الحج.

وبدأت الفكرة في الانتشار وأخذ يسارع كل من المنضمين لـ"الجروب" في كتابة تجربتهم مع الحجز، وإخبار الباقي بما يُستجد حتى لا يفوت أحدهم شيئا ويستطيع الحجز بسهولة.

أخذ "حج 1436" منحى آخر منذ وقوع "حادثة منى"، كما أوضح فيصل محمد أحد المسؤولين عن "الجروب"، الذي قال لـ"الوطن"، إنه منذ الحادثة تحوّلت الفكرة وحاول الموجودين في السعودية من الحجاج مساعدة ذوي مجهولي الهويات من المصابين أو الموتى إثر حادث التدافع، بالذهاب إلى المستشفيات وإحضار كشف بأسماء الموتى والجرحى أو صورا لهم ونشرها، حتى يساعد في تمكن معرفة أهالي الحجاج بمصير ذويهم ممن انقطع الاتصال بهم، بالإضافة إلى محاولة البحث عن التطابق بين صور مجهولي الهوية وبين الصور التي يضعها أقارب المفقودين للبحث عنهم.

تخطى عدد أعضاء المجموعة الـ12 ألف عضو، ما بين حجاج وآخرين يبحثون عن ذويهم بين الصور والأسماء التي ينشرها الآخرين، وأوضح "فيصل" أنه أكد أن المساعدة بنشر الصور أو الأسماء لا تقتصر على المصريين، بعدما وجد في بداية الحادثة أن الأعضاء ينشرون بيانات المصريين مجهولي الهوية فقط.

وأضاف: "علشان اللي رايح المستشفى ممكن يجيب أي كشف أو صور يقدر يأخدها"، وتابع: "في النهاية موضوع الجروب خدمي ولو فيه حد عنده فكرة لمساعده الناس"، هكذا لخص الشاب العشريني الهدف من إنشاءه، واستكمل "أي بوست بيتكلم عن حاجة غير خدمة الناس زي تحليل الحادثة أو كلام غير لائق بيتم حذفه".


مواضيع متعلقة