ذراع إلكترونية.. لمساعدة مرضى الضمور
ذراع إلكترونية.. لمساعدة مرضى الضمور
فريق «أنجاد» مع بعض الجوائز التى حصلوا عليها
من نشاط طلابى بسيط إلى حلم ينتظره الآلاف، شباب قرروا أن يخدموا غيرهم، دراستهم للهندسة قسم ميكانيكا باور ربما ساعدتهم على إنجاز اختراعهم لتقديم ذراع إلكترونية لمساعدة مرضى الضمور العضلى، تجربة قام بها عدد من طلبة جامعة حلوان لخدمة بعض المرضى الذين فقدوا قدرتهم على الحركة أو التحكم فى ذراعيهم، وكان لهم نصيب من الجوائز والمشاركات فى المهرجانات، قامت «صحبة» بالتعرف على فريق «أنجاد» ومعرفة الطريق إلى إنجاز اختراعهم.
فريق «أنجاد»: «عايزين نروح نمثل مصر فى مسابقة دولية بس مفيش فلوس»
محمد سمير، طالب بالسنة الأخيرة بكلية الهندسة، قال عن بداية الفكرة: «فى الأول كنا شغالين على جهاز اسمه العضلة الهوائية وده متخصص فى العمل تحت الماء والغواصات وموجود فى ألمانيا بس ومفيش أى معلومات عن تصنيعه، فحاول عضو من الفريق زميلنا المهندس مصطفى إسماعيل معرفة كيفية تصنيع العضلة الهوائية وبالرغم من اعتراض الدكاترة على ذلك وتوجيههم اللوم له لأنه يحاول بلا فائدة لكنه نجح فى آخر المطاف بعد فشله عدة مرات».
الرحلة من إنجاز العضلة الهوائية وصولاً إلى الذراع لم تكن طويلة، حيث قال «سمير»: «ابتكرنا منها عضلة تساعد مرضى الضمور العضلى عن طريق عمل ذراع تالتة تحاكى ذراع البنى آدم الطبيعى تظل بجانب المريض تساعده على إنه ياكل ويشرب بنفسه وقبل تحقيق ذلك وجب علينا دراسة تشريح جسم الإنسان رغم بعدها عن مجال دراستنا».
قام محمود عادل، أحد أعضاء الفريق، بشرح كيفية عمل الذراع والتحكم فيها: «ابتدينا نعمل مكبس (سلندر) لعضلة الكتف يشتغل بالهوا، وعملنا مفصلة للكتف متقسمة على جزءين عشان تعطى حرية لحركة الذراع تخدم المريض زى ما هو عايز فى أى اتجاه، كما قمنا بعمل مراحل تطوير شكل الذراع التى كانت فى البداية تشبه الكماشة ثم تطورت لأصابع بتروس لتمكن المريض من الإمساك على سبيل المثال بزجاجة مياه».
وأضاف «عادل»: «كانت هناك طرق متعددة للتحكم فى الذراع؛ فى البداية كانت عن طريق عصا تحكم (جوى استيك) وجدنا أنها ستكون صعبة على المريض فعملنا (تاتش إسكرين) عليها تطبيق أندرويد تُحرك الذراع عن طريقه وتطورت لحاجة أسهل وهى جوانتى مبرمج عن طريق مقاومات وتوصلنا بعد ذلك لجهاز (براين سينسور) يقوم المريض بلبسه على رأسه فيعطى إشارات للذراع، المشكلة إن الجهاز ده غالى جداً برة مصر واحنا أنجزناه بالفعل».
8 مسابقات اشترك فيها فريق مهندسى هندسة حلوان فازوا بست جوائر منها، ومنها المركز الأول فى مسابقة القاهرة بالجامعة الأمريكية، قال عنها «عادل»: «الجايزة قيمتها 50 ألف جنيه مناصفة مع طبيب صاحب ابتكار بيساعد المكفوفين فكان المفروض هنستلم 25 ألف جنيه لكن استلمنا 10 آلاف بس، ولكن المهم بالنسبة لنا وما سبب لنا إحباطاً أننا لم نلقَ أى اهتمام من جامعتنا بحلوان فى البداية، لكن لما كسبنا بدأت الجامعة تقول لنا إننا ندخل المسابقات باسمها وابتدت اللجنة العلمية فى الكلية تساعدنا وتوجهنا للأحداث المهمة فى هذا المجال».
الذراع الإلكترونية وصلت بفريقها ليكونوا من بين أفضل خمسة عشر مشروعاً على مستوى الشرق الأوسط فى مسابقة تابعة للاتحاد الأوروبى، وحصلوا على المركز الأول فى مسابقة «مصر تبتكر» فى جامعة النهضة ببنى سويف وسط متسابقين من كوريا والبرتغال، فتم إرسال دعوة رسمية لهم من جامعة فى كوريا لحضور مؤتمر لدعم الابتكارات التى تخدم ذوى الاحتياجات الخاصة فى شهر نوفمبر المقبل، ولكن لا توجد جهة تدعمهم أو تتحمل نفقاتهم وهو ما قال عنه «عادل»: «حرام نكون وصلنا للعالمية باختراع محترم ومشكلتنا إن مفيش حد فى البلد بيقدر الإنجاز ده وأهميته، والجامعة مواردها محدودة وفى نفس الوقت المؤتمر أصبح حلمنا جميعاً نتمنى أن نحصل على دعم قبل انتهاء موعده».
جهاز طلاب هندسة ميكانيكا لمساعدة مرضى الضمور العضلى