«الوطن» ترصد خطة «النور» للسيطرة على معاقل «الإخوان» في الانتخابات

كتب: إسراء طلعت

«الوطن» ترصد خطة «النور» للسيطرة على معاقل «الإخوان» في الانتخابات

«الوطن» ترصد خطة «النور» للسيطرة على معاقل «الإخوان» في الانتخابات

رصدت «الوطن» خريطة انتشار السلفيين فى مصر ومراكز قوتهم، وسعيهم للسيطرة على المحافظات، التى كان الإخوان يسيطرون عليها قبل عزل الدكتور محمد مرسى، بنفس طرق وأساليب الإخوان. وانتشر السلفيون بكل تياراتهم فى مصر فى عديد من المحافظات، ولكنهم تمركزوا بشكل واضح فى محافظات عُرفت بأنها معقل لوجود التيارات السلفية باختلاف أنواعها، منها الإسكندرية ومطروح، مثلهم مثل تنظيم الإخوان، الذى عُرف بوجوده فى محافظات الوجه البحرى، مثل محافظة كفر الشيخ والبحيرة والشرقية، بالإضافة إلى وجوده فى محافظات الوجه القبلى، على رأسها بنى سويف والفيوم والمنيا وبعض محافظات الصعيد، وهى محافظات معروف أن الإخوان لهم كتل تصويتية كبيرة بها.

{long_qoute_1}

ولكن يختلف السلفيون عن الإخوان فى الهيكل التنظيمى لهم، لأن الإخوان لهم كيان واحد يشملهم هو التنظيم، فيجتمع كل مؤيدى الإخوان فيه، إلا أن السلفيين لهم تيارات عديدة يختلف بعضها عن بعض فى الاتجاه، بالإضافة إلى أنهم مختلفون فى الاتجاهات السياسية من حيث مبدأ المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكن تحظى الدعوة السلفية فى الإسكندرية بشعبية كبيرة، وبالنصيب الأكبر فى السيطرة على الانتخابات البرلمانية، كما أنها تدعم ذراعها السياسية حزب النور فى الانتخابات المقبلة.

وفى ظل تصاعد وجود التيارات السلفية فى مصر والمجتمعات العربية والإسلامية أصبحت الخريطة السلفية أكثر تعقيداً وتداخلاً من الناحية المكانية والفكرية والاتجاهات والمنهج المتبع لكل منهم المختلف عن الآخر، مما أدى إلى اختلاف كبير فى شكل الخريطة السلفية بوجه عامّ فى مصر.

وتُعَدّ السلفية التقليدية من أبرز التيارات السلفية على الخريطة السلفية فى مصر، ويطلق عليها «السلفية العلمية»، مثل المدارس السلفية وشيوخها، التى تتمركز بشكل كبير فى محافظات الإسكندرية والقاهرة والمنصورة، بالإضافة إلى الدعاة المستقلين، مثل محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، ومحمود المصرى، وتضم ثلاثة أشكال من السلفية، وعلى رأسها الدعوة السلفية، التى نشأت فى سبعينات القرن الماضى عن طريق النشاط الطلابى، وبدأ عملهم بشكل منظم عام 1980، حين قرر الشباب السلفيون العمل بطريقة منظمة، فكوّنوا ما يشبه اتحاد الدعاة، ثم أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك اسم «المدرسة السلفية»، وبعد عدة سنوات من العمل الحركى والجماهيرى أطلقوا على منظمتهم «الدعوة السلفية» بعد انتشارهم فى كل أنحاء مصر وكثرة أتباعهم الذين يقدَّرون بمئات الآلاف، واشتهروا باسم «سلفيى الإسكندرية».

وكان لمحافظة مرسى مطروح نصيب من سيطرة الدعوة السلفية على الوضع السياسى فيها، بعد أن توغلت فى مراكزها الثمانية وقراها الـ٥٦ مع بداية الثمانينات من القرن الماضى، عن طريق المساجد واللجان الاجتماعية التى أنشأتها الدعوة السلفية لتوزيع السلع التموينية على الفقراء فى قرى ونجوع مطروح.

وفى الوقت ذاته الذى نشأت فيه الدعوة السلفية فى محافظتى الإسكندرية ومطروح، كان فى حى شبرا فى القاهرة مجموعة من الشباب شكّلَت تياراً آخر، أُطلِقَ عليه فى ما بعد «السلفية الحركية»، ويتوافق منهج السلفية الحركية مع منهج الدعوة السلفية، إلا أن السلفيين الحركيين يدعون إلى تكفير الحاكم ولا يكتفون بتكفير الحاكم حكماً فقط، ولكن يذهبون إلى تكفيره عيناً، إذا لم يحكم بما أنزل الله، ويجهرون بذلك فى خطابهم الدعوى، ويعتقدون بـ«حرمة المشاركة فى المجالس النيابية، لأنها تتحاكم إلى غير شرع الله، وتجعل الدستور الذى وضعته حاكماً لشريعة الله عز وجل، وهذا كفر»، وهذه الأفكار كانت قبل ثورة يناير.

واتخذ السلفيون من الجمعيات الأهلية طريقاً لهم، لتحقيق انتشار للمنهج السلفى بشكل عام، إذ كان لتيار «السلفيين المستقلين» الذى يُعَدّ امتداداً للتيار السلفى القديم فى مصر، دور فى ذلك وحضور فى عديد من المجموعات والجمعيات منذ بدايات القرن العشرين، مثل جمعية الهداية التى قادها الشيخ محمد الخضر حسين، وكانت تقوم على الدعوة إلى الالتزام بالسنة ومحاربة البدع، وهذا التيار لا يؤمن بالعمل الجماعى التنظيمى، كما أنه لا يشتغل بالسياسة، ولا ينشغل بها أصلاً، لكن البعض أكّد أن رموز هذا التيار يُبدون آراءهم فى الشأن السياسى فى جلسات سرّية لأتباعهم المقربين، ويقتصر كلامهم السياسى على شرح تصوراتهم للواقع السياسى ومشكلاته.

وكان لجماعة أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية دور فى انتشار التيار السلفى فى مصر، وتأييدهم فى الانتخابات البرلمانية وتوزيع السلع التموينية الخاصة والخدمات والأنشطة كنوع من الدعاية الانتخابية، إذ تنتشر فروع الجمعية الـ350 فى جميع أنحاء الجمهورية، خاصة أنها تمثل تيار «سلفية المنهج»، ويمثله عدد من التيارات الإسلامية التى تعد سلفية المنهج والاعتقاد، لا العمل والتنظيم، حيث لها طريقة عملها الخاصة وأسلوبها الدعوى المستقل، أسس الشيخ محمود خطاب السبكى الجمعية الشرعية عام 1912 تحت اسم «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية»، والهدف الأساسى الذى سعت إليه الجمعية عند إنشائها هو الوعظ والإرشاد، والدعوة إلى الالتزام بالسنة ومحاربة البدعة، وكذلك تدعيم قيمة التعاون والتكافل بين أبناء الشعب.

من جانبه، قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث فى مركز الأهرام الاستراتيجى، إن محافظات غرب القناة بها كتلة سلفية كبيرة، متمثلة فى الدعوة السلفية وجمعيتها وذراعها السياسية المتمثلة فى حزب النور، مؤكداً أن حزب النور يسيطر على محافظات منها سيناء ومطروح وكفر الشيخ والبحيرة وبعض محافظات الدلتا والصعيد ما عدا المنيا والفيوم، لأنها أماكن مهمة لوجود الإخوان فيها، خاصة فى الانتخابات البرلمانية. وأكد «العزباوى» لـ«الوطن» أن السلفيين «لم يكونوا كتلة واحدة كالإخوان، بل هم منقسمون إلى عدة فرق»، مشيراً إلى أنهم بعد 30 يونيو حاولوا أن يقدموا أنفسهم بديلاً للإخوان.

وفى سياق متصل، قال الدكتور عمار على حسن، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن السلفيين مختلفون عن الإخوان فى الانتشار، خاصة أنهم أكثر من 6 أصناف وتيارات، مؤكداً أن حزب النور متمركز فى محافظات الإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، لافتاً إلى أن مسيرة السلفيين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون على خطى الإخوان، من حيث الكثافة والانتشار، إذا استطاعوا أن يتحالفوا مع باقى التيارات السلفية فى باقى المحافظات وباقى التيارات الإسلامية، مثل الجماعة الإسلامية فى الصعيد، خاصة أن السلفيين ليس لديهم الخبرة السياسية فى الانتخابات مثل الإخوان.

 


مواضيع متعلقة