الإسكندرية: الأطفال يتولون الذبح

كتب: أحمد ماجد

الإسكندرية: الأطفال يتولون الذبح

الإسكندرية: الأطفال يتولون الذبح

 

مع أول شعاع لضوء الشمس، تبدأ أصوات السكاكين فى الإحماء، وصنابير المياه فى الدفع، والجميع بانتظار أول ذبيحة، وسط التكبيرات، ومن ثم سلخ الذبيحة والبدء فى تنظيفها، وهكذا طوال اليوم حتى الانتهاء من ذبح أكثر من 600 رأس ماشية يومياً، على أيدى عدد كبير من الجزارين أغلبهم من الأطفال وصغار السن.

{long_qoute_1}

هكذا قضت «الوطن» يوماً كاملاً بمذبح عبدالقادر، بمنطقة العامرية، غرب الإسكندرية، الذى يفتح أبوابه من الساعة 5 فجراً، وحتى الساعة 3 ظهراً، للعمل على قدم وساق، استعداداً لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وذلك بالمئات من الذبائح البلدية والمستوردة، لتوزيعها على الجزارين ومنافذ المحافظة.

ورصدت «الوطن» خلال جولتها بالمذبح، وجود قسمين بداخلها، قسم لذبح العجول البلدية والمستوردة، وقسم لذبح الخرفان البلدية والمستوردة، والتى تمر بأربع خطوات، تبدأ بذبح الماشية، ومن ثم سلخها وتنظيفها، وفى الخطوة الثالثة، يتم فصل الأمعاء، وبعد ذلك فى الخطوة الأخيرة يتم ختمها إما بالختم الأحمر إذ كانت من اللحوم البلدية، أو بالختم الأزرق فى حالة كونها مستوردة. ويعمل داخل المذبح أكثر من 200 جزار، غالبيتهم من الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم على ١٥ سنة، تابعين لأكثر من 10 تجار كبار، ويتم الذبح يومياً وخلال فترة عيد الأضحى المبارك، ما بين 60 إلى 70 عجلاً بلدياً ومستورداً، وذبح أكثر من 500 خروف بلدى ومستورد. وقال الحاج فلفلة حمو، أحد تجار ومستوردى اللحوم بالمذبح: «أعمل فى المذبح منذ 48 عاماً، من أول ما اتولدت، وأنا كنت مع أبويا ماسك السكينة وباذبح فى العجول والخرفان». وأضاف «فلفلة»: «اللحوم المستوردة من أوروجواى وأوكرانيا زادت كتير فى السنوات الثلاث الأخيرة، عشان غلو سعر اللحم البلدى، اللى ممكن توصل تكلفة بيعه إلى أكثر من 80 جنيهاً، غير المستورد اللى بيتباع بـ55 جنيه الكيلو». وتابع: «كل يوم بندبح أكتر من 70 عجل شمبرى، مستورد وبلدى، بس طبعاً ممكن يكون عدد العجول المستوردة يومياً يصل إلى 45 عجل، مقابل ذبح 15 فقط من البلدى». وأردف أن السبب فى زيادة أسعار اللحم البلدى، هو شح اللحم البلدى فى السوق، وذبح أنثى العجل، واللحم البتلو، مما يؤثر على الثورة الحيوانية فى مصر بشكل كبير جداً. وأوضح: «أن الحكومة غير قادرة على السيطرة على ذبح اللحوم البتلو وأنثى العجل، وذلك لذبح أكثر من 50% من المواشى، خارج المذابح التى تمنع تلك الظاهرة، خاصة فى مناطق الأرياف مثل البحيرة وكفر الشيخ». أما الجزار عيد ضاحى، فيقول إن الاعتماد على عمالة الأطفال يرجع إلى قلة مرتباتهم. وقال الحاج سالم مجدى، أقدم جزار فى مذبح عبدالقادر، صاحب الـ70 خريفاً: «باشتغل فى المذبح من وأنا عندى 7 سنوات، كان زمان الخير موجود، ماكانش فيه حاجة اسمها لحم مستورد، كان كله بلدى، والخير كان كتير».

وتابع: «دلوقتى المستورد بقى أكتر من البلدى بكتير، عشان الناس تعبانة ومش معاها فلوس تشترى لحمة بأكثر من 80 و90 جنيه». وقال السيد أحمد، أحد تجار اللحوم الضانى: «خلال فترة العيد بنذبح يومياً ما يقرب من 500 خروف بلدى ومستورد، بس البلدى أكتر من المستورد فى الضانى».

 


مواضيع متعلقة