أزهري وطبيب نفسي يجيبان عن سؤال "من يشهد ذبح الأضحية؟"

09:47 م | الأحد 20 سبتمبر 2015

تنتهي صلاة عيد الأضحى ويتسارع البعض للذهاب لرؤية لحظة ذبح الأضحية سواء كان بعد الصلاة مباشرة أو في وقت آخر، وآخرون لا يتحملون مشاهدة لحظة نحر رقاب الأضاحي من الأطفال أو الكبار، إلا أن بعض الأهالي يجبرون أبناءهم ليشهدوا تلك اللحظة وهذا يجعل بعض الأطفال يبكون خوفا من المشهد، والبعض الآخر يتجنبون أكل اللحوم وغيره من المشكلات.

ويغيب عن بعض الأهالي الأسس التي يجب اتباعها في معرفة من يصلح أن يرى الذبح، فبعض الأطفال من الممكن أن يقوموا بتقليد الجزار حيث حاول طفل سعودي قتل أخته الرضيعة، العام الماضي بعدما رأى الجزار يذبح الخروف فقلده.

وقال الدكتور عبدالفتاح إدريس، عميد كلية التربية وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لـ"الوطن" إنه يجب أن يباشر عملية الذبح صاحب الأضحية سواء كان وقت عملية الذبح من خلال الجزار أو هو الذي يذبح إذا كان يستطيع أن يتحمل عملية الذبح، واستشهد بحديث رسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة "قومي إلى أضحيتكي فاشهديها فأنه يغفر لك بأول قطرة منها".

وأضاف إدريس: "إذا كان صاحب الأضحية لا يستطيع أن يذبح بنفسه أو أن يرى الأضحية وهي تذبح فلا يحضر ويكتفى بالجزار".

وأكد إدريس أنه لا يفضل حضور الطفل لأنه قد يقلد الجزار وأيضا من المستحب المضحي فقط هو من يشهد الذبح.

وأوضح الدكتور علاء رجب، استشاري نفسي، متى يمكن للطفل رؤية هذا المشهد، فكل إنسان وله بصمة نفسية مختلفة عن الآخر فلا بد قبل جعل الطفل يرى هذا المشهد أن يكون مر بعدة مراحل للوعي.

وتابع رجب قائلا: "يأتي الوعي تدريجيا من خلال الأب الذي يبدأ بعمل سيناريو بسيط حتى يعلم ابنه تدريجيا، مثل أن يروي للطفل قصة سيدنا إبراهيم ثم يأخذه معه في شراء الأضحية وبعد ذلك يجعله يطعم الأضحية حتى يصل معه لمرحلة أنه يمكنه رؤية مشهد ذبح الأضحية".

وقال الاستشاري النفسي: "لازم نتدرج ونفهم الطفل من قبل سن الـ7 سنين ويفضل ألا يرى مشهد الذبح قبل هذا السن حتى لا يحقق نوعا من الاضطراب النفسي أو حدوث صدمة نفسية"، وأضاف رجب بعد سن الـ7 أعوام إذا تعرض الطفل لرؤية الذبح فيجب أن يوجد العديد من الأشخاص ليس فقط الأم والأب والجزار حتى لا يركز في التفاصيل، ومن الأفضل ألا يرى لحظة الذبح.

وأوضح رجب أن السن المناسبة لرؤية ذبح الأضحية من أول 10 أعوام لأن في هذه المرحلة العمرية يصبح الطفل مدركا ومتفهما الموقف.

وأكد رجب أن كل بيئة مختلفة عن البيئة الأخرى والتربية هي التي تؤثر على الشخصية، فيوجد أطفال في سن الـ5 أعوام يفهمون عن سن الـ10 أعوام، فيختلف الأمر من شخص لآخر.