رئيس الفقه المقارن بالأزهر ردًا على برهامي: إذا ترك الزوج زوجته للمغتصبين يصبح ديوثا

كتب: محمود عباس

رئيس الفقه المقارن بالأزهر ردًا على برهامي: إذا ترك الزوج زوجته للمغتصبين يصبح ديوثا

رئيس الفقه المقارن بالأزهر ردًا على برهامي: إذا ترك الزوج زوجته للمغتصبين يصبح ديوثا

قال الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ردًا على الفتاوى الأخيرة التي خرج بها الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن هذه الفتاوى لا علاقة لها بصحيح الدين، مشددًا على أن من تجرأ على فتوى بغير علم يقع إثمها عليه. وأضاف إدريس، في حديثه لـ"الوطن": "لا بد على أي إنسان أن يدافع عن زوجته حتى الموت، إذا ما أراد أي إنسان آخر أن يمسها بسوء، ولقد أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقتال من جاء يأخذ مال رجل رغمًا عنه، والمال أهون من العرض، إذ قال رجل لرسول الله: "يا رسول الله أرأيت إن جاء أحد يريد أخذ مالي؟"، فقال له: "فلا تعطه"، قال: "أرأيت إن قاتلني؟"، فرد الرسول: "فقاتله"، قال الرجل: "أرأيت إن قتلني"، قال رسول الله: "فأنت شهيد"، قال: "أرأيت إن قتلته؟" قال: "هو في النار". وتابع رئيس قسم الفقه المقارن بالأزهر: "هذا بالإضافة إلى قول رسول الله: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد"، وكل هذا يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على أن القتال دون العرض أمر مفروض، ومن المعروف أن حفظ العرض من الضروريات الخمس في الشريعة الإسلامية، ولهذا فإن القتال دونها واجب وجوبًا عينيًا، ويضاف إلى هذا أن الإنسان إذا ترك زوجته تغتصب دون أن يحرك ساكنا فهو ديوث، والديوث ملعون بأمر رسول الله والدياثة حرام، بل أنه يكون قد ارتكب كبيرة إذا فعل ذلك". وحول فتوى "برهامي"، بخصوص "عدم إثبات الزنا في حالة رؤية الزوج لزوجته مع شخص آخر عرايا"، قال إدريس: "إذا وجد الرجل زوجته تقترف الفاحشة، فإن شهادته بمفرده توجب تطبيق الحد عليها بالزنا بنص القرآن الكريم، فقد قال الحق سبحانه وتعالى: "الذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم، فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين". واستكمل: "معنى هذا أن من وجد امرأته تقترف الفاحشة أنه لا ينبغي، كما ورد في فتوى الشيخ السلفي، أن يلقي عليها ثوبه ثم ينصرف لحال سبيله، وإنما يجب عليه أن يقيم دعوى عليها يتهمها فيه باقتراف الفاحشة، ويطلب الملاعنة منها بما ورد في الآية الكريمة من صدر سورة النور، فإذا لاعن منها كانت هذه الملاعنة موجبة لإقامة حد الزنا عليها مع أنه لم يشهد معه أحد آخر، والدليل على هذا قول الله سبحانه وتعالى: "ويدرأ عنها العذاب"، ومعنى ذلك أن شهادة الزوج بمفرده تثبت جريمة الزنا على زوجته في حالة امتناعها عن الشهادة، وعذاب الزوجة التي تقترف الفاحشة وهي محصنة الرجم حتى الموت". واختتم حديثه مشيرًا إلى أن الرسول حذر على قدوم شخص على الفتوى بغير علم، وأنه إذا تسببت فتوى الداعية السلفي ياسر برهامي في ارتكاب أي شخص للفاحشة يقع وزر الفاحشة عليه لأنه من أفتاها.