بروفايل: «صادق».. عنوان الحياد

11:45 م | السبت 19 سبتمبر 2015

أمام رئيس الجمهورية، وقف المستشار نبيل صادق، ليؤدى اليمين الدستورية كنائب عام، بعد أن ظل المنصب شاغراً لأكثر من 83 يوماً، كانت مصر فيها بلا نائب عام، بعد اغتيال المستشار هشام بركات بسيارة مفخخة أمام منزله فى 19 يونيو الماضى.

«السيرة الحسنة والسمعة الطيبة» تعد أبرز سمات النائب العام الجديد الذى جاء ليحمل حقيبة الدعوى العمومية عن المجتمع بأسره، فهو واحد من القضاة المشهود لهم بالكفاءة والحياد والبعد عن أى تصنيفات أو حسابات طوال تاريخه فى العمل بالقضاء الذى بدأ عام 1979.

«صادق» تخرج فى كلية الشرطة عام 1976، والتحق بالنيابة العامة بعد تخرّجه بثلاث سنوات مساعداً للنيابة العامة وتدرّج فى الدرجات القضائية بالنيابة حتى عمل رئيساً لنيابات جنوب القاهرة، ومنها إلى القضاء بمحكمة الاستئناف، حتى رُشّح للعمل بمحكمة النقض عام 2000 وعمل بنيابة النقض ثم بالمحكمة ذاتها، واستمر بالعمل بها حتى أعير إلى العمل بقطر وعاد من الإعارة قبل عامين رئيساً لإحدى الدوائر التجارية بها، ثم تولى رئاسة المكتب الفنى لمحكمة النقض قبل عدة أشهر.

برز اسم المستشار نبيل صادق، لتولى منصب النائب العام بعد اغتيال المستشار هشام بركات، على أيدى مجهولين بتفخيخ سيارة فى خط سيره، وقتها بدأ مجلس القضاء الأعلى مشاوراته لاختيار نائب عام جديد، طرح المستشار نبيل صادق كأحد القضاة المرشحين للاختيار من بينهم، كما يشير قانون السلطة القضائية الذى يحدد أن يكون النائب العام من بين مساعدى النائب العام أو الرؤساء بمحكمة الاستئناف أو نواب محكمة النقض. وناقش مجلس القضاء الأعلى خلال عشرات الجلسات أمر تعيين نائب عام جديد، ولم يستقر المجلس على اسم بعينه. وخاطب «الرئاسة» بعدد من الأسماء التى يرشحها لتولى المنصب، كان «صادق» واحداً من بينها، وبعد مشاورات ومباحثات طويلة بين أعضاء مجلس القضاء الأعلى، اختير المستشار نبيل صادق لتولى منصب النائب العام للسنوات الأربع المقبلة.

«صادق» بدأ عمله فور أداء اليمين القانونية متوجهاً إلى مكتبه فى دار القضاء العالى، الذى يباشر منه مهام عمله بالتزامن مع مكتبه بمبنى النيابة العامة الجديد بالتجمع الخامس، الذى لم يفتتح رسمياً حتى الآن، واستقبل زواره من أعضاء الهيئات القضائية المختلفة من مهنئيه، باختياره لمنصب النائب العام، وعلى مائدة النائب العام تبقى الدعوى العمومية للمجتمع بملفاتها قيد التحقيق والفحص والدراسة، والتى يعد ملف التحقيقات فى قضايا العنف والإرهاب أهمها، بالإضافة إلى ملف المحبوسين احتياطياً على ذمة قضايا ووفقاً للعديد من القضاة والعاملين بمحكمتى النقض والاستئناف، فإن «صادق» شخصية جادة تتسم بالعقلانية الشديدة والدراسة المتأنية قبل اتخاذ كل القرارات، بالإضافة إلى كونه غير محسوب على أى أحد منذ التحاقه للعمل بالقضاء.