%40 من مستخدمي الإنترنت تعرضوا للتحرش والابتزاز الإلكتروني

%40 من مستخدمي الإنترنت تعرضوا للتحرش والابتزاز الإلكتروني

%40 من مستخدمي الإنترنت تعرضوا للتحرش والابتزاز الإلكتروني

أصبح الإنترنت فى عصر تكنولوجيا المعلومات جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، بعد أن بدأ يظهر نوع جديد من الجرائم التى تهدد أمن الأفراد وسلامتهم النفسية والاجتماعية، ومع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل، بات الابتزاز الإلكترونى أحد أبرز المخاطر التى تواجه مستخدمى الإنترنت، خاصة الشباب والنساء وتعتمد عملية الابتزاز الإلكترونى على تهديد أو ابتزاز الأفراد باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لأن المبتز يقوم بابتزاز الضحية عبر التهديد بنشر معلومات حساسة أو صور خاصة، حال لم يدفع المال أو يقوم بتنفيذ مطالب معينة.

وتشير الدراسات إلى أن الابتزاز الإلكترونى يحدث نتيجة مجموعة من العوامل، منها ضعف الوعى بأمن المعلومات، وتنامى ظاهرة الابتزاز عبر منصات التواصل الاجتماعى، وتزايد الاعتماد المفرط على الإنترنت فى الحياة اليومية، وتظهر الدراسات والإحصائيات الحديثة أن الابتزاز الإلكترونى يشكل تهديداً متزايداً للمستخدمين عبر الإنترنت.

وأكدت دراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث عام 2014، أن 40% من مستخدمى الإنترنت تعرضوا للتحرش والابتزاز بطريقة أو بأخرى، فى حين كانت الشابات الأكثر عرضة للابتزاز عبر الإنترنت.

ووفقاً لتقرير FBI لعام 2023، زادت نسبة بلاغات الابتزاز الإلكترونى 30% مقارنة بعام 2022، مع زيادة الاعتماد على المنصات الرقمية، حيث تم رصد 71% من حالات الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مثل فيس بوك، وإنستجرام، وسناب شات، وتطبيقات المراسلة مثل واتساب، أو تليجرام.

وأوضحت منظمة «مؤسسة سايبر سيف» أن أكثر الفئات عرضة للابتزاز هم المراهقون والشباب من سن 15 حتى 25 سنة، ومثلوا 60% من الضحايا، فى حين تتعرض النساء للابتزاز بنسبة أعلى من الرجال، خاصة فى حالات التصوير غير القانونى أو الابتزاز العاطفى.

وفى مصر، أكد تقرير سابق أصدرته مؤسسة «صوت لدعم حقوق المرأة‎» بالنصف الأول من العام الماضى، أن 100% من حالات الابتزاز الإلكترونى ارتكبه الذكور، و45% من الضحايا كانوا فى مرحلة المراهقة.

وأظهرت دراسة فى الأردن أن الابتزاز الجنسى هو الأكثر شيوعاً بين النساء، ما أبرز الحاجة إلى تعزيز الوعى والتدابير الوقائية لمكافحة هذه الظاهرة، فيما أظهرت الإحصائيات العالمية أن 54% من الأشخاص فى العالم تعرضوا لأضرار جنسية عبر الإنترنت.

وقالت الدكتورة نيفين حسنى، استشارى علم النفس الرقمى، لـ«الوطن»، إن الابتزاز الإلكترونى يؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية والمهنية للضحايا، من الناحية الاجتماعية، ويعانى الضحايا من مشاعر الخوف والعار، ما يدفعهم إلى الانعزال عن محيطهم الاجتماعى، وقد يخشون التحدث عن مشكلتهم أو طلب المساعدة خوفاً من الفضيحة أو من تداعيات أخرى قد تؤثر على علاقاتهم العائلية أو صداقاتهم.

ويواجه الضحايا مشكلات فى أماكن عملهم نتيجة تسريب معلومات حساسة أو صور خاصة وفى بعض الحالات، قد يفقد الضحية وظيفته بسبب تعرضه للابتزاز أو بسبب الضغط النفسى الذى يمنعه من أداء عمله بكفاءة ودائماً يتعرض الضحايا لمشكلات صحية خطيرة، مثل القلق والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة وبعض الحالات تصل إلى حد التفكير فى الانتحار نتيجة للضغط النفسى الناتج عن الابتزاز، خاصة الشباب والمراهقين الذين قد يجدون صعوبة فى مواجهة هذه الضغوط.

وأكد الدكتور إسلام نصر الله، خبير التحول الرقمى، أنه بات من الضرورى على المجتمع والحكومات تبنى استراتيجيات توعوية فعالة، لمكافحة ظاهرة الابتزاز الإلكترونى، أبرزها البرامج التوعوية الحكومية، التى تعمل معها العديد من الحكومات لتنظيم حملات توعوية وتعريف الجمهور بمخاطر الابتزاز الإلكترونى وطرق الوقاية منه، وبعض الدول توفر منصات إلكترونية أو خطوطاً ساخنة تمكن الضحايا من اللجوء إليها من أجل الحصول على المساعدة القانونية والنفسية.

وأضاف «نصر الله» أن المدارس والجامعات تلعب دوراً مهماً فى توعية الطلاب بمخاطر الابتزاز الإلكترونى، ولحماية بياناتهم الشخصية، حيث يعد إدراج دروس عن الأمن السيبرانى والتعامل مع الابتزاز الإلكترونى ضمن المناهج الدراسية التى يمكن أن تساعد فى تقليل وقوع الطلاب ضحايا لهذه الجرائم. ولتعزيز الأمان الرقمى للأفراد، مشيراً إلى أنه من الضرورى أن يتبع الأفراد ممارسات أمان رقمى قوية، مثل تجنب مشاركة المعلومات الشخصية والصور الحساسة عبر الإنترنت، واستخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل المصادقة الثنائية للحسابات، كما يجب تجنب التواصل مع الغرباء عبر الإنترنت فى الحالات التى تتطلب مشاركة صور أو معلومات شخصية.

وأكد أن لوسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية دوراً كبيراً فى توعية الجمهور حول هذه القضايا من خلال تقديم قصص حقيقية وإجراء مقابلات مع خبراء فى الأمن السيبرانى وعلم النفس لمناقشة التأثيرات وكيفية الحماية، وتقدم المنظمات غير الحكومية دعماً نفسياً وقانونياً للضحايا وتساعدهم فى تقديم شكاوى ضد المبتزين.


مواضيع متعلقة