«باب رزق» يلتقي أحد فناني النقش على النحاس في شارع المعز
«باب رزق» يلتقي أحد فناني النقش على النحاس في شارع المعز
في قلب القاهرة التاريخية، وأمام جامع السلطان قلاوون بشارع المعز، التقى الإعلامي يسري الفخراني مقدم برنامج «باب رزق»، المذاع على قناة dmc، بأحد الحرفيين الماهرين في فن النقش على النحاس، ذلك الفن العريق الذي توارثته الأجيال منذ مئات السنين.
البدايات والتعلم
يحكي الفنان، الذي نشأ وسط هذا التراث الفني، كيف بدأ رحلته مع هذه المهنة منذ صغره، حين تعلمها من شقيقه الأكبر، متحديًا الزمن، حيث تمكن من إتقانها في شهرين فقط بدلاً من عامين كما كان متوقعًا، ومنذ السبعينات وحتى الآن، ظل شغفه بالنقش على النحاس متقدًا.
يستمد الحرفي تصميماته من المعالم المحيطة به، حيث يستوحي النقوش العربية والفرعونية والإسلامية من زخارف المساجد والشبابيك والأبواب التاريخية التي تحيط به في شارع المعز، يؤكد أن كل قطعة فنية تصنع يدوياً تحمل جزءًا من روح المكان وتاريخه العريق.
حرفة تتوارثها الأجيال
ورغم دراسته في مجال الكمبيوتر، لم يجد نفسه إلا في هذا الفن العريق، فترك الوظيفة الحكومية بعد يومين فقط من تعيينه، وقرر أن يكرس حياته للإبداع في النقش على النحاس، اليوم، يعمل أبناؤه معه في الورشة، حيث نقل لهم شغفه بالمهنة، ليصبحوا امتدادًا لهذه الحرفة النادرة.
أسرار الحرفة
يعتمد الحرفي في عمله على أدوات أساسية، مثل البرجل لتحديد الأشكال الأولية، ثم الأقلام الخاصة بالحفر، حيث يستخدم عدة أنواع لإنجاز تفاصيل كل قطعة، كما يستعين بخطاطين محترفين لكتابة العبارات والزخارف التي يضيفها لاحقًا إلى القطع النحاسية.
إحياء التراث
ومن القطع التي يصنعها، «طاسة الخضة»، وهي وعاء نحاسي قديم كان يُستخدم في الماضي لتهدئة الأطفال عبر قراءة آيات قرآنية عليه ثم شرب الماء منه، هذه القطع التراثية أصبحت اليوم تحفًا فنية يقبل عليها عشاق الفن الإسلامي والمصري القديم.
شغف لا ينتهي
رغم مرور أكثر من 50 عامًا على عمله في هذه المهنة، لا يزال هذا الفنان يجد فيها متعة وإبداعًا لا حدود لهما، ويؤكد أن النقش على النحاس ليس مجرد حرفة، بل هو فن يحتاج إلى موهبة، وصبر، وخيال، ليحافظ على روح القاهرة القديمة داخل كل قطعة ينجزها.