منذر رياحنة: «حكيم باشا» اختبار لقدرة البسطاء على تغيير واقعهم

منذر رياحنة: «حكيم باشا» اختبار لقدرة البسطاء على تغيير واقعهم

منذر رياحنة: «حكيم باشا» اختبار لقدرة البسطاء على تغيير واقعهم

خطف مسلسل «حكيم باشا» أنظار الجمهور فى السباق الرمضانى الحالى بفضل توليفة فنية متقنة وكوكبة لامعة من نجوم المسلسل، منهم الفنان الأردنى منذر رياحنة، الذى خطف الأضواء بشخصية «سليم»، التى تميزت بالتعقيد والمشاعر المتناقضة بين الطيبة والتضحية، وكالعادة أظهر موهبة استثنائية برهنت على تميّزه فى الدراما العربية.

ويكشف «رياحنة»، فى حواره مع «الوطن»، عن كواليس تجسيده للشخصية، والتحديات التى واجهها أثناء التصوير، وكيفية استعداده لهذا الدور الذى شكّل نقلة نوعية فى مسيرته الفنية، وإمكانية تحويل روايته «عالم يتنفس الموت» إلى عمل فنى، وإلى نص الحوار:

26011655.jpg

■ فى البداية، حدّثنى عن ردود الفعل التى تلقيتها على شخصية سليم فى «حكيم باشا»؟

- ردود الفعل على مسلسل «حكيم باشا» كانت كبيرة وإيجابية للغاية، والجمهور تأثر بالقصة وتفاعل معها بشكل عاطفى، خاصة مع القضايا الإنسانية التى يعالجها العمل، كان من الرائع أن أرى كيف لمس المسلسل مشاعر المشاهدين وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من هذه القصة، وهذا دليل على أننا نجحنا فى إيصال الرسالة التى أردنا تقديمها، وأنا فخور بالمشاركة فى هذا العمل، وسعيد بالتأثير الذى حقّقه لدى الجمهور.

■ فى رأيك، ما عوامل نجاح «حكيم باشا»؟

- المسلسل يضم كوكبة من النجوم الذين يتمتّعون بالاحترافية والمهنية، بالإضافة إلى أجواء رائعة خلف الكواليس، وإخراج وكتابة على أعلى مستوى، وإنتاج محترف من «سينرجى» و«المتحدة»، كل هذه العوامل ساعدتنا فى تقديم دراما تحمل روح الزمن الجميل، بتوليفة فنية ممتعة وأحداث مشوقة جعلت الجمهور يتفاعل معها بقوة.

■ كيف تصف شخصية «سليم» من وجهة نظرك؟

- شخصية «سليم» معقّدة، تمر بظروف قاسية وضغوط نفسية واجتماعية هائلة، هو ضحية للاستغلال من قِبل «حكيم»، الشخصية التى يُجسّدها مصطفى شعبان، والذى يستخدم نفوذه وسلطته لتحقيق مصالحه الخاصة دون مراعاة للآخرين. يعانى «سليم» من قيود مجتمعية تفرض عليه وضعاً غير عادل، مما يجعله فى صراع دائم بين محاولته للنجاة والتشبث بمبادئه.

■ هل واجهت صعوبات فى تجسيد الشخصية؟

- بالتأكيد كان الأمر صعباً، لأننى كنت مطالباً بالتعبير عن مشاعرى من خلال العيون فقط، بينما يظل الجسد ثابتاً وقوياً طوال الوقت، هذا النوع من الأداء يتطلب تحكّماً كبيراً فى المشاعر، خاصة فى المشاهد التى يظهر فيها الحزن العميق دون انهيار واضح. على سبيل المثال، فى مشهد وفاة ابنى، كنت مضطراً لكتم ألمى، بينما كنت فى الوقت نفسه داعماً لزوجتى التى تجسّد دورها هايدى رفعت، هذا كان أمراً صعباً جداً على أى ممثل.

■ كيف تصف طبيعة العلاقة بين «سليم وحكيم» فى المسلسل؟

- العلاقة بينهما تُجسّد التفاوت الاجتماعى الواضح فى المجتمع، حيث يظهر «حكيم» كرمز للهيمنة والقوة، بينما يُمثل «سليم» الإنسان البسيط الذى يسعى للعدالة وسط عالم يفتقر إليها، ويُبرز المسلسل هذه المواجهة بين شخصين من عالمين مختلفين، ويطرح تساؤلات حول الظلم، والاستغلال، ومدى قدرة الأفراد على تغيير واقعهم.

■ هل أثرت هذه العلاقة على تطور شخصية «سليم»؟

- هذه العلاقة تشكل العمود الفقرى للصراع الدرامى فى المسلسل بعد فقدانه لابنه، يجد «سليم» نفسه فى مواجهة حياة قاسية، حيث يكون عليه الاختيار بين الاستسلام أو البحث عن طريقة للخروج من دائرة الظلم التى يعيش فيها، هذه التحولات تجعله يواجه صراعاً داخلياً عميقاً بين التمسّك بمبادئه ومواجهة القوة التى يحاول «حكيم» فرضها عليه، ومع تطور الأحداث، ينضج «سليم» ويتغير، ليبحث عن طريقة للخروج من هذه الدائرة المغلقة.

■ للسنة الثانية على التوالى تتعاون مع مصطفى شعبان.. كيف ترى هذه التجربة؟

- مصطفى شعبان هو الأخ والصديق والنجم المحترم وأحب أن أكون معه، وقد عملنا معاً فى مسلسل «المعلم» العام الماضى، وواصلنا هذا التعاون فى مسلسل «حكيم باشا».

■ ما رسالة المسلسل إلى المجتمع؟

- المسلسل لا يقدّم مجرد قصة مشوقة، بل يحمل رسائل مجتمعية مهمة تُسلط الضوء على قضايا مثل الظلم الاجتماعى، والاستغلال، وغياب العدالة، ويطرح المسلسل تساؤلات حول طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض، ومدى قدرتنا على إحداث تغيير فى حياتنا، كما يُشجّع على التفكير فى أهمية المساواة والعدالة، ويدعو المشاهدين إلى إعادة النظر فى مواقفهم وسلوكياتهم تجاه الآخرين.

■ وما أصعب مشاهدك فى «حكيم باشا»؟

- مشهد وفاة ابنى كان من أصعب المشاهد التى قدّمتها فى المسلسل. لكن هناك أيضاً الكثير من المشاهد الأخرى التى تعكس آلام وأوجاع «سليم»، وتظهر تطور شخصيته بشكل درامى مؤثر.

■ كيف ترى علاقتك بالجمهور المصرى؟

- لا أعتبر نفسى ضيفاً فى مصر، بل أرى نفسى مصرياً بالفعل. مصر دائماً تحتضن أبناء الوطن العربى، وأحرص دائماً على الوجود فيها، حتى إن كنت مسافراً حالياً، فأنا دائماً أشعر أن مصر وطنى الثانى. أعشق الشعب المصرى وخفة ظله، وأُكن احتراماً كبيراً لأهالى الصعيد، ولكل منطقة فى مصر.

■ لماذا تحرص على أدوار الشر؟

- الناس إذا كانت ترى أننى أقدّم أدواراً شريرة، فلا مشكلة لدىّ فى ذلك. لكن هذه الأدوار تعتبر من أصعب الشخصيات التى يتم تقديمها، لأنها تتطلب من الممثل تحدّياً كبيراً فى التعبير عن الصراعات الداخلية للشخصية التى تكون غير واضحة.

■ قدّمت أكثر من عمل باللهجة الصعيدية.. هل تشكل لك صعوبة؟

- لا، لأننى أتعامل مع اللهجة الصعيدية بكل جوانبها، وأحب أن أدخل فى شخصيات الصعيد وأدرسها. لذلك، كلما عُرضت علىّ أعمال صعيدية، أوافق على الفور، لأننى عندى عشق للهجة الصعيدية ولأهل الصعيد.

■ ماذا عن تجربتك الأولى فى كتابة الروايات «عالم يتنفس الموت»؟

- سعيد للغاية بسبب ردود فعل الجمهور، والحمد لله. دائماً ما يزيد جمهورك من مسئولياتك، وأشكرهم على حضورهم حفل توقيعى للكتاب فى معرض القاهرة للكتاب. شعرت بمشاعر مختلفة بداخلى فى أول رواية لى.

■ لماذا سميتها بهذا الاسم؟

- أظن أن الموت أصبح من الأمنيات، وأصبحنا نتنفسه بشكل عادى. لذلك اخترت أن أسمى الرواية «عالم يتنفس الموت».

■ هل ستتحول رواية «عالم يتنفس الموت» إلى عمل فنى؟

- نعم، نعمل على التحضير لاختيار الكاست، ومن المقرّر أن نبدأ تصوير العمل قريباً.


مواضيع متعلقة