قصة فن العدودة الصعيدي لرثاء الموتى.. أدته سهر الصايغ في مسلسل حكيم باشا
قصة فن العدودة الصعيدي لرثاء الموتى.. أدته سهر الصايغ في مسلسل حكيم باشا
في مشهد مؤثر من مسلسل حكيم باشا الذي يعرض في رمضان 2025، ظهرت العادات الصعيدية الأصيلة في وداع المتوفى، إذ قدمت كل من «حزينة» التي تجسد شخصيتها ماجدة منير، «وبرنسة» وتؤدي دورها سهر الصايغ، أداءً مؤثرًا للعديد الصعيدي، وهو نوع من الرثاء الشعبي الذي يعبر عن الحزن والفقدان، خلال مشهد وفاة «نوح» الذي يجسد شخصيته أحمد فؤاد سليم، فما العدودة الصعيدي؟
ما العدودة الصعيدي؟
العدودة الصعيدي الذي ظهر في مسلسل حكيم باشا يعتبر من مراسم الجنائز حسب العرف الريفي من ساعة العلم بحدوث الوفاة، فتبدأ النسوة اللائي تلقين الصدمة الأولى بالعويل و«الندب»، والندب هو لطم الخدود، وشق الملابس، والضرب بشدة على الصدر، وتتزيد بعض النسوة فتهيل التراب على رأسها، وتلطخ وجهها بالطين أو النيلة الزرقاء أو زهرة الغسيل تعبيرا عن عمق الفاجعة، وتصاحب عملية الندب حالة من الغناء البكائي الذي يطلق عليه «العدودة» والاهتزاز العنيف في حركة هيستيرية أقرب إلى رقص الزار، وتشبه إلى حد كبير حركة الطائر الذبيح، لكنها في كل الأحوال تمثل شكلاً من أشكال الفنون العفوية لتفريغ الطاقة، والتي يتم التعبير عنه بالكلمة والحركة وغيرها من المؤثرات الأخرى مثل إهالة التراب على الرأس، وتلطيخ الوجه بالطين وغيرها من الأفعال التي تكشف عن لوعة النفس وانكسار القلب اللذان خلفتهما حالة فقد عزيز.
والعدودة هي جزء من الموروث الشعبي التشافهي المجهول المؤلف والمتوارث؛ لذا فهى تتسم بالمرونة، والميوعة، فتخضع للحذف والإضافة حسب مقتضى الحال شرط الاحتفاظ بالوزن، والإمساك بالقافية التي غالبا ما تكون بالتنوين بالكسر، فضلًا عن كونها إبداعًا نسائيًا خالصًا تخصصت فيه النساء لأنهن أكثر إحساساً باللوعة، وأوجاع الفقد من الرجال، وفقًا لما ذكره الكاتب ياسر بكر في كتابه «حكايات من زمن الخوف».
والعدودة قريبة الشبه بالسيمفونية، فكلاهما يتكون من عدة أجزاء أو حركات، فالسيمفونية أربع حركات، والعدودة ثلاث حركات الحركة الأولى في العدودة هي مرحلة الاستهلال، وتبدأ هادئة حيث تبدأ المعددة القائد (الشلاية) في وصف الحال بأسلوب رصين، وتبيان حال المتوفى «رجل - امرأة - طفل - شاب - فتاة - كهل - عجوز»، ثم تبدأ المرحلة الثانية وهى «الشبشة» وتتسم بالسرعة وعلو الصوت ويزداد الانفعال ويزداد الهياج العصبي، وتندلع لواعج النفس لتعبر عن حرقة القلب ولوعة الفراق، وشيئاً فشيئاً تنتقل المعددة القائد (الشلاية) إلى المرحلة الثالثة: وهي «التطويحة» وتتسم تلك المرحلة بمد حروف الكلمات تمهيدًا للانتهاء.
ولأن المصائب تجمع المصابين، فسرعان ما ينضم للنسوة من أهل الميت نساء القرية المكلومات من الحزاني والتكالي والأيامي والأرامل في حلبة «الندب»، ويشكلن دوائر تلتف حول بعضها في تداخل غير مدروس، وتعد أكثر أنماط العدودة ذيوعًا تلك التي ترددها المعددات المحترفات وتنحصر في ثلاثة أنماط:
- عدودة تخاطب الميت، وتبين حال أهله من بعده.
- عدودة تسدى النصح للأرملة التي مات زوجها حتى تتخطى فاجعتها.
- عدودة تصف حال اليتيم الذي فقد ملاذ الأب وعزه.
وبعد دفن المتوفى تقوم بيوت المستورين من أهل القرية بإخراج صواني الطعام للمعزين المنتقلين من القرى المجاورة، وبعد الغداء وصلاة العصر تبدأ مراسم العزاء بتلاوة آيات القرآن الكريم في دور العزاء الخاصة بكل مجموعة من العائلات التي تربطها وشائج القربي أو علاقة الجيرة أو الشراكة، وبعد الانتهاء من العزاء تبدأ مرحلة الحداد التي قد تستمر لمدة سنة تحرم فيها كل مظاهر البهجة، فالملابس سوداء، وتحرم الملابس الملونة ويقتصر الطعام على البتاو والمش وقطع البصل، ويُحرم تمامًا طبخ الملوخية الخضراء، وملفوف الكرنب، والأرز باللبن، والعصيدة، والفطائر بأنواعها؛ لكونها في العرف الريفي أطعمة معبرة عن الفرحة.
أبطال مسلسل حكيم باشا
يشارك في بطوله مسلسل حكيم باشا، عدد كبير من الفنانين، أبرزهم مصطفى شعبان، سهر الصايغ، دينا فؤاد، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، سارة نور، محمد نجاتي، ميدو عادل، سلوى عثمان، أحمد فؤاد سليم، أحمد صيام، فتوح أحمد، محمد العمروسي، هاجر الشرنوبي، يارا قاسم، هايدي رفعت، أحمد فهيم، أحمد صادق، منير مكرم، أحمد بسيم، شيماء عباس، حمدي هيكل، ماجدة منير، رضا إدريس، مجدي السباعي.