«نور» نشأ في دار رعاية وأسس مبادرة لاكتشاف المواهب.. «الأحلام بتتحقق»

«نور» نشأ في دار رعاية وأسس مبادرة لاكتشاف المواهب.. «الأحلام بتتحقق»
قضى نور سعيد، 26 عاماً، نحو 18 عاماً من حياته فى إحدى دور الرعاية بالقاهرة، وهى السنوات التى أسهمت بشكل كبير فى تشكيل شخصيته من الناحية النفسية والاجتماعية.
تعلم «نور» العديد من القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، كان من أبرزها الترابط مع إخوته فى الدار، الذين اعتبرهم أهله وسنده.
يقول فى حديثه لـ«الوطن»: «دخلت دار الرعاية صغير جداً.. أول وعى ليا كان فى الدار.. قعدت حتى 18 سنة وبعدها طلعت رعاية لاحقة»، موضحاً أن الرعاية اللاحقة تعنى الخروج من دار الرعاية بشكل مؤقت: «الدار بتوفر لينا شقة خارجية مجهزة ونستقر فيها حتى انتهاء مرحلة التعليم الجامعى».
خلال فترة إقامته فى الدار، أكمل «نور» تعليمه قبل الجامعى والجامعى، وحصل على بكالوريوس إدارة فنادق من المعهد العالى للدراسات النوعية، وحالياً، يُكمل دراسته العليا بكلية الإعلام فى جامعة القاهرة، وألّف كتاباً بعنوان «حين وجدتنى الحياة.. رحلتى من الدار للاستقرار»، يوثق فيه تفاصيل حياته داخل الدار ورحلته نحو الاستقرار.
على الرغم من التحديات، يرى «نور» أن إدارة الدار قامت بدورها على أكمل وجه، إلا أن التحدى الأكبر بالنسبة له كان تقبل المجتمع له: «دائماً حاسس إنك ناقصك حاجة وهى الأهل.. مهما عملت دور الأيتام فالأهل أفضل بكثير.. ولكن هذا قدرى ومكتوب لى»، مؤكداً أن الدار عززت فكرة الترابط بينه وبين زملائه، حيث يقول: «اللى فى الدار إخواتى وهمّا اللى ليا».
بعد خروجه من الدار، أطلق مبادرات اجتماعية عديدة لدمج أبناء دور الرعاية بالمجتمع، أبرزها تنظيم أول دورى رياضى باسم «دورى أبناء مصر»، بمشاركة أبناء دور الرعاية من 124 داراً، كما أسس مبادرة «جسور» لاكتشاف المواهب.
وفيما يتعلق بمسلسل «ولاد الشمس»، أشار «نور» إلى وجود حالات استغلال لأبناء دور الرعاية، لكنها قد تأتى من موظف أو مسئول وليس دائماً من صاحب الدار، لافتاً إلى أن الأوضاع الآن أفضل بفضل الرقابة المشددة، ودعا «التضامن» إلى حوكمة منظومة العاملين فى دور الرعاية والتأكد من كفاءة وأمانة القائمين على العمل.
أما عن مشاركته فى مسلسل «ولاد الشمس»، فيقول «نور»: «سعيد بالمشاركة فى هذا العمل.. وكل شىء له إيجابياته وسلبياته، والتجارب بتختلف، والكفالة لو حصل فيها إخفاق، ممكن تؤثر بشكل سلبى على حياة الطفل، ونفس الشىء بالنسبة لدور الرعاية، لكن فى حالات معينة بتكون هى الخيار الأفضل لحماية الطفل وضمان استقراره.. الفكرة مش فى الاستغناء عن أى نظام، لكن فى تطويره وتحسينه».