«عبدالله» أول معيد جامعي: «دلوقتي أقدر أقول إني اتربيت في دار رعاية»

«عبدالله» أول معيد جامعي: «دلوقتي أقدر أقول إني اتربيت في دار رعاية»

«عبدالله» أول معيد جامعي: «دلوقتي أقدر أقول إني اتربيت في دار رعاية»

لم يستسلم عبدالله شكري، أحد أبناء دور الرعاية، لظلام اليتم وحيرة الوحدة، بل اجتهد وثابر لتحقيق شعار «أنا أكون»، الذى سار من أجله طريقاً طويلاً لم يسلم من صعوباته، بل واجهها بجرأة، مغنياً فى ليلاه منفرداً، متخذاً من إحدى دور الرعاية ملجأ ومسكناً، بعد أن فقد حنان الأهل.

«دور الرعاية ولّادة».. هكذا عبّر «عبدالله» عن المواهب الفذة فى دور الرعاية، الذين هو واحد منهم، إذ أصبح أول معيد فى الجامعات المصرية من خريجي دور الرعاية، بعد أن تربى وعاش في دار أيتام المدينة المنورة بمنطقة العاشر من رمضان، لا يعلم شيئاً عن أسرته أو عائلته، فكل ما أخبرته به الدار أنه التحق بها وهو في سن العام.

بين الحين والآخر تنتاب «عبدالله» رغبة تبدو غريبة حسب اقتناعه، مشابهة تماماً لرغبة الفنان أحمد مالك الذي جسَّد دور «ولعة» في مسلسل «ولاد الشمس»، وهى البحث عن أسرته، والدته ووالده أو أحد من أفراد عائلته: «الله أعلم همّا عايشين ولا لأ.. ونفسى أقدر أوصل لحاجة تجمعنى بيهم».

تغلب «عبدالله» على مخاوف المجتمع من أبناء دور الرعاية، فلم ينهزم حينما رغب فى الالتحاق بأحد الأندية الكبرى وهو فى سن 12 عاماً، وبعد اجتياز الاختبارات طلبوا قيداً عائلياً: «قُلت لهم إنى من دار رعاية، فاعتذروا عن انضمامى للفريق».

حقق مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية في رياضة «الترايثلون».. والدور حافلة بكثير من النماذج الناجحة

ترك دار الرعاية فى سن الـ18 عاماً، وقرر أن يكون له كيان فى المجتمع، بحثاً عن حياة أفضل له، فعمل بجد لتحقيق النجاح فى دراسته، وسعى لتحقيق حلمه فى الالتحاق بكلية التربية الرياضية، ثم قرر الاجتهاد ليكون من أوائل دفعته، الأمر الذى تكلل بصدور قرار رسمى بتعيينه معيداً فى كلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق: «دلوقتى أقدر أقول إنى اتربيت فى دار رعاية بعد ما قدرت أوصل للمكانة دى، وأعتقد إنى مش هتعرض لانتقادات تانى».

حصل على درجة الماجستير فى التربية الرياضية برسالة بعنوان «تأثير برنامج باستخدام النمذجة المعززة بتقنية الهولوجرام على تحسين أداء سباحة الزحف على البطن للبراعم»، كما حقق مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى رياضة «الترايثلون» التابعة للاتحاد المصرى الثلاثى والمتخصصة فى السباحة، السباق، والعجل: «بالعب كل يوم تمرين».

وجّه «عبدالله» عدة رسائل لوزارة التضامن الاجتماعى والجهات الحكومية، مفادها أن دور الرعاية حافلة بالكثير من النماذج الناجحة ويجب تسليط الضوء عليهم ودعمهم، كما وجّه رسالة لأبناء دور الرعاية قائلاً: «المستقبل أمامكم، اجتهدوا، وثقوا بالله وأنفسكم».


مواضيع متعلقة