الأم المثالية «هانم».. ربع قرن من الصبر على رعاية الأسرة: «ربنا عوضني»

الأم المثالية «هانم».. ربع قرن من الصبر على رعاية الأسرة: «ربنا عوضني»
«فرحتى كبيرة بالحصول على لقب الأم المثالية، وربنا عوضنى عن سنين الشقا والتعب»، بهذه العبارة، عبّرت هانم مصطفى عبدالفتاح سليم، 59 عاماً، أرملة منذ 26 عاماً، وحاصلة على درجة الماجستير فى القانون، عن سعادتها البالغة بحصولها على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة دمياط، بعد أن عاشت قصة كفاح طويلة.
تروى «هانم» حكايتها لـ«الوطن»، قائلة: «فى البداية، أُصبت منذ الصغر بارتفاع فى درجة الحرارة فجأة أثر على حالتى السمعية فأُصبت بإعاقة سمعية، وأرتدى بسببها سماعة أذن، وأمتلك كارت الخدمات المتكاملة، ورغم ذلك استطعت أن أحصل على دبلوم فنى».
تزوجت الأم عام 1991 من شاب يعمل مع والده فى محل جزارة وكانت موظفة بإحدى المصالح الحكومية وتسكن بمنزل العائلة، ورُزقت الأسرة بأول الأولاد عام 1992 والابنة الثانية عام 1995 والابنة الثالثة عام 1999.
بدأت قصة كفاح الزوجة عندما مرض زوجها بمرض سرطان الدم (لوكيميا)، واستغرقت رحلة علاجه شهوراً وقفت الزوجة بجانبه ولم تتركه يوماً، إلى أن توفى عام 1999 تاركاً لها أبناء فى مراحل عمرية مختلفة الأكبر 6 سنوات والطفلة الوسطى 3 سنوات والصغرى رضيعة عمرها شهران، مضيفة: «كنت ليهم الأب والأم».
وأوضحت «هانم» أن الأعباء الأسرية زادت عليها بسبب عدم وجود مصدر رزق أو معاش للزوج، وكانت الأم تكتفى بمصدر الدخل الخاص بها من عملها الحكومى، ورغم ذلك استطاعت الأم أن تواجه الصعوبات وترتب الأولويات فى الحياة، حتى لا تترك بيت عائلة الزوج، ويؤثر على حياة الأبناء، وكانت ترعى حماتها المريضة قعيدة الكرسى المتحرك، بجانب عملها ومراعاتها لحماتها كانت تذاكر لأولادها بنفسها دون الحصول على دروس خصوصية، وأثمر ذلك الكفاح، تخرّج الأبناء فى الجامعات. تخرج الابن الأكبر فى كلية الصيدلة بتقدير جيد جداً، وسافر بعدها إلى إحدى الدول العربية، وحالياً متزوج وزوجته حاصلة على بكالوريوس علاج طبيعى، كما تخرجت الابنة الثانية فى كلية التربية وحصلت على ماجستير فى التربية، وتزوجت وأنجبت، ووالد زوجها كان عميداً لإحدى الكليات، وكذلك تخرجت الابنة الصغرى فى كلية التربية النوعية وحصلت على دبلومة فى التربية، وحالياً تستكمل الماجستير، ومع كل هذا، ومع حب الأم للتعليم استطاعت أن ترفع من شأنها الوظيفى والتعليمى بأن تلتحق بإحدى الجامعات للحصول على بكالوريوس تجارة، وترقت فى منصبها الوظيفى من سكرتيرة إلى مفتش مالى، ولم تكتفِ بذلك، بل استكملت دراستها حتى حصلت على ليسانس الحقوق عام 2017، والماجستير فى القانون العام والاقتصاد عام 2021، وتستعد حالياً لنيل الدكتوراه.