الأم المثالية لابن من ذوي الإعاقة: اهتمام الدولة انعكس على تعليم أبنائي

الأم المثالية لابن من ذوي الإعاقة: اهتمام الدولة انعكس على تعليم أبنائي
عانت سميرة شعبان حسن المرسي، أرملة منذ 15 عاما، وتبلغ من العمر 54 عاما، لسنوات طويلة من ظروف قاسية، خاصة التي مرت بها محافظة شمال سيناء جراء الإرهاب، إلا أن كل هذه الظروف لم تمنعها من الاهتمام بأبنائها وتعليمهم بشكل جيد، إلى أن تكللت بحصولها على لقب الأم المثالية بمحافظة شمال سيناء، لابن من ذوي الإعاقة.
حياة كفاح للأم المثالية
تزوجت الأم المثالية من شاب بسيط عام 1991، ورزقها الله بابنها الأول عام 1992 والابنة الثانية عام 1995 والثالثة 1999، وبالابن الرابع عام 2007، والتحقت بوظيفة بإحدى الجهات الحكومية بالشهادة الإعدادية، ثم أكملت تعليمها حتى حصلت على بكالوريوس التجارة عام 2002.
عاشت الأم مع زوجها حياة هادئة ومستقرة، وفي بداية عام 2009 سافرت الأم مع أسرتها لقضاء إجازة نصف العام، وأثناء العودة كانت بداية الأحداث المأساوية في حياة الأسرة، بتعرضها لحادثة للسيارة التي كانوا يستقلونها.
إصابة وآلام عانت منها الأم لمدة سنوات
توفي الزوج والابن الأصغر الذي لم يتجاوز عامه الثاني، وأصيبت الأم بكسور شديدة الخطورة في الوجه، وأجرت على إثرها 13 عملية جراحية وتجميلية وتركيب شرائح في اليد اليسرى والقدم اليمني، وأصيب الابن الأكبر بكدمات خطيرة بالحبل الشوكي، وتلقى العلاج لمدة 3 أشهر، بعد تركيب شرائح بالعمود الفقري أدت إلى إصابته بشلل كامل، وأصيبت الابنة الثانية بكسر مضاعف في القدم اليسرى.
وبدأت رحلة معاناة الأم مع ابنها الأكبر الذي لم يستطع الحركة مطلقا، وكانت تذهب به إلى مركز التأهيل في محافظة أخرى، وأجريت له جلسات علاج طبيعي مكثفة حتى يستطيع الجلوس على كرسي متحرك، وكانت هذه الجلسات مكلفة للغاية.
وكانت الأم ترعى ابنها بشكل كامل، من مأكل وملبس ونظافة، وتتحرك به على كرسي متحرك، جرى توفيره من أهل الخير في تحركاته إلى المدرسة ثم إلى الجامعة، في ذهابه وعودته، واستخرجت كارينه الخدمات المتكاملة له، بجانب رعاية أبنائها ومتابعاتهم في دروسهم وتعليمهم حتي تصل بهم بر الأمان
منحة مجانية للابن في كلية الإعلام
وبالفعل حصل الابن على منحة مجانية بكلية الإعلام، وتخرج منها، ويخرج أفلام قصيرة من ذوي الإعاقة، والتحقت الابنة الثانية بالمعهد الهندسي وأصبحت معيدة، والتحقت الثالثة بكلية طب الأسنان وأصبحت معيدة أيضا.
وأشادت سميرة شعبان بما نفذته الدولة المصرية من جهود لتطوير وتنمية شمال سيناء، مؤكدة أن حرص الدولة على افتتاح جامعات جديدة في سيناء مكنها من تعليم أبنائها بجوارها بدلا من السفر إلى محافظات نائية: «مش متخيلة فرحتي أد إيه وربنا عوضني بكل حاجة.. رسالتي لكل أم ملهاش بركة غير أولادها وتعلمهم كويس».