رسميا.. 7 آلاف طالب تعرضوا للظلم.. وأولياء الأمور: دليل على العشوائية

رسميا.. 7 آلاف طالب تعرضوا للظلم.. وأولياء الأمور: دليل على العشوائية
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
وجوه يأكلها القلق، ويرهقها الترقب، وأنفاس منهكة لآباء ينتظرون سماع خبر الانتصار فى «معركة التظلمات» بعد رحلة طويلة من البحث عن درجة أو اثنتين، إيماناً منهم بأنهم فى أمس الحاجة لها أكثر من أى سنة مضت، ففى الثانوية العامة تصبح الدرجة الواحدة كفيلة بأن تنهى ما يشبه حالة «الحداد» المنصوبة فى البيت لفقدانهم الكلية «الحلم»، وفى الوقت نفسه تغير المصير بالنسبة للجميع، حتى محاولات الأقارب وكلماتهم الناعمة لمواساة الطالب أو أسرته، يبطل سحرها وتذهب مع الريح دون فائدة.
{left_qoute_1}
وعقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، حاول أحمد جمعة عبدالعزيز، الطالب بمدرسة «الشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية» بالمنوفية، والحاصل على 384.5 درجة، بالشعبة العلمية، الحصول على درجات إضافية بعد أن تشكك فى النتيجة التى تم إعلانها، فأصر أن يتظلم منها أملاً فى الالتحاق بالكلية التى كان يحلم بها منذ الصغر.
لحظات ثقيلة وبطيئة مرت عليه قبل أن تلامس أنامله أوراق إجابته للمرة الثانية، وهو يتمتم فى سره بدعوات هامسة تعلن عنها شفتاه الجافتان: «يا رب درجة ولا اتنين بس، وانت عارف قد إيه أستحق أكتر من كده»، وبمجرد أن أمسك بالورقة دس رأسه ماسحاً كل حرف فيها، لكن صدمه قول أحد المراقبين: «محدش ليه درجات إلا لو كانت منسية فى تجميع الدرجات أو سؤال ماتعلمش أصلاً غير كده لأ»، يستمع «أحمد» باهتمام بادٍ لهذه الجملة، ويتدفق الدم إلى وجهه الشاحب ويفحص ورقته بدقة: «حصلت على درجة واحدة وأصبح مجموعى النهائى 385.5 درجة ووالدى كان هيطير من الفرحة، أول ما لقيتها مش محسوبة فى التجميع النهائى للدرجات وبعد لما ظهرت نتيجة التظلمات حصلت عليها»، هذه الدرجة ربما كانت الأغلى فى حياة «أحمد»، لتتسبب فى تغيير مسار حياته «التنسيق رشحنى على طول من كلية الإعلام بجامعة القاهرة إلى كلية هندسة الطاقة بأسوان، لكنى آثرت التحويل لكليتى المفضلة، كلية التخطيط العمرانى بالقاهرة».
إلى جوار ابنه يقف والده، جمعة عبدالعزيز، هو مدير مدرسة فى شبين الكوم، يقول ساخطاً: «النظام التعليمى عندنا فاشل والطالب على درجة يا يبقى فى السما يا ينزل سابع أرض»، ثم يتوجه بالانتقاد اللاذع لوزارة التربية والتعليم: «فوضى.. فوضى فى التعليم والتصحيح، لما تكون ورقة الطالب بتعدى على أربع مصححين وفى الآخر تطلع درجة غير مرصودة»، يتوقف عن الكلام قليلاً قبل أن يقول بقلة حيلة: «طب افرض أنا مرفعتش تظلم كان بقى إيه مصير ابنى دلوقتى كان نفسه هتبقى مكسورة لأنه هيدخل كلية مش بيحبها»، لا يتعجب الوالد كثيراً عندما يعرف أن أكثر من 7 آلاف طالب حتى الآن حصلوا على درجات مستحقة من أصل ما يقرب من 60 ألفاً بحسب محمد سعد، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى، رئيس عام امتحان الثانوية العامة، معلقاً: «ده يثبت كلامى أن التعليم مابقاش فيه لا ظابط ولا رابط.. التصحيح كوسة بمعنى الكلمة».
درجة واحدة أخرى كانت الحلم الأكبر لمحمد أنور، الطالب بمدرسة «نكلا الثانوية» بالجيزة والحاصل على 384.5 درجة، بالشعبة العلمية، الذى عانى الأمرين حتى يحصل على «درجتين» كانتا كفيلتين أن يقيما عرساً دائماً فى أسرته الفقيرة، يقول متذمراً: «الاستهتار عنوان لمرحلة الثانوية وكل حاجة فيها عشوائية.. كأنهم مش عارفين الواحد جاله انهيار حاد واكتئاب بعد ما جاب درجته»، عقب الإعلان عن نتيجة الثانوية لم يكن يرغب بأن يتوجه لرفع «تظلم» لنصائح سابقيه الذين كسروا رغبته فى أن يحلم: «يا ابنى ما بيعيدوش التصحيح ولو طلع لك مش هتاخدها.. ماتتعبش نفسك»، هذه الكلمات كانت من الممكن أن تقعده عن المطالبة بحقه، لكن والده أجبره على التقدم بهذه الخطوة بعدما استدان مبلغ 500 جنيه ثمن رفع تظلم لخمس مواد، يقف «أنور» فى جلباب رصاصى ويطيح بيده فى الهواء: «الواحد ربنا اللى يعلم بيه بيعمل إيه طول السنة وبيتعب وبيشقا عشان يوفر نفقاته طول السنة».
ويضيف «أنور» قائلاً: «ماعنديش مانع أبيع الجلابية اللى لابسها دى عشان أشوفه متعلم وقد الدنيا، وكان حلمى يدخل كلية صيدلة بس وقفت على درجتين»، يسترسل الوالد فى عد مساعيه وحرصه على تعليم نجليه: «أهو كان هيخش علوم لولا رفعنا تظلم وطلع له درجتين، والحمد لله أننا رحنا ورفعناه وإلا ماكناش هناخد حقنا»، يتساءل الوالد متعجباً بعدما يخبره ابنه بأن مصيره مشابه لسبعة آلاف طالب آخر: «لما يبقى دول لهم درجات أمال يبقى كانوا فين المصححين وفين الضمير وفين الدين؟»، يتوقف عن الكلام للحظة ثم يتوجه للمدرسين قائلاً: «ما عندكوش عيال زينا مسيركم تبقوا فى موقفى ده»، ثم يختتم كلامه: «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مهمل وكل مستهتر بيضيع حقوق الناس».
يلتقط الابن «محمد» طرف الحديث ويقول «طلعلى درجتين فى الأحياء واتفاجئت لما لقيت سؤال مكون من خمس نقط متصحح فيه ثلاثة بس والباقى مش محطوط له درجات أصلاً»، ثم يواصل: «الحمد لله إنى سمعت لأبويا ورحنا لأنه ماكانش هيقدر يدخلنى كلية خاصة زى بعض زملائى بـ40 ألف فى سنة»، يصمت قليلاً قبل أن يقول بسخرية ممزوجة بالضحك «اللى رفعوا تظلمات 60 ألف، واللى طلع لهم درجات 7 آلاف يعنى أكيد كانوا بيصححوا وهما نايمين ولا فى الضلمة».
أشرف جابر، مدرس إنجليزى بمدرسة نكلا الثانوية بالجيزة، يقول: «المدرسين بيصححوا بسرعة لأن عدد الورق بيبقى كبير نسبياً عليهم، والأخطاء اللى بتحصل بتبقى فى الأسئلة غير المصححة أو خطأ فى رصد درجات الأسئلة»، مضيفاً أن هناك بعض الأسئلة مثل «البراجرافات» وأسئلة تقيس قدرات معينة لدى الطلاب يكون تقدير المدرس فيها هو المعيار المحدد لدرجات الطالب، وهو ما قد يختلف من مدرس لآخر، وعندما يحدث ذلك بين المدرس المصحح والمراجع يتناقشان معاً حتى يتم تدارك الأمر سريعاً، لافتاً إلى أن الانحياز دائماً للطالب، للتأكد من أخذه كافة حقوقه. وأشار «جابر» إلى أن عدد المدرسين الذين يقومون بالتصحيح كاف جداً، وأن الماديات التى يحصلون عليها من جراء التصحيح مجزية إلى حد كبير «لازم بس يبقى الناس متيقظة وضميرها صاحى أكتر من كده شوية».
كمال مغيث، الخبير التعليمى، يقول إن الأعداد التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، والبالغة حتى الآن 7 آلاف طالب ممن ثبت أن لهم درجات يكشف عما يتخلل عمليات التصحيح من اللامبالاة والعشوائية والفوضى، مشيراً إلى أنه لا يمكن القبول بأن تصل أخطاء العنصر البشرى إلى ما يزيد على 13% بعمليات التصحيح، قائلاً: «العدد كبير ويشير إلى ما يشوب العملية التعليمية من ركود وتدنٍ يزداد عاماً بعد عام، خصوصاً أنه لا توجد معايير حاكمة بالعملية التعليمية فى المجمل».
وأوضح «مغيث» أن الأخطاء واردة فى أى عنصر بشرى، لكن أن يصل العدد إلى 7 آلاف طالب، هو أمر لا ينبغى السكوت عليه، لرد الاعتبار لهؤلاء الطلاب «الغلط والاستهتار بيضيع مستقبل طالب وبيعصف بأحلام أسرة بنت كل أحلامها وهى بتراهن على أولادها»، لافتاً إلى أن الورقة تمر على 5 أفراد على الأقل، وأن كثرة عدد المصححين ليست هى الحل، وإنما «الضمير اللى فى التلاجة».
يختلف معه، رؤوف عزمى، خبير التعليم والمناهج، حيث يقول: «العدد غير مبالغ فيه، وهو عدد مقبول وطبيعى وفى أى مكان فى العالم حتى فى ظل كثرة عدد المصححين»، مضيفاً أن وعى الآباء أصبح متزايداً أكثر من أى وقت مضى طالما يحصل بعض الطلاب على درجاتهم المستحقة، مشيراً إلى أنه إذا كانت النسبة الإجمالية لمستحقى تغيير درجاتهم تزيد على 15%، وهى نسبة مرتفعة قليلاً عن الطبيعى «وده طبيعى فى منظومة متهالكة ومرتبات ضعيفة للمدرسين».
من جهته، رفض محمد سعد، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى، القول إن هذا العدد كبير أو ينم عن «عشوائية ولا معيارية» تتخلل العملية التعليمية، مشيراً إلى أن كل مهامه تتلخص فى إعطاء كل ذى حق حقه، وأنه بمثابة عين راصدة للإهمال والقصور الناجم عن العنصر البشرى، وهو ما عده أمراً طبيعياً ومتوقعاً فى أى عمل آخر يعتمد على البشر، قائلاً: «الأخطاء غالباً تنجم عن تجاهل تصحيح أجزاء من الأسئلة، أو نتيجة حدوث خطأ فى رصد وجمع الدرجات ومهما زودت عدد المدرسين اللى هيطّلعوا على الأوراق هيفضل فيه أخطاء برضه»، مؤكداً حرص وزارة التربية والتعليم على تفادى أخطاء المدرسين قدر ما يمكن ذلك عن طريق مرور الورقة على أكثر من 5 مدرسين أثناء دورة تصحيح الأوراق.
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء
- إعلان نتيجة
- الإدارة المركزية
- التخطيط العمرانى
- التربية والتعليم
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الشعبة العلمية
- العملية التعليمية
- العنصر البشرى
- آباء