«مياه الصرف».. سلاح فى معركة العطش

04:02 ص | الاثنين 31 أغسطس 2015

{left_qoute_1}

تعد «سنغافورة» من أهم وأبرز الدول التى تُعانى من مشكلة فقر المياه وتسعى لحل هذه المشكلة عن طريق إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الصحى، وتستورد البلاد يومياً ملايين اللترات من المياه العذبة عن طريق الأنابيب من ماليزيا، وتعتبر هذه الكمية كبيرة جداً، حتى إن منظمة «الغذاء العالمية» صنفت سنغافورة ضمن البلدان الفقيرة مائياً، لذلك فإنها فى أمَس الحاجة إلى بدائل، وبالإضافة إلى أن المياه المستوردة التى تمثل نحو 30% من إجمالى المياه المستهلكة فى سنغافورة، توجد مصادر مياه إضافية أهمها الأمطار، إذ يهطل سنوياً نحو 2.4 متر مكعب من الأمطار، بينما يبلغ المتوسط العالمى متراً واحداً تقريباً، وهناك 17 بحيرة يتم تخزين مياه الأمطار بها بما يوفر 30% من إمدادات المياه فى «سنغافورة»، إلا أن تشييد المزيد من خزانات مياه الأمطار يبتلع مساحة البلاد التى تبلغ 718 ألف كيلومتر مربع.

وذكر جورج مادهافان، مدير مجلس المرافق لإذاعة «دويتش فيله» الألمانية، أن البلاد الكبيرة تؤمِّن إمدادات المياه العذبة عبر البحيرات والأنهار، وهناك أيضاً مساحة كافية لجمع وتخزين المياه، لكن مساحة «سنغافورة» محدودة للغاية، لذلك يجب إيجاد حلول أخرى تتمثل فى تحلية مياه البحر، إلا أن ارتفاع تكاليف عملية التحلية يجعل المياه الموفرة لا تمثل إلا 10% من إجمالى إمدادات المياه فى البلاد، لذا لجأت سنغافورة فى عام 2003 إلى بدائل أقل تكلفة وأكثر كفاءة وهى إعادة تدوير المياه منخفضة التلوث وهذه الطريقة تنتج مياه عالية الجودة.

وتمتلك «سنغافورة» أربع محطات لمعالجة المياه تنتج 430 مليون لتر يومياً، ويتم استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة بشكل رئيسى فى الإنتاج الصناعى ولأغراض التبريد أيضاً، ويتم خلط جزء صغير منها مع المياه الغنية بالمعادن التى تأتى من خزانات مياه الأمطار، وتتم معالجتها مجدداً وتعبئتها فى زجاجات، وبحسب الإذاعة الألمانية فإنه لا يتم بيع تلك المياه ومن غير المقرر بيعها فى المستقبل، حيث تؤكد وزارة البيئة فى سنغافورة أنه يتم توزيعها خلال الفعاليات والمناسبات الكبرى، وهذا من شأنه أن يجعل مشروع المياه معروفاً لدى الناس، ويتم عادة توضيح وإيصال الكثير من المعلومات عن مشروع تحلية مياه الصرف عبر مركز مخصص للزوار، يقدم لهم جولات عديدة يومياً.أما التكنولوجيا المستخدمة فهى تكنولوجيا تم اعتمادها مع مرور الوقت، وتتمثل فى تطهير المياه الملوثة عبر أنظمة التصفية، وبواسطة التناضح العكسى تحت ضغط قوى ويتم فصل طبقة الماء عن جزيئات الملوثات، ثم تطهيرها مجدداً باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، لأنها تقتل البكتيريا، وما يتبقى فهو عبارة عن مياه نقية صالحة للشرب، وهى تفى بمعايير منظمة الصحة العالمية.

ويذكر أن إعادة تنقية مياه الصرف الصحى ليست أمراً جديداً، ومن المعروف أن دولاً مثل إسرائيل وإسبانيا والدول الاسكندنافية والولايات المتحدة لها الريادة فى هذا المجال، ومن المقرر أن تقوم سنغافورة فى بناء المحطة الخامسة لمعالجة مياه الصرف فى البلاد، وذلك عن طريق كونستوريوم، بقيادة شركة صينية، يقوم ببناء مرفق تنقية فى منطقة «شانجى».