إسلاميون:فيلم «محمد» «إساءة أدب» ويحمل رؤية شيعية مخالفة للسنة النبوية
إسلاميون: الفيلم «إساءة أدب» ويحمل رؤية شيعية مخالفة للسنة النبوية
وليد إسماعيل
رفض إسلاميون وسلفيون عرض فيلم إيرانى عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، مؤكدين أن الأزهر حرّم تجسيد الرسل والأنبياء والصحابة فى الأفلام والأعمال الدرامية، تجنباً للأخطاء التى يقع فيها كتاب النصوص الدرامية الذين قد تحرّكهم الأهواء الشخصية، ولفت هؤلاء إلى أن الفيلم يعرض رؤية شيعية، ربما تكون مخالفة للسنة النبوية ولآراء الصحابة والسيدة عائشة، بينما أكدت قيادات شيعية أنه ليس هناك ما يمنع عرض الفيلم، طالما لم يظهر فيه وجه الرسول الكريم. وقال ناصر رضوان، منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، إن قيام إيران بإنتاج فيلم عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، مرفوض جملة وتفصيلاً، واصفاً ذلك بأنه إساءة أدب فى التعامل مع الأنبياء.
«رضوان»: طهران ترغب فى تصدير فكرها.. وداعية سلفى: تجسيد الأنبياء جريمة
وأضاف «رضوان» لـ«الوطن»، أن إيران ترغب فى غزو العالم ثقافياً وتصدير الفكر الشيعى، على اعتبار أن ذلك له علاقة بحرية التعبير والإبداع، ولا يمكن الحجر عليها، مشيراً إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف كانت قد منعت تجسيد الأنبياء فى الأفلام، خاصة أن النبى لا يمكن وصفه بأى حال من الأحوال، ولا يمكن تجسيده فى عمل سينمائى، مؤكداً أن مصر أنتجت بعض الأفلام والمسلسلات الدينية عن التاريخ الإسلامى وعهد الرسول والصحابة، اكتفى صُنّاعها بالتسجيل الصوتى فقط. وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفى، إن تجسيد شخصية الأنبياء جريمة ولا يُعد من قبيل حرية التعبير أو الفن، وفيه استهانة وعبث بمقام الأنبياء، وذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم، مؤكداً أن تمثيل أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك فى أحوالهم والكذب عليهم، إذ لا يمكن أن يطابق حال الممثلين حال الأنبياء فى أحوالهم وتصرفاتهم وما كانوا عليه -عليهم السلام- من سمات وهيئة وهدى، وقد يؤدى الممثلون أدواراً غير مناسبة -سابقاً أو لاحقاً- ينطبع فى ذهن المتلقى اتصاف ذلك النبى بصفات تلك الشخصيات التى مثلها الممثل من قبل. وأكد وليد إسماعيل مؤسس ائتلاف الصحابة وآل البيت أن هناك فتوى من الأزهر بحرمة تجسيد النبى والصحابة، ولا يجوز لأحد أن يمثل الرسول، مؤكداً أن الفيلم سيتناول صحابة الرسول برؤية شيعية، مغايرة للواقع تماماً، لا سيما أن الأفلام والأعمال الدرامية يحكمها الأهواء الشخصية لكُتابها، مضيفاً أن إيران تحاول إثارة القلاقل والفتن بين المسلمين.
وطالب «إسماعيل» الأزهر الشريف بوقف عرض الفيلم ورفعه من مواقع الإنترنت، تجنّباً لانتشاره، لافتاً إلى أن أخطاء الدراما لا يمكن معالجتها مرة أخرى، لأنها ترسّخ فى الأذهان، ضارباً المثل بـ«عيسى العوام» الذى تم تجسيده فى أحد الأفلام على أنه مسيحى رغم أنه كان مسلماً. وقال علاء السعيد، الباحث فى الشأن الشيعى، إن عرض الفيلم مرفوض تماماً، فلا يجوز تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية.
فى المقابل، قال علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية فى مصر، إن هذا الفيلم إذا كان مسيئاً للرسول وتم تجسيده من خلال شخصية ممثل يظهر للناس، فهو حرام، لأن ذلك يخالف ما يحفظه المسلمون فى ذاكرتهم عن الرسول، والجمال نسبى ولا يصح أن نضع لرسول الله صورة أو هيئة معينة، مؤكداً أنه إذا كان سيحمل رمزاً معيناً فلا مانع فى ذلك، وإن الإساءة إلى الصحابة حرام، خاصة أنهم رموز للسمو والعطاء والعدل والسخاء بلا حدود.
وقال الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادى الشيعى، إنه لا يؤيد الفيلم ولا يرفضه، إلا بعد مشاهدته، مؤكداً أن الفيلم، حسب معلوماته، يجسد حياة الرسول، دون إظهار وجهه، صلى الله عليه وسلم، وهو أمر لا خلاف عليه.