"الفشل".. عنوان مشروع "تطوير العشوائيات" عند أهالي "العسال"

01:40 ص | الجمعة 21 أغسطس 2015

أجساد لم تجد من يحنو عليهم، أو ينتشلهم من حياة المرض والفقر والجوع والعشوائية، كلًا منهم مشغول في حاله وتدبر قوت يومه، الذي عادة ما يكون صعب المنال عنهم، حياتهم البائسة، أجبرتهم على أن يشكو همومهم لأي منبر إعلامي يدخل إليهم، آملين أن يغير ذلك من سوء وفشل مشروع التطوير الخاص بالحكومة، إنهم أهالي عزبتي "العسال وجرجس".

"أم مينا" عبرت عن عدم رضاها عما تم من تجديدات في منزلها، لأن الغرف صُممت وداخلها دورة مياه، وقللوا من مساحتها، قائلة: "الأوضة كان فيها دولاب وسرير وكنبة، ودلوقتي بتاخد الدولاب بالعافية"، ساخرة: "إحنا مش قاعدين في فندق عشان يحطولنا الحمام في الأوضة".

جارتها أم خالد، استنفرت مما حلَّ، قائلة: "ينفع تبقى مرات ابني في الحمام وجوزي نايم على السرير؟"، وطرحت موقفًا آخر كتدعيم لرأيها في المنزل: "لو عندي ضيف، وحب يدخل الحمام مثلًا.. هيدخل الأوضة اللي فيها أهل البيت؟"، واستطردت قائلة إنها اشتكت لرئيس الوزراء عندما زار المنطقة، وطلبت منه أن يعيدوا لهم منازلهم القديمة الواسعة.

كان للمواطن محمد حمدي، أحد سكان "عزبة جرجس"، رأيًا مختلفًا تمامًا، فعبر عن سعادته الغامرة بالمشروع، لأنه جدد له منزله وطوره، لكن سُرعان ما هاجمه سكان المنطقة والمارين بالشارع، وحاولوا التعدي عليه، مبررين رأيه، بأنه يملك أكثر من منزل، وضيق المكان لا يفرق معه.

خالد مصطفى، مدير الإعلام بمحافظة القاهرة، قال إن الغرض من تطوير المنازل بهذه الطريقة هو الحفاظ على خصوصيات المواطنين.

وأضاف "مصطفى"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "استبدلنا دورة المياه العمومية لأربع أسر مثلًا، بواحدة لكل غرفة، إضافة إلى أن المحافظة تتابع المشروع للحفاظ على حقوق هؤلاء المواطنين"، لافتًا إلى استغلال رجال الأعمال لهم، وقدرتهم على طردهم من بيوتهم للشارع، موضحًا أن لكل صاحب مسكن في العزبة، من حقه بدل إيجار، كما يتم استضافتهم في أماكن.

وشرح خليل شرف، مستشار المحافظ لشؤون العشوائيات، الوضع الراهن في عزبتي "العسال وجرجس"، مشيرًا إلى أن التطوير لم يمس أي منزل إلا بعد توقيع من أهالي المناطق على الهيكل الهندسي المتفق عليه.

وأضاف "شرف"، في تصريحات خاصة لـ"لوطن": "لم يكن هناك أي بدلات للإيجار، على عكس ما كان يزعم البعض، ولكن وفرت المحافظة خيم في نفس المنطقة للأهالي لمدة شهر"، موضحًا: "الناس أتصرفت، وقالت بدل ما أقعد في خيمة أروح أقعد عند خالتي ولا عمي"، متابعًا: "كل من ترك منزله عاد له بعد إتمام المشروع، وهذا ما يزعج ملاك تلك المنازل، الذين يرفعون أسعار الإيجارات على أهالي المنطقة".

أما عن تضييق مساحة الغرف، برر "شرف" ذلك بـ"إضافة دورات مياه" لكل غرفة، لرحمة القاطنين من لعنة دورات المياه العمومية، مضيفًا: "الأهالي هناك بيغيروا من التطوير اللي تم، وفي بيوت غيرت شكل مواسير المجاري، وده مش بإيدينا نظبطه".