مواقف الأديان السماوية من الخيانة

كتب: دينا إبراهيم

مواقف الأديان السماوية من الخيانة

مواقف الأديان السماوية من الخيانة

اهتمت الديانات السماوية، بالحياة الزوجية وضرورة أن يبذل كلا من الزوجين الجهد لمحاولة بناء أسرة سعيدة، وقد تتعرض الحياة الأسريّة لبعض المشاكلات التي قد تقضي على مستقبل الأسرة ومن أهم تلك الأزمات "الخيانة الزوجية".

أكد الدكتور ضياء بدر الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف المصرية، أن الخيانه الزوجية، تعني الزنا، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عنه في جملة الموبقات والمهلكات السبع، لذا كان حكم الزنا هو مائة جلدة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي الجلد ليكفّر عنه خطيئته مشيرة إلى أن تنفيذ العقوبة أمام الناس ليتعظوا.

وتابع أن المسيحية ترفض الخيانة، حيث قال الإنجيل: "من يغلب يرث كل شيء وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا، وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت والذي هو الموت الثاني فتكن العقوبة في المسيحية هي عقوبة أبدية وليست وقتية كعقوبة الحد ولكنها عقوبة مؤبدة".

وأضاف أن هناك آية أخرى في إنجيل متى 5: 27) سمعتم أنّه قيل: "لا تزنِ"، فأمّا أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأةٍ بشهوة، زنى بها في قلبه. فإذا كانت عينُك اليُمنى سببَ عثْرةٍ لك، فاقْلعها وألقها عنك" وأن المسيح اعتبر شهوة القلب زنىً، وفي دعوته تلك طلب من الإنسان بوضوح أن يقلع عينَه بطريقة ماديّة وأن يُجنّب عينه النظر إلى المرأة بشهوة، وبهذا يسعى نحو كمال الإنسان جسدًاً وروحًا. مؤكدًا أن الجماعات المسيحيّة في العالم أجمع منذ البدء وحتى اليوم حكمت على الزاني عمدًا وقصدًا بالفصل، أي أنّ الزاني الذي يُصرّ على خطيئته ويعتبر زناه أمراً شرعياً يُفصل عن جسد الجماعة الكنسيّة ويُحرم من الاشتراك في نعمها وامتيازاتها وأنه الحالة الوحيدة التي تجوز الطلاق في المسيحية.

أما اليهودية فكان زنا المحصن محرما في الوصية السابعة من الوصايا العشر، ولكن هذا لم يكن ينطبق على الرجل المتزوج بإقامه علاقات مع المرأة غير المتزوجة إلا أنه محرم على المرأة المتزوجة ممارسة الجماع مع رجل آخر، وهذا الأمر كان يُعتبر زنا، في هذه الحالة الثانية يُعتبر كل من الزانية والزاني مذنبين في القانون الموسوي كما هو الحال في القانون الروماني القديموأن العقوبات القانونية للزنا في اليهودية هي الرجم لكل من الرجل والمرأة، ولكن هذا لا يتم إلا عندما يكون هناك شاهدان مستقلان.


مواضيع متعلقة