طبيبة نفسية: "الخائن" شخص سيكوباتي يبحث عن إشباع "المشاعر والأحاسيس"

كتب: فاطمة أبو حطب

طبيبة نفسية: "الخائن" شخص سيكوباتي يبحث عن إشباع "المشاعر والأحاسيس"

طبيبة نفسية: "الخائن" شخص سيكوباتي يبحث عن إشباع "المشاعر والأحاسيس"

"لماذا خاني زوجي مع امرأة أخرى؟! أنا زوجة محبة وأقوم بكل واجباتي الأسرية والزوجية!!.. ماذا ينقصني؟!" تساؤلات تدور في ذهن الزوجة التي تعرضت لموقف الخيانة الزوجية، ومبررات أخرى تعلل بها الزوجة الخائنة خيانتها " زوجي رجل طيب وفيه كل المزايا، لكنه غير رومانسي" .

 

أوضحت الدكتوة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، أن علم النفس لا يوجد توصيف للرجل الخائن أو المرأة الخائنة، مشيرة إلى أن الخائن شخص سيكوباتي يتعارض مع قيم المجتمع، ويتسبب في إيذاء الآخرين بالقول أو الفعل.

وأشارت العيسوي، لـ"الوطن"، أن هذه الشخصية تتميز بعدم الشعور بالذنب وعدم مراعاة شعور الآخرين، موضحة أن التحليل النفسي لهذه الشخصيات يضعها في مستويات متعددة من الاحتياجات تبحث عن الإشباع، وبناء على هذه المستويات المتعددة للاحتياجات تنشأ الرغبات، تتمثل في عدة مستويات أولاً المستوى الجسدي وهو يبحث عن الإشباع الحسي الجنسي بدرجاته المختلفة، ثانيًا المستوى العاطفي وهو يبحث عن إشباع المشاعر والأحاسيس، ويهفو نحو الرومانسية الصافية، ثالثًا المستوى العقلي وهو يبحث عن إشباع رغبة التفاهم والتلاقي الفكري والولوج في دهاليز المعرفة والصعود إلى آفاق الفكر، ورابعًا المستوى الروحي: وهو يبحث عن الإشباع مع شريك ذي مواصفات روحية خاصة، ويحمل الآخر معه إلى آفاق روحية تتجاوز العالم الحسي، وهذا المستوى نجده لدى الشعراء والفنانين.

وتابعت تتوقف العلاقات السابقة عند الإشباعات الجزئية كما ذكرنا، وقد تنتقل من مستوى لآخر حسب تغير شدة الاحتياجات وقدرة الطرف الآخر على إشباعها من عدمه أو ظهور مستويات مغرية بإشباعات عالية القوة أو الجودة، إذن هناك احتمالات للاحتياج على مستوى أو أكثر لهذه المستويات، وهذا يفسر لنا الكثير من العلاقات الجزئية أو الخيانات الجزئية. أما إذا فقد الإشباع على كل المستويات، أو ازداد الطمع والجشع والشره عليها، فإن الشخص يبحث عن إشباع كامل في علاقة خيانة كاملة للطرف الآخر، وكأنه غير موجود، وهنا يبرز سؤال هل لا بد من إشباع كل المستويات بالشكل الذي يريده كل إنسان لنفسه؟ لو كانت الإجابة هنا بنعم فإننا بهذا نقر التعدد كحتمية إنسانية لا مفر منها، وفى الواقع فإن الإنسان لا يحصل على كل احتياجاته في أي شيء بل تبقى لديه احتياجات غير مشبعة، وهذا مفيد لنموه النفسي وتطوره على مستويات مختلفة، فدرجة من الحرمان مطلوبة للصحة النفسية، ودرجة من التسامي عن الاحتياجات الدنيا وتعويضها باحتياجات أرقى في العلم والعمل والدين وخدمة المجتمع والارتقاء بالحياة، وهذا مطلوبة للصحة النفسية ولإنقاذ الإنسان من طمعه وجشعه وتورطه في الإشباع من المستويات الدنيا للاحتياجات.

وأكدت الدكتورة هبة العيسوي، أنه إذا تغلب الطمع على الإنسان وسعى بشراهة لإشباع كل رغباته فإنه بذلك يبتعد عن الصحة النفسية ويدوس في نفس الوقت الكثير من القيم الاجتماعية والأخلاقية، وتفوته الكثير من ملذات النجاح والإنجاز والرقي والتحليق في الآفاق العليا للنفس والروح وهى أكثر إمتاعًا وخلودًا، ولا يوجد إنسان قادر على إشباع احتياجات إنسان آخر بشكل كامل، ومن هنا يبدو مفهوم الرضا بالمتاح من الشريك الشرعي (الزوجة أو الزوج)، ومحاولات إيجاد وسائل إشباع على مستويات أرقى مثل العلوم والفنون، والإصلاح الديني أو الاجتماعي، والارتقاءات الروحية، وهذه الإشباعات البديلة والأرقى هي مخرج صحي حتى لا يغرق الإنسان في احتياجاته الجسدية أو العاطفية.


مواضيع متعلقة