نقيب الصيادين: «ولادنا هاجروا إلى بحيرة ناصر بعد ضعف إنتاج البحيرة»

كتب: عبدالفتاح فرج وميشيل عبدالله

نقيب الصيادين: «ولادنا هاجروا إلى بحيرة ناصر بعد ضعف إنتاج البحيرة»

نقيب الصيادين: «ولادنا هاجروا إلى بحيرة ناصر بعد ضعف إنتاج البحيرة»

يتسلل أذان الفجر إلى أذن «مزار»، 50 عاماً، من فوره يستيقظ ليؤدى الصلاة فى جماعة وسط زملائه من قرية شكشوك مركز أبشواى بمحافظة الفيوم، ينتهى «مزار» من صلاته ثم يتوجه إلى شاطئ بحيرة قارون، يدعو ربه بأن يوسع عليه فى الرزق فى بداية اليوم، يدفع قارب الصيد نحو الماء العكر رويداً رويداً، حتى يجرى فى الماء، بعد دقائق يُنزل الرجل شباكه فى الماء، وكله أمل أن تمتلئ بالأسماك عند سحبها مرة أخرى، غير أنه يصاب بالصدمة عند رفع الشباك، إذ تلتقط الشبكة عدداً قليلاً من أسماك تنهش فى أجسامها طفيليات وديدان مميتة.
من جانبه يقول على رمضان عبدالحفيظ، 50 سنة، رئيس نقابة الصيادين بالفيوم: «بحيرة قارون من أقدم بحيرات العالم، ومن ضمن المعالم السياحية فى مصر، لكنها تعانى حالياً من التلوث والإهمال الذى تسبب فى انقراض 4 أنواع من أسماك البحيرة على الأقل، الصرف الزراعى مقبول لكنه يقل فى الصيف بسبب نقص المساحات المزروعة بالأرز وزيادة نسبة البخر، لذلك تنفق كميات كبيرة من الأسماك بسبب التلوث ونقص الأكسجين، وعدم تكريك البحيرة المغلقة، وزيادة نسبة الملوحة إلى 41 درجة، بينما تبلغ النسبة الطبيعية حوالى 29 درجة». «ولادنا كلهم هاجروا إلى بحيرة ناصر فى أسوان بعد ضعف الإنتاج السمكى فى البحيرة، لا يعمل حالياً فى بحيرة قارون إلا ألف صياد فقط من كبار السن، ويعملون على 300 قارب، من أصل 600 قارب كانت تصطاد فى البحيرة»، يقول نقيب الصيادين.
ويتابع نقيب الصيادين: «قرية شكشوك من أكثر القرى فقراً وتعاسة، وعندما يخرج الصياد إلى سن المعاش فإنه يحصل على معاش قيمته 200 جنيه فقط، ومع ذلك من النادر أن تصادف صياداً يبلغ 65 سنة فى هذه المنطقة بسبب الأمراض التى تنهش فى أجسادنا فى سن مبكرة».
عبدالتواب وفيق، أمين صندوق نقابة الصيادين فى بحيرة قارون، يقول: «ما يتحصّل عليه الصياد فى اليوم الواحد لا يزيد على 30 جنيهاً فى أحسن الأحوال، وهى لا تكفى متطلبات المعيشة التى تزيد أسعارها كل يوم، حال الصياد فى بحيرة قارون يصعب على الكافر».
ويقول حاتم على، 30 سنة، من قرية شكشوك: «نسبة التسرب من التعليم بالقرية مرتفعة جداً، ولا تزيد نسبة التعليم الجامعى بها على 1%، الأطفال الصغار يتسربون من التعليم ليعملوا فى الصيد، إن لم يكن فى البحيرة سيكون فى بحيرة ناصر بأسوان وكلاهما مر». وكشف حاتم عن عدم وجود شبكات للصرف الصحى بالقرى الواقعة على البحيرة بمركز أبشواى، أو يوسف الصديق، مشيراً إلى نقل مخلفات الصرف الصحى إلى المصارف الزراعية عن طريق جرارات الكسح التى تقوم بعض الأحيان بصرفها مباشرة فى البحيرة.
ومن جانبه يقول المهندس صلاح نادى، مدير منطقة وادى النيل لتنمية الثروة السمكية بالفيوم، إن الهيئة تمد بحيرتى قارون ووادى الريان بـ24 مليوناً و727 ألف وحدة زريعة، بما يتواكب مع احتياجات المسطح من أنواع الزريعة وطلبات صيادى البحيرة، حيث إنهم تقدموا بطلب للمنطقة يلتمسون إمداد البحيرة بأسماك الجمبرى.
واعترف «نادى» بالتلوث الذى يهدد البحيرة والأسماك فيها قائلاً: «التلوث البيولوجى بالبحيرة يفوق كل المعدلات الطبيعية، بسبب زيادة مياه الصرف الصحى فى مياه المصارف الزراعية، وهو ما يؤدى أيضاً إلى حدوث تلوث عضوى يؤدى إلى انتشار الطحالب التى تنافس الأسماك على الأكسجين القليل فى هذه المياه، ما يؤدى إلى تناقص الثروة السمكية». وأضاف مدير المنطقة: «تم تحديد مواقع الإنزال فى أجزاء مختلفة من البحيرة، حيث سيتم تحديد موعد لتنفيذ أعمال التكريك بها فى وقت قريب»، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للبحوث تقوم بإجراء المسح الشامل لمياه البحيرة وتحليلها، بصفة شبه مستمرة للتأكد من مدى صلاحية المياه للاستزراع السمكى.
كما أكد مدير المنطقة أن ارتفاع نسبة الأمونيا فى مياه البحيرة يؤدى إلى نفوق الأسماك نتيجة تلوث المياه، لكنه رفض تصريحات الصيادين التى تتهم «الثروة السمكية» بنقل الزريعة إلى البحيرة بشكل خاطئ ينتج عنه نفوق الزريعة، وقال: «عملية نقل الزريعة تتم وفقاً للمعايير العلمية والفنية، حيث يتولى المعهد القومى لعلوم البحار تسلم وإنزال كميات الزريعة المستلمة لبحيرتى قارون ووادى الريان منذ عامين تقريباً»، مشيراً إلى أن البحيرة تم تغذيتها هذا العام بجميع أنواع الزريعة من الحمشان وقطع أسماك الموسى الواردة من شمال سيناء، والجمبرى من السويس، ونفى مسئولية منطقة وادى النيل لتنمية الثروة السمكية عن إنزال الزريعة فى البحيرة. وطالب «نادى» شرطة المسطحات المائية بالفيوم بمواجهة مخالفات الصيد، وزيادة العوامات المستخدمة فى البحيرة.


مواضيع متعلقة