نشر صور ومشاركة بلاغات لمواجهة الخاطفين: ابحث مع «فيس بوك»

كتب: إنجى الطوخى

نشر صور ومشاركة بلاغات لمواجهة الخاطفين: ابحث مع «فيس بوك»

نشر صور ومشاركة بلاغات لمواجهة الخاطفين: ابحث مع «فيس بوك»


{long_qoute_1}

صرخة أم تعلو بعد اختفاء طفلها الصغير، دموع محبوسة فى عين أب لا يملك من الأمر شيئاً بعد عمليات بحث شاقة جعلته يرفع يده للسماء داعياً أن يجد طفله، هذا هو حال أى أسرة فقدت ابناً لها، بعد انتشار حوادث خطف الأطفال من أجل التسول بهم أو التجارة، والتى صارت ظاهرة يعانى منها المجتمع.
المحاولات المضنية من جانب المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية للتصدى للظاهرة، لم تكن هى الوحيدة فى ذلك المضمار، بل انضم لها وسائل التواصل الاجتماعى، وعلى «فيس بوك» انتشرت صفحات من نوعية «أطفال مفقودة»، «أطفال مفقودين»، «الصفحة الرسمية للإبلاغ عن متغيبين ومخطوفين ومفقودين»، «أكبر تجمع للبحث عن المفقودين»، «حملة مقاومة خطف الأطفال» قررت تلك الصفحات نشر الصور الخاصة بالأطفال المفقودين أو من اشتبه فى تعرضهم للخطف مع أرقام تليفون خاصة بذويهم، بالإضافة إلى نشر صور الأطفال الذين يتم التسول بهم فى محافظات مصر المختلفة، خوفاً أن يكون هؤلاء الأطفال مخطوفين، وتمثل حكاية الطفل الأشقر أشهر قصة فى ذلك المجال.
رامى جمال، صاحب صفحة «أطفال مفقودة» كان أول من تحدث لـ«الوطن» عن دور «السوشيال ميديا» فى محاربة ظاهرة خطف الأطفال من أجل التسول بهم، «رامى» أكد أن الصفحة بدأت منذ 3 شهور واستطاعت التواصل مع أكثر من 150 حالة حتى الآن: «استطعنا التواصل مع 150 أسرة تعرض أطفالها إما للخطف أو الفقد، وكان دورنا نشر تلك الحالات بكل المعلومات التفصيلية عنها، ومنهم من رجع لعائلته ومنهم من تم إيداعه فى دور رعاية حتى يتم التعرف على ذويه».
عمل الصفحة بحسب «رامى» يسير حسب آلية محددة، فعندما يتم إرسال صورة لطفل مفقود أو مختطف يتم الاتصال بالعائلة تليفونياً للتأكد من الأمر، بالإضافة إلى معرفة قصة اختفاء الطفل وآخر من قابله، ولا يتم قبول أى معلومة إلا إذا كانت من الأب أو الأم: «نفعل ذلك تجنباً للمشاكل العائلية أو أن يكون الأمر به نصب، وكى نتأكد من ذلك نحصل على صورة حديثة للطفل مع أبويه».
الاحتياطات الشديدة التى يتبعها «رامى» كان لها مبرر، فأحياناً يكون سبب خطف الطفل هو مشاكل عائلية فقط: «أحياناً تكون هناك خلافات زوجية ويستخدمون الصفحة من أجل تصفية خلافاتهم». كثرة حوادث خطف الأطفال دفع «رامى» إلى إطلاق حملة تبنتها الصفحة بعنوان «لا للتسول بأطفال» التى تدعو إلى أن يقوم المواطنون العاديون بتصوير أى شخص معه أطفال ويتسول بهم من أجل منعه، بالإضافة إلى نشر بوسترات وصور فى كل مكان كى يتم توعية من لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى بخطورة الظاهرة.
«إحنا اللى خلينا الداخلية تتحرك، وليس العكس» يتحدث «رامى»، فقبل ظهور تلك الصفحات كانت رؤية متسول ومعه طفل صغير لا يتحرك أمراً عادياً لا يثير شبهة.
معرفة «رامى» بكافة تفاصيل عمليات خطف الأطفال دفعته إلى التوصل لمجموعة من الحلول يرى أن تطبيقها سهل ولا يحتاج أى شىء سوى إرادة حقيقية من الدولة، ففى البداية يجب تغيير شكل شهادة الميلاد الحالية لأنها تسهل عمليات خطف الأطفال فيمكن لأى شخص الادعاء بأن الطفل الذى وجده هو ابنه: «يمكن إضافة تسلسل رقمى سرى كالذى يوجد فى البطاقة يمكن التأكد من صحته إذا تم تمريره فى قاعدة البيانات الحكومية، بالإضافة إلى أن يتم استخدام الصفحة الخلفية من الشهادة بأن تتضمن بصمة الأم والأب وبصمة قدم الطفل وبالتالى سيصعب الأمر نهائياً على خاطفى هؤلاء الأطفال».
الحل الثانى هو أن تغير الشرطة المصرية من فكرة عدم تلقى بلاغ باختفاء طفل إلا بعد مرور 24 ساعة: «للأسف من واقع خبرتى الصغيرة فإن الـ24 ساعة الأولى من اختفاء الطفل هى الأهم، حيث يستحيل أن يبتعد خاطف الطفل كثيراً عن محيط سكنه، كما أن مقاومة الطفل وقتها تكون أكبر، فبالتالى عدم البحث إلا بعد 24 ساعة يمحو كل الأدلة الممكنة للوصول للطفل».
أما أحمد محمود، صاحب صفحة «أكبر تجمع للبحث عن المفقودين bandwar»، فأكد أنه بدأ بالصفحة منذ 4 شهور كمحاولة لإدخال التكنولوجيا الحديثة فى شىء يفيد المجتمع المصرى «أنا أصلاً جاى من خلفية تكنولوجية بحتة، فكانت الفكرة إزاى ناخد التكنولوجيا ونستعملها فى الموضوع، خصوصاً إنى أب لبنتين وأقدر أتخيل حال أى أب وأم بعد فقدان طفلهما».
لم يكتف «أحمد» بالصفحة بل اهتم بصنع موقع إلكترونى يكون بمثابة قاعدة بيانات لكل الأطفال المخطوفين أو المفقودين: «يمثل أكبر موقع عربى للبحث عن المفقودين، وهو ليس مجرد موقع عادى بل تفاعلى فنحن نقدم من خلاله خريطة بكافة بلاغات خطف وفقدان الأطفال التى ترد لنا على مستوى محافظات الجمهورية، كما نقدم تحذيراً من المناطق التى تكثر بها عمليات الخطف لكى يأخذ الوالدان حذرهما إذا ذهبا إلى تلك المناطق، واستطعنا حتى الآن أن نساعد 5 حالات لأطفال أن يعودوا إلى أسرهم». بعد الموقع الإلكترونى قرر «أحمد» بمساعدة زوجته، تقديم خدمة جديدة هى تطبيق على الإنترنت والموبايلات يتعرف على الوجوه، يشرح أحمد طريقة عمله بقوله: «هو تطبيق جديد على الموبايلات يقوم فيه المستخدم بتحميل صورة الطفل المتسول الذى قام بالتقاط صورة له، ويعمل التطبيق بعدها بدقائق على مقارنة الصور الموجودة والتى قمنا بتخزينها فيه لأطفال سبق أن تم الإعلان عن فقدانهم ومن خلال المقارنة قد يستطيع مساعدة طفل فى أن يعود إلى أسرته».


مواضيع متعلقة