نعم، هي مباحثات جيدة ومهمة التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية أمس الأول مع الرئيس الزامبي «هاكيندى هيشيليما».. لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتحديات التي تواجه قارة إفريقيا وخاصة ارتفاع معدلات الفقر وأزمة الديون وتغير المناخ.. لذلك بدت ضرورة العمل المشترك وأهمية تنسيق المواقف لتقديم الأولويـات الإفريقية على جدول أعمال العالم مع العمل على إصلاح هيكل المنظمات الإفريقية بما يجعلها أكثر استجابة للتحديات الحالية والمطروحة إقليميا لتحقيق مصالح شعوب إفريقيا مع الاستفادة من الاتفاقيات القائمة ومنها اتفاقية التجارة والكوميسا واتفاقية التجارة الحرة الثلاثية وغيرها!

ومع أهمية كل ما سبق نتوقف عند ما قاله الرئيس السيسي وعرضه على الرئيس الزامبي.. أولها استعداد مصر لدعم المشروعات التنموية بزامبيا.. والثاني إمكانية أن تلعب مصر دورا في مشروع ممر «لوبيتو» المهم والحيوي.. وحتى ندرك أهمية الطرح المصري نقول، وإلى حين ورود أرقام عن عام 2024، أنّ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي بلغ 9.2 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 8.7 مليار دولار خلال عام 2022 بنسبة زيادة قدرها 5.7%.. بينما بلغت قيمة الصادرات إلى الدول الإفريقية 7.4 مليار دولار عام 2023 مقابل 6.4 مليار دولار عام 2022 بنسبة زيادة قدرها 15.6% والفرق طبعا هو للواردات المصرية من إفريقيا!

أما دول الكوميسا التي لعبت مصر دورا مهما في تطوير العلاقات البينية وتطوير نظام المجموعة لتسهيل حركة التجارة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول المجموعة 5.8 مليار دولار عام 2023 مقابل 5.4 مليار دولار عام 2022 بنسبة زيادة قدرها 7.4%! في حين بلغت قيمة إجمالي الصادرات إلى دول الكوميسا 4.2 مليار دولار عام 2023 مقابل 3.5 مليار دولار عام 2022 بنسبة زيادة قدرها 20%!

أما زامبيا التي هي عضو في الكوميسا وعضو بالضرورة في الاتحاد الإفريقي فقد بلغ التبادل التجاري معها 96 مليون دولار، والتفاصيل كالآتي:

سجل حجم الصادرات المصرية إلى زامبيا 32 مليون دولار خلال عام 2024، مقابل 18 مليون دولار خلال عام 2023، بينما بلغ حجم الواردات المصرية من زامبيا 64 مليون دولار خلال عام 2024، مقابل 165 مليون دولار خلال عام 2023!

وأي قراءة في الأرقام وهي كلها لجهاز التعبئة والإحصاء تقول إن التبادل مع إفريقيا ومع الكوميسا ومع زامبيا في تصاعد وإن الصادرات في تزايد والواردات في تراجع والرقم المذكور مع زامبيا الذي يقترب من الـ100 مليون دولار جيد ويمكن البناء عليه، وعندما يشير الرئيس إلى ممر «لوبيتو» تكون دعوة لتعاون هائل تسعى دول عديدة للتعاون مع زامبيا بشأنه حيث يمتد الممر المذكور إلى ما يقترب من 1400 كيلومتر ممتدا من أنجولا إلى ساحل إفريقيا على المحيط الهندي مرورا بزامبيا وتنزانيا تنشئ فيه شركات أمريكية وبلجيكية مشروعات عديدة منها خط سكك حديدية أطول من أسوان إلى الإسكندرية! وعدم وجود بلد إفريقي فيه خطأ كبير يسعى الرئيس إلى تصحيحه خاصة لما يضمه الممر من كنوز من المعادن على رأسها الليثيوم!

جهد مصر في إفريقيا يحتاج إلى مقالات ومقالات في ملحمة كبيرة تعوّض الغياب المصري لأربعين عاما ولا تترك مصر.. ولا يترك الرئيس.. فرصة إلى ذلك إلا وتمت!