بروفايل: «شاكر»... عودة الظلام

كتب: نادية الدكرورى

بروفايل: «شاكر»... عودة الظلام

بروفايل: «شاكر»... عودة الظلام

«الصيف ده من غير ضلمة»، «ما حدث فى صيف العام الماضى من أزمات بسبب انقطاع التيار لن يتكرر مرة أخرى»، تعهدات المسئول الأول عن توفير الكهرباء فى مصر مع بداية فصل الصيف هذا العام، ظلت قيد التنفيذ حتى بدأت الأزمة من جديد خلال الأيام الماضية، وعادت مصر للظلام مرة أخرى.

دائماً ما يتحدث الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، عن محاولات حل أزمة الكهرباء الطاحنة التى كانت تضرب البلاد صيفاً، سرعان ما تحوّلت تلك الحلول لواقع ملموس خلال الأسابيع الماضية، بعدما اختفى شبح الظلام الذى ظل يطارد المصريين طيلة الأعوام الخمسة الماضية، إلا أن الأزمة عادت نتيجة أعطال فنية.

«شاكر» الذى بدأ مهام منصبه بعددٍ من القرارات التنفيذية وصفها البعض بـ«الجريئة»، كان على رأسها التعريفة الجديدة للتغذية الكهربية مستفيداً من خبرات جهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، ظل يردد دوماً تصريحات تؤكد قدرة قطاع الكهرباء على مواجهة الظلام بنسب كبيرة مقارنة بالأعوام الأخرى انعكست فى توفر احتياطى بالشبكة القومية للكهرباء للمرة الأولى منذ سنوات، إلا أنه لم يفكر قبل التهليل بتدشين محطات ووحدات جديدة فى رفع كفاءة الوحدات والمحولات القديمة داخل محطات الكهرباء، واكتفى بتنفيذ برامج صيانة لم تصمد كثيراً أمام أول ارتفاع فى درجات الحرارة.

«شاكر»، الذى تخرّج من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1968، يواجه عدداً من التحديات، ومواجهتها بشكل حاسم، يأتى على رأسها الارتفاع المتنامى فى استهلاك الكهرباء، الذى تجاوز 29 ألف ميجاوات، بمعدل زيادة مقارنة بالعام الماضى يقدر بنسبة 8٪، فى ظل تزايد حالات سرقة التيار الكهربى وتباطؤ مجهودات مكافحة السرقات للتيار من قبل شرطة الكهرباء، التى تكتفى بحملات أسبوعية على بعض المناطق.

التحدى الرئيسى الذى يواجه «شاكر» هو تقادم أكثر من 80٪ من محطات الكهرباء وتأثرها السريع بالعوامل المناخية المختلفة، سواء كانت شديدة البرودة، مثلما حدث الشتاء الماضى، أو بارتفاع درجات الحرارة الحاصل حالياً، ما يستلزم التفكير بشكل مختلف فى التعامل مع تقادم محطات الكهرباء بخلاف تنفيذ برامج الصيانة، التى لم تستطع شركات الكهرباء الالتزام بمواعيدها بخلاف هذا العام.

«شاكر»، الحاصل على الدكتوراه من جامعة لندن عام ‏‏1978، لا ينتهج سياسة التصريحات من باب الطمأنة مثلما فعل سابقوه على شاكلة «رمضان المقبل لن يشهد انقطاعات»، إلا أنه آثر أن يكتشف المواطنون هذه الحقيقة، واكتفى بقوله: «الأوضاع ستتحسن»، مبرراً ذلك بقوله: «مش عايز أقول كلام وخلاص، خلينا واقعيين، الشفافية والمصارحة الطريق الأفضل للنجاح». ومثلما نجح الوزير فى ترجمة خبرته فى مجال الكهرباء، باعتباره مالكاً لأكبر مكتب استشارى للكهرباء بالشرق الأوسط قبل توليه المنصب، ينتظر القطاع منه المزيد لإنهاء عدد من المشكلات المتراكمة.

 

 

 


مواضيع متعلقة