«إيجبس» والأخبار الجيدة للمصريين!
ماذا يعني مؤتمر «إيجبس مصر»؟ وما فائدته؟ وهل يعود بالنفع على المصريين؟!
الإجابة طويلة ومعقدة، ولكن بأشد طرق التبسيط نقول إنّ الطاقة محور اهتمام العالم كله وسبب أغلب صراعاته حتى لو غلفت بأسباب أخرى.. وللطاقة في مصر رؤية واستراتيجية وضعت قبل سنوات تستهدف إنجاز خمسة ملفات أساسية، هي توفير احتياجات المصريين من الطاقة والتوسع في الاكتشافات وتوصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل ثم المصانع والتوسع في صناعات البتروكيماويات وأخيرا تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة.. وحول الأخيرة أطلقت مصر المؤتمر المذكور لتلتقى فيه شركات استخراج الغاز والبترول مع شركات تكنولوجيا هذه الصناعة مع باقي أطراف الموضوع.
لكن هل حققت مصر شيئا من الاستراتيجية التي ذكرناها؟! نقول: قبل عدة أسابيع كان الخبر الذي لم يلتفت إليه الكثيرون وفيه أعلنت شركة إكسون موبيل الأمريكية، في بيان عنها، عن اكتشافها للغاز الطبيعي أمام سواحل مصر الشمالية بعد حفر بئر استكشافية في البحر الأبيض المتوسط، وأنّها أكملت بئر «نفرتاري-1» على بعد نحو خمسة أميال من الساحل الشمالي لمصر.. وأنّه تم العثور على خزانات غازية وستستمر في تقييم نتائج الاكتشاف.
السطور السابقة تتكامل تماما مع بيان لوزارة «البترول» في ذات التوقيت تقريبا أعلنت فيه عن انتهاء شركة «بي بي» العالمية بنجاح من أعمال الحفر واستكمال الآبار للبئرين الإضافيتين بحقل غاز «ريفين» فى البحر المتوسط التى بدأت أعمال الحفر به خلال النصف الثاني من العام الماضي!
هذا -وغيره- يؤكد ما أعلنته الحكومة من نجاحها في تحقيق أربعة وخمسين كشفا نفطيا وغازيا جديدا في مصر أضافت احتياطيات ضخمة فيها، وأنّ ذلك يدعم جهود زيادة الإنتاج من أجل تلبية الطلب المتزايد، وأنّه في مجال الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز في مصر نجحت، حتى أكتوبر من العام الماضي، في حفر سبع وسبعين بئرا استكشافية توصلت خلالها إلى القيمة المذكورة، لكنها انقسمت ما بين أربعين كشفا بتروليا وأربعة عشر للغاز باحتياطيات جديدة تصل إلى واحد وسبعين مليون برميل بترول وستمائة وثمانين مليار قدم مكعبة من الغاز!
وقبل عشر سنوات أطلقت مصر عدة مشاريع في مجال صناعة البتروكيماويات، أشهرها توسعات شرق موبكو بدمياط، ومشروع إنتاج الإيثلين ومشتقاته بالإسكندرية، بتكلفة تجاوزت الأربعة مليارات دولار كأكبر مشروعين في هذه الصناعة، بجانب عدد من المشروعات الأخرى مثل إنشاء الألواح الخشبية متوسطة الكثافة والغراء، ومشروع إنتاج مشتقات الميثانول، ومشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس، بما يرفع الإنتاج الإجمالي للبتروكيماويات إلى أربعة ملايين طن وحجم مبيعات تجاوز سبعة وثلاثين مليار جنيه!
هذه جهود كبيرة رغم أي ارتباك جرى في جوانب أخرى.. لكن ماذا عن باقي أهداف الاستراتيجية المصرية للطاقة؟! للحديث بقية.