خبيرة علم الاجتماع: الذوق العام متخبط بين الزى الغربى والخليجى

كتب: جهاد عباس

خبيرة علم الاجتماع: الذوق العام متخبط بين الزى الغربى والخليجى

خبيرة علم الاجتماع: الذوق العام متخبط بين الزى الغربى والخليجى

د. سامية خضر: هناك مسيحيات فى الصعيد يرتدين الحجاب خوفاً من التمييز ضدهن.. والوضع الاقتصادى ساهم فى انتشار ملابس وأقمشة غير آدمية

اختلافات كبيرة، طرأت على المظهر العام للمجتمع المصرى، على مدار العقود الماضية، من أبرزها تغير مظهر النساء، وطريقة لبسهن، لتظهر بوضوح الفروق بين المظهر العام لطالبات الجامعات فى الستينات، والحاضرات لحفلات أم كلثوم، وبين الطالبات الجامعيات الآن، إلا أن الاختلافات لم تتعلق فقط بارتداء الحجاب، وإنما بطبيعة الذوق العام فى اختيار الألوان والموضة والأناقة والمظهر ككل.

تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هناك حالة عامة من القبح أصبحت تسود المجتمع، تدفعنا للتساؤل، أين ذهب الجمال المصرى، مضيفة: «كنا نتعلم فى المدرسة كيفية اختيار الملابس، وما هو المناسب لطبيعة جسم كل فتاة، وكيف نوفق بين الألوان، كنا نتعلم ذلك فى المدرسة وفى البيت، وكنا نفتخر بأناقتنا وجمالنا، والآن المجتمع يشهد حالة غير مسبوقة من التخبط، وأنا لا أعنى هنا ارتداء الفتيات للحجاب، وإنما فقدان الثقافة والهوية المصرية، والحالة العامة من التخبط الواضحة على مظهر الفتيات فى الشارع، والمزج غير المنطقى بين الموضة الأمريكية المتمثلة فى (البناطيل) الضيقة ووسطها المنخفض، وهى لا تناسب طبيعة أجساد المصريات، وبلوزات شديدة الضيق، تكشف عن المفاتن بشكل فج، وفى نفس الوقت تجد الفتيات مغطيات الرأس بالحجاب، تأثراً بالثقافة الخليجية».

وتضيف أستاذ علم الاجتماع: «أنا لا أتناول الحجاب، من منظور دينى، لأننا لم نكتشف ديننا لأول مرة خلال العقود القليلة الماضية، ولكنى أتناول رصد تغيير شكل المجتمع، وانتشار الحجاب فى المجتمع المصرى، بدأ بشكل واضح بسبب الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس محمد أنور السادات، حيث سافر الكثيرون إلى البلاد الخليجية، وعاشوا هناك عشرات السنوات، واضطروا لارتداء الزى الخليجى، والنساء اضطررن لارتداء الحجاب بل والنقاب أيضاً، وعادوا بتلك الثقافة الخليجية، وطرأ على المجتمع الاهتمام بشكل واضح بالماديات وشراء الأجهزة الكهربائية وغيرها، كل ذلك كان له عامل أساسى فى انتشار القبح، إضافة لانتشار الجماعات الإسلامية، وقوتها فى عهد السادات، وتلك الجماعات التى عملت بشكل مكثف فى التجارة، ومن ذلك فتح مدارس ابتدائية، ولم يكن من المنطقى أن تكون الابنة محجبة والأم غير محجبة، فانتشر الحجاب بصورة أكبر».

وعن دور الدعاة الجدد فى نشر الحجاب، تشير «خضر»، إلى أن الدعاة الجدد مثل عمرو خالد، كان لهم تأثير كبير على شريحة معينة من الشباب، وظهر بعده مجموعة من دعاة الشباب سلكوا نفس طريقه، ولأن شكلهم وأسلوبهم أقرب لطبيعة الشباب، فكان الدعاة بالنسبة لهم نجوماً، وبالطبع كان لهم دور فى نشر الحجاب بين الفتيات الشابات، ومن طبقات محددة، وكثيرات ارتدين الحجاب بعد حضور دروس دين، ولهن مطلق الحرية فى اختياراتهن بالطبع، ولكن أن يتحول الحجاب لمجرد زى مجتمعى، تنال كل من لا ترتديه أشد العقاب والقسوة من المجتمع أمر غريب، فخلال السنوات الماضية، نلاحظ فى المدارس الابتدائية، وقائع عجيبة مثل معاقبة طفلة أو قص شعرها أو توبيخها بقسوة أمام زميلاتها لأنها الوحيدة فى الفصل غير محجبة، وهذه الطفلة نفسها عندما تكبر وتقرر عدم ارتداء الحجاب ينهرها المجتمع بقسوة ويعاملها كأنها ارتدت عن كل الموروثات، فيحول حياتها إلى جحيم.

تتابع أستاذة علم الاجتماع: «من زمن ليس ببعيد، لم يكن أحد يفرق بين المسلمة والمسيحية، من حيث المظهر، ولكن الآن البنات المسيحيات فى الصعيد، يضطررن لارتداء الحجاب خوفاً من التمييز ضدهن»، لافتة إلى أن المرأة المصرية كانت بطبيعتها أنيقة، والفلاحة المصرية كان لها ذوق خاص فى اختيار قماش منقوش بالورود وجميل، وتدقق فى تفصيل تلك الملابس، أما الآن فالوضع الاقتصادى، ساهم فى انتشار ملابس وقماش قبيح غير آدمى، لينتجوا أكبر كمية بأقل تكلفة ممكنة، وأصبحت الفتيات خاضعات لأذواق تلك المصانع الشعبية، حتى إن كانت تلك الموضة، إلا أنها المنتشرة.

 

 

 


مواضيع متعلقة