تهديد أم تكتيك؟ ترامب يلوح بالقوة لاستعادة السيطرة على قناة بنما

تهديد أم تكتيك؟ ترامب يلوح بالقوة لاستعادة السيطرة على قناة بنما
اعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أن قناة بنما تعد من الضروريات للأمن الاقتصادي الأمريكي، مشيرًا إلى أنها أنشئت في الأصل لخدمة الجيش الأمريكي، كما أعلن عن عدم استبعاده أي خيارات لضم القناة، بما في ذلك التحركات العسكرية، في خطوة أثارت جدلاً واسعا بعد تصديق الكونجرس على فوزه بالانتخابات الرئاسية.
واتهم ترامب حكومة بنما بفرض ما وصفه بـ«أسعار باهظة» على الولايات المتحدة مقابل استخدام قناة بنما، وألمح إلى تزايد النفوذ الصيني على الممر المائي الحيوي، إذ كتب في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات لمؤيديه، على موقع «تروث سوشال»، السبت الماضي «الرسوم التي تفرضها بنما سخيفة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي الذي منحته الولايات المتحدة الأمريكية لبنما».
هل ادعاءات ترامب صحيحة؟
المنطقة المحيطة بقناة بنما عانت من موجات جفاف شديدة، أعاقت قدرتها على العمل بشكل صحيح، عندها فرضت سلطات القناة قيودا على حركة المرور، وفرضت رسوما أعلى لعبور القناة.
ويبدو أن هذه الرسوم تشكل جزءًا من مشكلة ترامب مع القناة، إذ وصفهم الرئيس الأمريكي المنتخب، الأحد الماضي «غير عادلين إلى حد كبير»، بحسب تقرير لـ«سي إن إن» الأمريكية.
وعن ادعاء ترامب الثاني، بأن الصين تسعى إلى ممارسة المزيد من السيطرة على قناة بنما، فهو صحيح، حيث إنه في عام 2017، وقعت بنما بيانا مشتركا أكد أنها لن تحتفظ بأي علاقات رسمية مع تايوان، ومنذ ذلك الحين تزايد نفوذ الصين في المنطقة المحيطة بالقناة.
انفصال بنما وكولومبيا
وجعل الرئيس الأمريكي الأسبق ثيودور روزفلت، في أوائل القرن العشرين، الانتهاء من قناة بنما أولوية، إذ كانت المنطقة في ذلك الوقت تحت سيطرة دولة كولومبيا، لكن التمرد الذي دعمته أمريكا أدى إلى انفصال بنما وكولومبيا وتشكيل جمهورية بنما في عام 1903.
وقعت واشنطن وبنما سيتي معاهدة خلال العام ذاته، أعطت الولايات المتحدة السيطرة على شريط من الأرض يبلغ طوله 10 أميال لبناء القناة مقابل السداد المالي.
الأهمية الاستراتيجية لقناة بنما
بعد الانتهاء من حفر قناة بنما في عام 1914، عززت الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها باعتبارها قوة عظمى هندسية وتكنولوجية، وخلال الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت كممر حاسم لجهود الحلفاء الحربية بين المحيطين الأطلنطي والهادئ، لكن العلاقة بين الولايات المتحدة وبنما تفككت ببطء بسبب الخلافات حول السيطرة على القناة، بعد التساؤلات حول ما إذا كان من الواجب رفع علم الولايات المتحدة الأمريكية وعلم بنما بشكل مشترك فوق منطقة القناة.
أزمة دبلوماسية
وصلت التوترات بين بنما والولايات المتحدة إلى ذروتها في التاسع من يناير 1964، عندما أدت أعمال الشغب المناهضة للولايات المتحدة إلى مقتل عدة أشخاص في منطقة القناة وقطع العلاقات الدبلوماسية لفترة قصيرة بين البلدين.
فرص التدخل العسكري الأمريكي في بنما
أوضح فريد فليتز، نائب رئيس معهد «أمريكا أولا»، أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تأتي في سياق رؤيته لتوسيع النفوذ الأمريكي، مشيرا إلى أن ترامب رئيس غير تقليدي يتجاوز الحدود المعتادة، وقلق من النفوذ الصيني في بنما.
وأضاف: «ربما تكون تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية للحصول على امتيازات اقتصادية وتجارية، لكن استخدام القوة العسكرية، يبقى أمرا غير واقعي في الظروف الحالية».