تغييرات جذرية في فيسبوك وإنستجرام بسبب ترامب.. «لا رقابة على المحتوى»

تغييرات جذرية في فيسبوك وإنستجرام بسبب ترامب.. «لا رقابة على المحتوى»
يحاول مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لـ«ميتا»، بدء صفحة جديدة خالية من الأزمات مع الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، إذ قرر إعطاء الأولوية لحرية التعبير بعد عودة الأخير للبيت الأبيض، وهو تغيير جذري، خاصة أن «ميتا» سبق لها أن حذرت الرئيس الأمريكي في ولايته السابقة.
وخلال الساعات الماضية، أعلن مارك زوكربيرج في مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية، أن المنصات الاجتماعية التابعة للشركة ستشهد تغييرات جديدة خلال الفترة المقبلة، من خلال إعطاء الأولوية لحرية التعبير بعد عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قائلًا: «حان الوقت للعودة إلى جذورنا».
ما التغيرات التي ستطرأ على فيسبوك وإنستجرام؟
وأوضح «مارك» أنه سيتم التخلص من مدققي الحقائق، عبر المنصات فيسبوك وإنستجرام وثريدز والاعتماد على ملاحظات المجتمع التي يُنشئها المستخدمون، بدلًا منه، وذلك على غرار منصة «إكس»، بل توصي بمزيد من المحتوى السياسي على صفحاتها، خاصة أنه وفقًا لحديثه، فإن مدققي الحقائق في Meta كانوا متحيزين سياسيا ودمروا المزيد من الثقة أكثر مما خلقوها.
وفي تحقيق هذا الأمر، قرر مارك، أن فرق مراقبة المحتوى في الشركة ستنتقل من كاليفورنيا إلى تكساس، حيث يوجد قلق أقل بشأن تحيز فرق الشركة، فضلًا عن تخلص الشركة من مجموعة من القيود المفروضة على موضوعات مثل الهجرة والجنس، والتي لا تتوافق مع الخطاب السائد.
كواليس توتر العلاقة بين ترامب وشركة ميتا
وتأتي هذه الخطوة لعدم تكرار توتر العلاقة بين ترامب وشركة ميتا، الذي حدث خلال ولايته السابقة، إذ قررت شركة ميتا، حظر الأخير حينها بعدما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021.
واستعاد ترامب حساباته في فبراير 2023 ولكن مع التهديد بعقوبات على الانتهاكات المستقبلية، وهو قيد إضافي رفعته «ميتا»، معلقة: «في تقييم مسؤوليتنا للسماح بالتعبير السياسي، نعتقد أن الشعب الأمريكي يجب أن يكون قادرًا على الاستماع إلى المرشحين لمنصب الرئيس على أساس متساوٍ».
وأكدت الشركة في بيانها أن المرشحين للرئاسة الأمريكية يظلون خاضعين لنفس معايير المجتمع مثل جميع مستخدمي فيسبوك وإنستجرام، بما في ذلك تلك السياسات المصممة لمنع خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
وكان تم حظر ترامب، وهو أول رئيس سابق يدان بارتكاب جرائم، من استخدام تويتر ويوتيوب، ليتواصل حينها بشكل أساسي عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به «تروث سوشيال».
خبير تكنولوجي يعلق: شائعات وتحريض على العنف ومخاطر بالجملة
وعلق محمد الحارثي، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، على الأمر، واصفًا إياها بـ«قرار غير مفهوم على الإطلاق سوى أنه سياسي بحت»، موضحًا أن هناك تاريخا ليس جيدا بين ترامب وشركة ميتا، على خلفية حظره منذ ولايته الأولى، كما أنه من المتوقع أن يحصل إيلون ماسك على تنصيب مهم بالولايات المتحدة، وهو على عكس رغبات مارك: «أعتقد ده أمر استباقي من مارك عشان يخلي الشعب ينتقد، ويقول أي رأي مخالف لترامب، ولكن بذكاء بيحاول يقول إن الأمر لمصلحة الأخير وده مش صح لأن له نوايا أخرى».
وعن مخاطر الأمر، أوضح خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، لـ «الوطن» إن رفع التعامل من التحقق من صحة المعلومات والبيانات، سيؤدي لانتشار الشائعات بشكل كبير، مع زيادة محتوى العنف والكراهية: «تدقيق المعلومات بيكلفهم وغير كدة من مصلحة مارك استمرار الجدل عشان يفضل فيه نشاط على منصاته زي تويتر».