ارتفاع أسعار الشحن يهدد استقرار التجارة والاقتصاد العالمي.. ما الدول المتأثرة؟
ارتفاع أسعار الشحن يهدد استقرار التجارة والاقتصاد العالمي.. ما الدول المتأثرة؟
كشف تقرير مركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن الارتفاع الحاد في أسعار الشحن له تداعيات عميقة على التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد العالمي، ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة للتجارة والتنمية للنقل البحري عام 2024، يُتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك العالمية بنسبة 0.6% بحلول عام 2025، نتيجة زيادة تكاليف الشحن عبر سلاسل التوريد.
ومن المتوقع أن تواجه الاقتصادات الهشة مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية ارتفاعًا أكثر حدة، مع ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة تصل إلى 0.9%، ما يهدد الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الأغذية المصنعة، على وجه الخصوص، بنسبة 1.3%، ما يزيد من تفاقم التحديات التي تواجهها هذه الدول.
ارتفاع التكاليف يؤدي إلى تآكل القدرة التنافسية
وأشار مركز المعلومات في تحليل له، إلى أنه بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموًّا، التي تعتمد بشكل كبير على شحن السلع الأساسية، فإن ارتفاع التكاليف يؤدي إلى تآكل القدرة التنافسية التجارية، وقد شهدت الدول الجزرية الصغيرة النامية بالفعل تراجعًا في الاتصال البحري لديها بمعدل 9% في المتوسط خلال العقد الماضي، ما أثر فيها بشكل كبير خاصة في ضوء تقلب أسعار الشحن.
وأوضح التحليل أنه خلال السنوات الأخيرة شهدت سلاسل الإمداد العالمية مجموعة من التحديات المتنوعة والمتزايدة، مثل: التضخم السريع، والاضطرابات الجيوسياسية، والظروف الجوية المتقلبة، بالإضافة إلى تأثير جائحة كوفيد-19 (COVID-19) بشكل كبير في العمليات اللوجستية.
تعزيز قدرة سلاسل الإمداد
وبحسب التقرير في ضوء هذه الاضطرابات تأتي أهمية تسليط الضوء على بعض الإجراءات التي قد تسهم في الحد من الآثار السلبية لمثل هذه الاضطرابات، ومن أهم هذه الإجراءات التحول الرقمي والذي يمكن أن يلعب دورًا حيويًّا في تعزيز قدرة سلاسل الإمداد على التكيف مع التحديات الحالية، وبالاعتماد على تقنيات مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والطائرات بدون طيار، والروبوتات، سيساهم التحول الرقمي في تحسين كفاءة عمليات سلاسل التوريد.
وذكر التقرير إلى ضرورة تطوير البنية التحتية من خلال تعزيز الاستثمارات في الموانئ ووسائل النقل، لتجنب وتقليل الاختناقات البحرية التي قد تعرقل سلاسل الإمداد، ومن ثم يجب على الشركات والدول الاهتمام بتصميم استراتيجيات جديدة للمساعدة في التغلب على تحديات سلاسل الإمداد.
