رد عملي

من أروع لحظات تاريخنا الحديث مشهد قداس عيد الميلاد المجيد، الذي أذيع على كافة القنوات المحلية والعديد من القنوات الأجنبية، مباشرة، وكان الرد الذي أخرس أعداء الوطن، بأجلى صورة ممكنة. وكان في رد فعل المشاركين في القداس، من أول قداسة البابا تواضرس إلى أصغر مشارك في القداس، أجمل ترحيب بالرئيس عبدالفتاح السيسي، الزعيم الذي حمى مصر من مؤامرات المتربصين بوحدة أبناء المحروسة، ليشهد العالم، العدو منه والصديق، أننا شعب واحد منذ فجر التاريخ وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

نبرة الوطنية الصادقة في كلمات الرئيس دفعت بالدموع إلى عيني، دموع شديدة الخصوصية، لا سيما ما أكدته من صدق الرئيس ونبله العميق، بحب الوطن دون أدنى تفرقة بين أبنائه.

إن قداس الميلاد أمس رسّخ واقعنا بأننا عنصر واحد، وأننا، لو كنا في مسجد لطالعتنا ذات السمات، إذ يستحيل على أكبر عالم أجناس في الدنيا أن ينجح في تحديد الانتماء الديني لأي مواطن، لسبب واضح لا يفهمه الأعداء أننا عنصر واحد، فقد كنا أول دولة تؤمن بالتوحيد منذ عصر الفراعنة، وكان التوحيد الذي يدل على بصيرة مصرية، إبان حكم توت عنخ آمون، واعتنق عدد من أبناء الوطن، الدين اليهودي، ثم بعدها دخل العديد الديانة المسيحية وبعدها اعتنقت الأغلبية الساحقة الإسلام، أي إننا نفس أبناء الوطن الذين لم تتغير جيناتهم مع تغير العقيدة الدينية.

إن الوحدة الوطنية هي كما قال الرئيس السيسي «قوتنا في وحدتنا».. كان مساء أمس الأول مشهدا جليلا، يؤكد لقوى الشر أن مصر عصية على مؤامرات أعداء الداخل والخارج، لكون أبنائها كافة، عنصرا واحدا.. إن فرحة المصلين المسيحيين بزيارة الرئيس تستدعي أن يتوقف الأعداء عن محاولاتهم الدنيئة التي ترتطم بحائط صد مصري لا مثيل له في العالم، فهل فرّق العدو الصهيوني بين الأبناء بفرز يضع المسلم في جانب والقبطي في جانب آخر، ويضرب فئة دون الأخرى؟

وهل يمكن لأحد أن يشكك في زواج الرسول من مارية القبطية؟.. إن الفرحة التي عمّت قلوب المصريين أول أمس هي الرد المتمثل في صفعة معنوية حاسمة ضد كل المشككين والمتآمرين الذين لم يتعظوا من فشلهم الساحق عبر كل محاولاتهم السابقة، والتي خرجت منها مصر أكثر قوة ووحدة أبنائها أشد رسوخا.

ويحضرني مثال قريب على عظمة الوحدة الوطنية، حيث عاصرت فترة 1967 عندما تنحى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، والذي اعترض الشعب بأكمله على رحيله ونزل عشرات الملايين في مصر والعالم العربي تطالبه بالبقاء في السلطة، فصعق المعتدون وانقلب فرحهم إلى مأتم وكانت بداية حرب الاستنزاف المجيدة التي توجت بنصر أكتوبر العظيم.

إن الوحدة الوطنية أقوى من أي أسلحة وتستطيع وحدها قهر الأعداء، مهما كانت قوتهم العسكرية.. أدام الله علينا وحدتنا الوطنية، أساس قوتنا كما قال السيسي، وتحيا مصر.