«تيريزا المصرية» طوق النجاة للأطفال: ضحكتهم أهم من أي شيء.. والوصول إلى الفقراء فرصة رائعة

08:51 م | الاثنين 06 يناير 2025

كسبت محبة الجميع، إذ كانت رسالة تجسّد وصايا أرساها المسيح على الأرض، من سلام ومحبة للجميع، للفقراء قبل الأغنياء.. إنها ماجى جبران، أو كما يعرفها الكثيرون بـ«ماما ماجى»، المرأة التى تركت حياة الراحة والرفاهية لتصبح أماً روحية للمحتاجين بابتسامتها المطمئنة وثوبها الأبيض، غمرت القلوب بالمحبة والسلام، فاستحقت أن تكون «الأم تيريزا المصرية»، وُلدت ماجى جبران، الابنة الصغرى لعالم فيزياء مصرى، ونشأت فى كنف أسرة ميسورة الحال، بعيداً عن واقع العوز، وتخرّجت وعملت أستاذة فى الجامعة الأمريكية فى علوم الكمبيوتر، ثم تزوجت من رجل أعمال ثرى، إلا أن حياة الراحة لم تكن ما تطمح إليه.

نقطة التحول فى حياتها جاءت خلال زيارتها الأولى إلى عشوائيات القاهرة، حيث رأت واقع الفقر وأكوام القمامة التى تحاصر الأطفال، صور الصغار الذين يلهون وسط مياه المجارى، والبيوت التى تكاد تسقط على رؤوس سكانها، لم تفارق مخيلتها، تقول «ماما ماجى»: «الأطفال يحتاجون إلى الحب وقبول المجتمع لهم وتقديرهم، عندما رأيت عيونهم شعرت بأن الله دعانى لأكون جزءاً من تغيير حياتهم».

فى عام 1985، بدأت «ماجى» رحلتها برفقة زوجها لخدمة الأطفال فى الأحياء الفقيرة، أسّست جمعية «ستيفنز شايلدرين»، التى بدأت عملها بمساعدة بضع أسر، لكنها توسّعت تدريجياً لتصل خدماتها إلى أكثر من 30 ألف أسرة مصرية، وأصبحت الجمعية التى تضم أكثر من 1400 متطوع، تقدم الغذاء والملابس والعلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنوياً، وقالت «الأم ماجى»، فى تصريح إعلامى سابق: «الله أعطانا أكثر مما كنا نتخيل، الوصول إلى الأطفال الفقراء فرصة رائعة، إن ضحكة طفل تعنى لى أكثر من أى شىء آخر».

ترشّحت «ماما ماجى» لجائزة نوبل للسلام خمس مرات، كانت آخرها عام 2020، لكنها، فى كل مرة، ترفض الحديث عن إنجازاتها، مفضّلة تسليط الضوء على الأطفال المحتاجين، وفى إحدى المقابلات الإعلامية، قالت: «باحب ربنا، وهو اللى يفرق معايا، الجائزة لا تشغلنى، فضحكة طفل عندى أهم».