طوبى لصانعي السلام.. «الوطن» تحتفي بـ«ميلاد المسيح» وسط حروب لا تعرف نهاية

كتب: مريم شريف

طوبى لصانعي السلام.. «الوطن» تحتفي بـ«ميلاد المسيح» وسط حروب لا تعرف نهاية

طوبى لصانعي السلام.. «الوطن» تحتفي بـ«ميلاد المسيح» وسط حروب لا تعرف نهاية

تحمل ذكرى ميلاد المسيح عيسى ابن مريم، البُشرى بالخير والسلام والمسرة للبشرية جمعاء، لاسيما أنه أزال بميلاده حائط العداوة، وصنع سلاماً بين الإنسان وأخيه الإنسان، ووضع اللبنة الأساسية للعيش المشترك، المبنى على المساواة والعدالة، وأعطى العالم رجاءً أنه فى عمق الظلام تُرسل السماء رسالة «على الأرض السلام وبالناس المسرة»، حيث المحبة والتسامح هما سبيل المسرة والفرح والتعايش والمجتمع القوى، هذه المعانى العميقة الواردة فى قصة ميلاد المسيح.

يحتفل العالم بعيد الميلاد هذا العام فى ظل أجواء متباينة بين الفرح والحزن، ووسط حروب وبلدان تحبس أنفاسها على وقع الأزمات. غاب السلامُ عن وجه الأرض الآن، وغادرت المسرّةُ القلوبَ بسبب ما يجرى من ويلات ومذابح، لكن الرجاء فى وجه الله لا يغيب.

وأقيمت مساء أمس، وبعد مثول الجريدة للطبع، قداسات الصلاة للاحتفال بعيد الميلاد بجميع كنائس الكرازة المرقسية بالداخل والخارج، حيث ترأس البابا تواضروس الثانى قداس عيد الميلاد بكاتدرائية ميلاد المسيح.. تصلى الكنائس من أجل خلاص البشرية، وأن يحل السلام والمحبة، وأن يُجنّب الله العالم ويلات الحروب، حيث معاناة النساء والأطفال، فى دعوة للتأمل والعمل نحو عالم أفضل. طقوس العيد بمنطقة الشرق الأوسط هذا العام مغايرة لما هى عليه فى باقى أجزاء العالم، مع هيمنة أجواء الحرب فى غزّة والتحوّل السياسى الذى تشهده سوريا، فضلاً عن أوضاع لبنان، إضافة إلى القلق الذى يسود المنطقة.

وسط كل ذلك تظل الرسالة العظمى فى قصة ميلاد المسيح رسالة السماء إلى الإنسان: «طوبى لصانعى السلام»، حيث اقتحم ميلاد المسيح هذا الواقع المُنكسر، ليُعلن أن فقدان الرجاء لا وجود له، وأنه حتى فى وسط الأزمات هناك نور، تعامل المسيح مع هذه الظروف المشابهة لواقعنا بالسلام والمحبة، فدعا كل من يتبعه إلى محبة الجميع والصلاة لأجلهم والعيش فى السلام مع الآخر، أوصانا بمحبة الجميع حتى الأعداء: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ». وعد يسوع التابعين لتعاليمه بالراحة والمحبة، ودعا لأن يصبح التعامل مع الأعداء رحيماً، فطوبى للمساكين بالروح، طوبى للودعاء، طوبى لأنقياء القلب، طوبى لصانعى السلام، افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم فى السماوات.


مواضيع متعلقة