لماذا طلبت «أميرة» الخلع بعد 50 يوما من الزواج؟.. حب الطفولة في محكمة الأسرة

كتب: إسراء عبد العزيز

لماذا طلبت «أميرة» الخلع بعد 50 يوما من الزواج؟.. حب الطفولة في محكمة الأسرة

لماذا طلبت «أميرة» الخلع بعد 50 يوما من الزواج؟.. حب الطفولة في محكمة الأسرة

وسط زحام محكمة الأسرة كانت «أميرة» صاحبة الـ22 عامًا تجلس على مقعد في زاوية تحيط بها نساء من أعمار وتجارب مختلفة، وعلى وجههن علامات استفهام وتعجب إذ مر على زواجها 50 يومًا فقط، لكنها عادت إلى منزل أهلها قبل أن تبدأ حياتها الزوجية، ويعلو وجهها مزيج من الارتباك والحزن ومازالت لا تحاول استيعاب ما حدث، وكانت تنصت بصمت للنساء حولها، واللاوتي يتحدثن عن مشكلاتهن، وكأنها تحاول أن تجد في قصصهن تفسيرًا لما آلت إليه حياتها لتصبر نفسها على حد قولها، فما القصة؟

قصة حب الطفولة في محكمة الأسرة

على الرغم مظهرها الهادئ كانت ملامحها تظهر عليها براءة وقلة خبرة في الحياة واضحة، وكان وجودها في هذا المكان، وسط كل تلك الحكايات والمآسي، بداية جديدة لفصل غير متوقع من حياتها، تبحث فيه عن إجابة لسؤالها الأكبر «ليه حصلي كل ده هل التضحيات السبب ولا الحب».. وفقًا لحديث أميرة مع «الوطن»؛ ليترك في عقلها مئات الأسئلة دون إجابات، وتعيش في حالة نفسية صعبة وباتت تكره نظرة المجتمع لها، وكان كل ذنبها أنها وقعت في حب ابن عمها الذي فاقت أذيته لها التوقعات.

حملت أميرة أحلام الطفولة بين يديها بعد أن نشأت على قصة حب بدأت ملامحها منذ أن كانت طفلة صغيرة، وفي كل مرة كانت تلعب فيها مع ابن عمها، وعندما كانا في سن المراهقة تبادلا الإعجاب، وكانت تعتقد أنها تعيش قصة حب أبدية، وكان عادة ما يظهر لها حبه، وكبر الاثنان وكبرت معهما تلك المشاعر التي لم يكن أحد يتحدث عنها علنًا، لكنها كانت واضحة في نظراتهما، ومع الوقت بدأت والدتهما معرفة حقيقة مشاعرهما، على حد حديثها.

مع مرور السنين، تطورت العلاقة بين أميرة وابن عمها، وكان هو الداعم الأول لها، والشخص الذي تفهمها أكثر من أي أحد آخر، وفي الوقت الذي أصبح فيه زوجها في الكلية طلب من والده خطبتها لكنه نصحه بأن ينتظر، وتقول أميرة «كان بينا فرق سن اكتر من 5 سنين وأنا كنت في آخر سنة في الإعدادية وطبعا والدي مكنش هيوافق لأني لسه صغيرة، ووعدني إنه هيشتغل عشان والدي يوافق على خطبتنا في أقرب وقت»، وكان الجميع يعلم أن خطبتهما هي مجرد مسألة وقت.

عندما جاء يوم خطبتهما، كانت أميرة تعيش الحلم الذي انتظرته لسنوات، شعرت أن كل لحظة من طفولتها، وكل ذكرى جميلة بينهما، كانت تؤدي إلى هذا اليوم، ولكنها لم تكن تعلم أن قصة الحب التي بدأت ببراءة الطفولة، قد تحمل في طياتها تحديات لم تكن في الحسبان. 

فجأة ودون سابق إنذار بدأت والدته «زوجة عمها» في معاملتها بطريقة سيئة وبدأت تعاملها بطريقة صعبة، وحاولت أن تفسد علاقتهما بطرق عدة، مضيفًا أنها تحملت فترة الخطبة وتحكمات والدته على أمل أن يتغير الحال بعد الزواج، ويكون هو المتحكم في حياتهما ويكونوا متفاهمين ليعشوا حياة مستقرة كما حالما سنوات وسنوات، وتمنت طوال حياتها، «والدته كانت مسيطرة على عقله طول الفترة دي وأنا طبعًا بسكت بعد كل خناقة، ووصل بيها الموضوع أنها تقول للعيلة إني بعمله أعمال أنا والدتي عشان يتجوزني»، وفقًا لحديث الزوجة.

وبكلمات تعلوها نبرة الندم على إتمامها للزيجة، حكت أميرة إنه كلما كان يقترب موعد الزواج يزداد الأمر سوءًا، وعندما كانت تتحدث معه بموضوع تدخلات والدته، وأحاديثها المفتعلة عنها ووالدتهأ، كان يقنعها بأنها لم تتدخل في شيء بعد الزواج، وتتدخل الآن لكنه منشغل بالعمل عن تجهيزات الزواج والعمل، وأنه لم يسمح بذلك في حياتهما، حتى جاء يوم الزفاف.

دعوى خلع لهذا السبب

في صباح يوم الزفاف تشاجرت والدته معه وأجبرته على تركها، بعد أن نشبت بينهما مشادة كلامية على تجهيزات شقة الزوجية الأخيرة، وعلى الرغم من أنها تطاولت عليها لكنها لم تخبره بأي شي، وفقًا لحديث أميرة، ومر اليوم وكانت سعيدة وأعتقدت أن مشكلات والدته ستنتهي هنا، واكتشفت بعد الزواج أنه لم يتحدث معها بشأن خصوصياتهما، لم يحدث أي تغير بل هي من دارت حياتهم، إذ جعلتها تعيش أسوأ شهر في حياتها بدلًا من قضاء شهر العسل الذي طالما حلمت به.

«ضرب وإهانة بدأوا بعد ما عرفت إن والدته معاها مفتاح الشقة، ولما سألته كذب وقالي قالي إنه ملحقش يغير المفتاح  بعد التجهيزات، وبقيت اصحي من النوم القيها جنبي، وتعرف عني كل خصوصياتي، ولما اتكلم كانت تطردني وتجبره يضرني، وتشتكي لأهلى إني بشتمها وبعاملها وحش وإنهم لازم يربوها من جديد»، فقررت بعد تأكد والديها من عدم صحة حديث زوجة عمها، أن تطلب الطلاق لكنه طلب منها اللجوء للمحاكم حتى تطلق نفسها، وبالفعل ذهبت لمحكمة الأسرة بالكيت كات، وأقامت ضده دعوى خلع حملت رقم 3692.


مواضيع متعلقة