"سان باولو" الإيطالى: حادث قنصلية إيطاليا لن يوقف استثماراتنا بمصر

"سان باولو" الإيطالى: حادث قنصلية إيطاليا لن يوقف استثماراتنا بمصر
أكد أجانسيو جاكوتو، رئيس قطاع البنوك التابعة لمجموعة بنك «أنتيسا سان باولو» الإيطالية فى الأسواق الخارجية أن السوق المصرية من أهم الأسواق التى تحرص المجموعة على تدعيم استثماراتها فيها، قائلاً: «اهتمامنا بمصر أكبر من الإرهاب، وننظر للحادث الإرهابى الذى حدث أمام القنصلية على أنه فردى ولا يعبر عن الشعب المصرى»، مشدداً على أن مصرفه يستهدف التوسع فى مصر عبر بنك الإسكندرية.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفى فى مدينة ميلانو الإيطالية، أن «العلاقات بين مصر وإيطاليا تاريخية ومهمة جداً، ويوضح ذلك حجم التعاون بين البلدين وحضورنا المؤتمر الاقتصادى»، لافتاً إلى أن «مجموعة أنتيسا سان باولو تتابع باستمرار من خلال بنك الإسكندرية الأوضاع فى مصر، وتابعنا المؤتمر الاقتصادى والمشاريع الكبيرة التى تم إطلاقها والإعلان عنها باهتمام شديد، ونستهدف أن نلعب دوراً مهماً فى مشروعات قناة السويس المنتظر الإعلان عنها خلال المرحلة المقبلة»، قائلاً: «سنأخذها بعين الاعتبار وسيكون لنا دور مهم فى تمويل تلك المشروعات والاستثمار فيها».
وأكد «جاكوتو» أن زملاءه فى الذراع التمويلية المتخصصة فى إقراض مشروعات البنية التحتية يتابعون السوق المصرية باهتمام شديد ومن المتوقع أن يدخلوا فى تمويل المشروعات التى سيتم طرحها فى الفترة المقبلة، قائلاً: «نحن موجودون فى مصر وعلينا التزام تجاهها وبالتالى فإننا سندخل فى تمويل تلك المشروعات لأنها تمثل رخاء لمصر».
وأضاف أن استراتيجية بنك الإسكندرية فى السوق المصرية تُعد بمثابة امتداد لاستراتيجية مجموعة أنتيسا سان باولو الإيطالية التى تركز فى الأساس على استدامة علاقة البنك بعملائه بمختلف شرائحهم، مؤكداً أن مصرفه حريص على مد جسور الثقة مع كافة العملاء فى مصر.
وأوضح أن بنك الإسكندرية يُعد واحداً من أبرز مساهمات المجموعة الخارجية من حيث حجم الأعمال والأرباح، ويتصدر المركز الرابع بعد سلوفاكيا وصربيا وكرواتيا، مشدداً على حرص المجموعة الأم على مساهماتها واستثماراتها فى مصر.[FirstQuote]
وقال إن مصرفه بدأ فى تقديم عرض تجارى للشركات المصرية التى لها علاقة بالسوق الإيطالية و«حددنا بالفعل 300 شركة لها علاقات تجارية مع السوق الإيطالية». من جانبه قال دانتى كامبيونى، الرئيس التنفيذى لبنك الإسكندرية سان باولو - مصر، إن ذلك العرض سيكون على الصعيد المالى ويتضمن خطوط إقراض وتسهيلات تنافسية ستكون الأفضل فى السوق، بالإضافة إلى خدمات استشارية، وذلك لأن تلك تساهم فى اقتصاد الدولتين، وبما أنه لا توجد لديهم قيود فى توفير التسهيلات المالية سيتم دراسة كل حالة على حدة، لافتاً إلى أنها تعمل فى مجال التجارة سواء الاستيراد والتصدير.
وتابع «جاكوتو» أنه «لا توجد منتجات مماثلة للشركات الإيطالية التى تعمل مع السوق المصرية، لكننا نحفز الشركات الإيطالية على العمل فى مصر».
ونفى وجود التزامات على المجموعة الإيطالية تقتضى طرح 10% من أسهم بنك الإسكندرية فى بورصة الأوراق المالية «لكن هناك إمكانية لذلك وسنقوم بتلك الخطوة إذا كانت الظروف مناسبة لذلك».
وعلى مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة قال «جاكوتو» إن «ذلك القطاع هو العمود الفقرى لأى منظومة اقتصادية وإيطاليا لديها باع طويل فى تطوير تلك المشروعات لما لها من قدرة كبيرة جداً على خلق قيمة مضافة للناتج المحلى الإجمالى».
وأضاف أن منتج المشروعات الصغيرة فى بنك الإسكندرية مبنى على عنصرين أساسيين هما توفيق منتجات توفر احتياجات السوق الحقيقية وتقديم أفضل التجارب الإيطالية فى هذا المجال، حيث تم افتتاح 10 مراكز لمتابعة تلك المشروعات وبالتعاون مع جامعات ورجال أعمال نعمل على تدعيم توعية أصحاب تلك المشروعات.
وكشف عن أن «مركز الأبحاث التابع لـ«سان باولو» عمل دراسة أكدت أهميته الإيجابية ليس فقط لمصر بل لدول حوض البحر المتوسط ككل، ولدينا مقدمه عنها، وأن زيادة مرور السفن سينعكس على حجم التجارة فى منطقة البحر المتوسط فى إطار الآثار الإيجابية الكلية المنتظرة على التجارة العالمية عبر البحار، وسيجعل القناة أكثر تنافسية مقارنة بقناة بنما».
وعلى مستوى تأثير أزمة الديون السيادية اليونانية على المصارف قال «جاكوتو» إن الآليات التى انتهجها النظام الأوروبى تجاه اليونان نجحت فى احتواء الأزمة، فيما أظهر اليونانيون رغبتهم فى البقاء فى الاتحاد وفيما أظهرت الدول الأوروبية الأخرى سخاء تجاه الأزمة، لافتاً إلى أن «اليونان تمثل نحو 1% من الناتج المحلى الأوروبى و2% من الديون الأوروبية وهى مشكلة صغيرة ويجب ألا نعطيها أكبر من حجمها».
وأشار إلى أن الأحداث التى شهدتها الأسابيع الأخيرة أثبتت أن المشكلة ليس لها علاقة بنسبة المخاطر وأن التأثير على باقى دول أوروبا، خاصة الجنوب، كان أقل مما توقعه المحللون، قائلاً: «لم نكن نتخيل أن تساهم العملة الموحدة فى خلق مناخ مناسب للجميع، لكن الاتحاد الأوروبى استطاع خلق ذلك المناخ ولعب البنك المركزى الأوروبى دوراً مهماً وأقنع الأسواق العالمية، وهو لا يعنى أنه لا تواجهه صعوبات لكن الأهم أن هناك رغبة سياسية فى الاستمرار وأن أى مشكلة يمكن حلها، ولا بد أن نأخذ فى الاعتبار أن المنطقة هى الأكثر نمواً وثراء، وبطبيعة الحال فإن الأشياء الجيدة تواجه المشكلات».
وعلى مستوى وضع الاقتصاد الإيطالى وإمكانية حدوث هزات بسبب أزمات مالية، قال «جاكوتو» إن وضع المصارف فى السوق الإيطالية مستقر، وتحديداً مجموعة أنتيسا سان باولو، موضحاً: «بنوكنا الوحيدة وسط بنوك أوروبا التى حصلت على مساعدات صغيرة على عكس ألمانيا التى حصلت بنوكها على تعزيزات كبيرة، وهو ما يؤكد أن موقف بنوكنا جيد جداً».