بروفايل| محمود يونس.. قائد معركة "التأميم"
![بروفايل| محمود يونس.. قائد معركة](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/340002_Large_20150418023225_45.jpg)
ظل اسمه محفوراً عبر الأزمان بعد أن اختاره التاريخ ليحتوي صفحاته ويسطر كلماته، ورغم كونه الجندي المجهول لدى كثيرين إلا أن التاريخ يعرفه جيداً ويشهد على مهمته العظيمة التي قام بها، وجسدت السينما مهمته البطولية في فيلم "ناصر 56"، فملامحه وحدها حافلة بتفاصيل دقيقة تتبين من خلالها كل فترة عاش بها، وكل حدث شاهده.
المهندس محمود يونس، الذي هو أحد أهم أضلاع تنفيذ مهمة تأميم قناة السويس، في يوم التأميم كان هناك ثلاث مجموعات إحداهن رئيسية في الإسماعيلية والثانية في السويس والثالثة في بورسعيد، كان يونس على رأس مجموعة الإسماعيلية، ولم يكن أحد يعلم سر المهمة في المجموعات الثلاث غيره وعبدالحميد أبوبكر وعادل عزت، وصلوا الإسماعيلية بعد ظهر يوم التأميم وبعد خطاب جمال عبدالناصر في الإسكندرية وقوله كلمة "ديليسبس"، دخل يونس مع المجموعة مبنى الشركة واستدعى المسؤولين وأبلغهم قرار التأميم بالعربية وانهاروا أمامه وطلبوا منه تأمين حياتهم.
وُلد يونس في حي السيدة زينب، في شارع الأربعين، كان والده يعمل موظفاً بالسكة الحديد، في طفولته التحق بكتاب الشيخ محمود بشارع العدوي في السيدة، وحصل على الابتدائية من مدرسة محمد علي، ثم التحق بالمدرسة الخديوية، واستكمل المسيرة حتى نال الكفاءة عام 1928، ثم حصل على البكالوريا عام 1930.
اختارته الحياة دائماً لتضعه في المكان المميز، فكان زعيماً للطلبة بمدرسة الهندسة الملكية، وخرج في مظاهرات كوبري عباس، وعقب توقيع معاهدة 1936، كان ضمن أول دفعة مهندسين في الجيش المصري.
تقلد مناصب متباينة جعلت منه رجلاً قوياً، فعمل في إدارة العمليات الحربية، وشارك في حرب فلسطين، وبعد قيام ثورة يوليو أسندت إليه مهمة رئاسة لجان جرد قصور الملك، وفي عام 1953 انتخب نقيباً للمهندسين لدورتين، بدأت قصته مع قناة السويس حين عين رئيساً لهيئتها من يوليو1957- أكتوبر 1965، ينتقل يونس من منصب لآخر ليعين نائباً لرئيس الوزراء لشؤون النقل والمواصلات ثم وزيراً للبترول.
قضى يونس حياته وسط قافلة من العظماء التي بدَّلت مصير مصر وأنقذتها من يد الاستعمار، كان زميلًا لمحمد أنور السادات، وعلى علاقته طيبة بجمال عبدالناصر، ولولا مهمة يونس العظيمة التي قام بها لسالت الدماء بين صفوف الجيش المصري.
لم ينسَ التاريخ هذا الرجل العظيم وبعد أن لاقى ربه ومات عام 1976، وفي ذكرى وفاته كرَّم الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أسرته وأثناء الزيارة أشاد مميش بدور المهندس محمود يونس قائلاً: "لولا بطولة هؤلاء الرجال العظماء وعلى رأسهم الزعيم جمال عبدالناصر، والمهندس محمود يونس، والأبطال الذين ساهموا في عودة قناة السويس إلى مصر لما كنا هنا الآن"، معلنًا أن هؤلاء الرجال العظماء الذين صنعوا تاريخ مصر الحديث وأعادوا لمصر أكبر ممر ملاحي في العالم.
رحلت روح يونس عن مصر إلا أن ما قام به ما زال يغمر أرضها ويحلق في سماء تاريخها.