«نوال» تقيم دعوى طلاق بعد 35 عاما بسبب سر أخفاه والدها: «حياتي اتدمرت»

«نوال» تقيم دعوى طلاق بعد 35 عاما بسبب سر أخفاه والدها: «حياتي اتدمرت»
في قرية صغيرة نشأت «نوال»، وسط عائلة تقليدية تحكمها العادات والتقاليد، وكان حلم والدها أن يراها متزوجة في أقرب وقت، لأنها كانت في عمر 14 عاما، وبعد أن جاءها العريس، رجل يكبرها بـ10 سنوات من عائلة غنية، تمت خطبتها رغما عنها، بناءً على رغبة والدها.
كانت الفتاة تتمنى أن تكون حياتها أفضل بعد الزواج، لكن ما اكتشفته بعد فترة من الزواج كان عكس ذلك تماما، وهو أن والدها كان على علم بكل شيء، لذا تطلب حاليا الطلاق من محكمة الأسرة بعد 35 عاما، ما القصة؟
دعوى طلاق بعد 35 عاما
في محكمة الأسرة كانت نوال صاحبة الـ50 عاما تجلس على الكرسي في انتظار دورها، تنظر إلى القاعة المزدحمة حيث الجلسات المتوالية والحكايات التي تختلط بين الطلاق والعنف والمشكلات الأسرية، وفي تلك الأثناء كان قلبها ينبض بسرعة، وعقلها يعيد نفس الأسئلة: «هل ستجد أحدا يفهم معاناتها؟»، وفقا لحديثها مع «الوطن»؛ إذ أنه بعد 35 عاما من الزواج الصعب وفي خطوة جريئة منها، قررت أن تضع حدا لهذا العذاب وطلبت الطلاق، ومع رفض جميع من حوالها وتعنيفها اتخذت القرار الأصعب.
وعندما حان دورها، وقفت أمام القاضي ورغم ملامحها الهادئة كانت عيناها مليئة بالدموع التي حبسها الألم والندم، وتحدثت بصوت ضعيف، وهي تروي قصتها: «أنا متزوجة منذ 35 سنة، لكن حياتي كانت جحيما، عشت مع رجل يعاني من اضطرابات نفسية خلاني أعيش في دوامة من الإهانة والضغط النفسي، ومفيش حد مصدق معاناتي من يوم ما أتجوزته حتى أهلي، ومقتنعين إن الفلوس ممكن تحل أي شيء والمصيبة إن أبويا كان عارف بمرضه وهو السبب»، على حد قولها.
زوجها كان يعاني من اضطرابات نفسية، تسببت في مشكلات كبيرة في تعامله معها، وكانت هي تتحمل كل شيء، حتى وصلت إلى مرحلة فقدت فيها الأمل، وعاشت سنوات طويلة تحت وطأة المشكلات النفسية والاضطرابات التي أثرت على حياتها وأولادها التي أنجتهم رغما عنها، ومع مرور الوقت بدأ الشعور بالندم يسيطر عليها، خاصة بعدما أدركت أنها أضاعت أفضل سنوات عمرها في هذا الزواج، وشعرت أن كل كلمة خرجت منها كانت تحمل ثقل السنين التي عاشت فيها، على حد روايتها.
الزوجة تستغيث بمحكمة الأسرة
لم يشعر أحد بمعاناتها الحقيقية، وكيف ضحت بكل شيء من أجل أن تبقى عائلتها مستقرة، لكن اليوم وبعد أن أنهكتها المعاناة، اختارت أن تطلب الطلاق بكل ما تحمله من ألم، مستعدة لخوض معركة جديدة من أجل نفسها، بعد أن تزوج أولادها الـ3 وأطمأنت عليهم، ولم تعد حمل التعامل معه، خاصةً أنه لم يرغب في العلاج ولا اللجوء لطبيب، وعلى الرغم من ذلك مرَّت السنوات وهي تعيش حياة مع زوجها الذي كان يظهر بمظهر الرجل المستقر اجتماعيا، لكن في الواقع، كان يعاني من اضطرابات نفسية أثرت على تعامله معها.
كانت «نوال» تتحمل الكثير من التصرفات العدائية منه، لكن مع مرور الوقت، بدأ الندم يعصف بها، خاصة مع مرور 35 سنة على حياتها الزوجية الصعبة، فقررت إقامة دعوى طلاق حملت رقم 8263 في محكمة الأسرة بزنانيري، متأملة أن يكون ذلك بداية جديدة لحياة مليئة بالسلام الداخلي والحرية.