شركة «النصر» وعملية تجديد الآمال!
مباشرة إلى قلب الموضوع، ونقول إن خطة إعادة تشغيل مصانع شركة النصر للمسبوكات تمت منذ فترة طويلة.. فالدراسات أكدت أنها تمتلك إمكانيات العودة للعمل والإنتاج من جديد رغم المديونية الكبيرة.. حيث تمتلك أيضاً أصولاً عديدة يمكن توظيفها فى سداد ديونها.. وهو المبدأ الذى أقرته الدولة فى خطة استعادة مصانع وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، ووقتها أدار الوزير الراحل أشرف الشرقاوى، رحمه الله، عملية تصنيف الشركات بين رابحة وخاسرة.. وتصنيف الخاسرة إلى شركات يمكن وقف خسائرها أو تقليلها.. وأخرى يمكن تحولها إلى الربح ببعض الإجراءات.
كان من بين مبادئ هذه العملية وقف الاقتراض.. وإعادة النظر فى طريقة استغلال الأصول.. كأن تبيع أرضاً داخل الكتل السكنية بسعر مرتفع لشراء أرض أرخص خارج المدن وفرق السعر يذهب لسداد الديون أو لتطوير الآلات والمعدات.. وكان الأمل فى شركة «النصر للمسبوكات» كبيراً.. خاصة أنها تنتج ما تحتاجه الحكومة فى مشروعات «حياة كريمة»، والشركة لديها عملاء جاهزون، منهم عملاء حكوميون مثل الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وشركات المياه على مستوى الجمهورية كافة، وفى القطاع الخاص توجد كبرى شركات المقاولات.. مما يساعد على تشغيل جميع المصانع واستغلال طاقات العاملين بالمصانع، البالغ عددهم نحو 1600 عامل، لا سيما أن مصانع النصر للمسبوكات تسهم فى توفير المنتجات للمشروعات القومية، على رأسها مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».. فالشركة تنتج كل ما يتعلق بشبكات المياه والصرف الصحى من مواسير وبالوعات ومحابس تحتاجها أيضاً مشروعات البنية التحتية العملاقة التى تتم فى مصر بطول البلاد وعرضها، خاصة فى المدن الجديدة.. كذلك تنتج شمعة الرباط المستخدمة فى الموانئ البحرية وأعمدة الإنارة.
شركة النصر للمسبوكات أُسست عام 1962 فى خطة التصنيع الثقيل التى اتبعتها مصر وقتئذ، وشملت صناعات عديدة مهمة، وهو توقيت قريب من إطلاق شركة النصر لصناعة السيارات التى بدأت العمل قبلها بعامين وأُعيدت للعمل قبلها بيومين!
إعادة «النصر للمسبوكات» للعمل تؤكد ما قلناه مراراً من وجود إرادة سياسية لاستعادة مجد الصناعة المصرية والوعى بأهمية الصناعة، وأنها السبيل الوحيد للوجود كرقم مهم بين دول العالم وزيادة الصادرات وتقليل الواردات كوسيلة وحيدة للنهوض بقيمة العملة المصرية!
«النصر» كان الشعار الذى رفعته ثورة يوليو تيمناً به، وحملته مجموعة شركات عامة ملك للشعب المصرى أُهدرت طاقاتها لسنوات طويلة ونستعيدها اليوم.. كان من بينها «النصر للسيارات» و«النصر للاستيراد والتصدير» التى أدارت العلاقات مع أفريقيا كلها، بل و«مدينة نصر»!
«نصر» -على سبيل العلم والمعرفة بتاريخ الوطن- كانت كلمة السر لأبناء الجيش العظيم ليلة ثورة يوليو!
مبروك لشعبنا عودة «النصر للمسبوكات» وإلى الأمام.