من "بحر البقر" لـ"الجرف الصامد".. استهداف الأطفال "هواية صهيونية"

كتب: محمد الليثي

من "بحر البقر" لـ"الجرف الصامد".. استهداف الأطفال "هواية صهيونية"

من "بحر البقر" لـ"الجرف الصامد".. استهداف الأطفال "هواية صهيونية"

بدم بارد يستعد الطيار المقاتل الإسرائيلي للصعود إلى طائرته "الفانتوم" المجهزة جيدًا بقذائفها المدمرة، للإقلاع بها من القواعد الإسرائيلية، قاصدًا مدرسة "بحر البقر" في إحدى قرى الشرقية، كانت تحلم بأن تصبح دكتورة أو مهندسة، أو حتى قدوة بمعلمتها، تلك الطفلة التي حرصت على الاستيقاظ في الصباح الباكر للحاق بالطابور للقاء زميلاتها في الدراسة، ليصل الطيار الإسرائيلي ملقيًا قذائفه عليهم لتختلط دماؤهم الساخنة بالكتب الدراسية التي حملوها سعيًا للعلم، ليسقط 30 طفلًا، ويصاب 50 آخرين، إلى جانب تدمير مبنى المدرسة.

 

"كلاكيت تاني مرة".. لم يكن الطيار الإسرائيلي الذي نفَّذ قصفه الجوي على "بحر البقر" حالة شاذة، ولكنها عادة لجيش الاحتلال أثبتها خلال حروبه، وخاصة الحروب الثلاثة على قطاع غزة "الرصاص المصبوب، وعامود السحاب، والجرف الصامد"، والتي لم تخلُ من استهداف الأطفال، حيث شنَّ الطيران الإسرائيلي هجومًا جويًا، وقصفًا بحريًا وبريًا على القطاع المحاصر، لم يفرق وقتها بين شيخ أو امرأة أو مدني، وراح ضحيتها 2147 شهيدًا 81% منهم مدنيون.

 

مجزرة "حي الشجاعية" كانت آخر مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة، ودكَّت صواريخ الجو الإسرائيلي الحي على أصحابه، ليقع 74 شهيدًا، لتصبح هي المجزرة التي شهدت أكبر استهداف للأطفال طوال فترة "الجرف الصامد"، فضلًا عن استهداف عائلات بأكملها داخل البيوت.

 

اليوم.. مر عام واحد على "الجرف الصامد"، الحرب التي كانت شبيهة بالحروب التي سبقتها من جيش الاحتلال الصهيوني تجاه العرب، سواء في استهداف الأطفال أو غيرها، ويؤكد الدكتور خالد سعيد الخبير في الشأن الإسرائيلي في تصريحات لـ"الوطن"، أن إسرائيل بحروبها التي تشنها على القطاع يكون لديها سلاح جديد تريد أن تجري تجاربه، ولا تجد سوى القطاع غير مفرقة بين الأطفال والنساء والشيوخ.

 

جدير بالذكر، أن حرب "الجرف الصامد" نتج عنها استشهاد 81% من عدد الضحايا مدنيون، في مقابل 19 عسكريًا فقط في المقاومة الفلسطينية.


مواضيع متعلقة