مُشاركة ناجحة في «بريكس»

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

مشاركة (مصر) هى المشاركة الأولى كعضو فى تجمع بريكس منذ انضمامها رسمياً العام الماضى، المشاركة فى «بريكس» التى عُقدت فى مدينة قازان الروسية هى مشاركة فعالة وجادة وناجحة وحققت أهدافها، أعلنت خلالها مصر عن موقفها على الصعيد السياسى والاقتصادى.. «الرئيس السيسى» طرح رؤية مصر بكل قوة وثبات وحكمة، رؤية عاقلة رشيدة لقيت ترحاباً واحتراماً وتقديراً، وأوضح موقف «مصر» الثابت بشأن التطورات الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود مصر الدؤوبة والمكثفة للتهدئة ومنع توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية، بما يشكله ذلك من خطورة بالغة على مقدرات شعوب المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليميين والدوليين. «الرئيس السيسى» حدد موقف «مصر» الداعى للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذى يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب، وقال كلمات حاسمة -وصلت بالطبع لكل الأطراف المعنية- مضمونها أن العالم فى ظرف دولى دقيق يموج بالأزمات والتحديات المركبة، ويشهد تهديداً لمصداقية النظام الدولى متعدد الأطراف، وتغلب عليه السياسات الأحادية.

ركز «الرئيس السيسى»، خلال كلماته، على أن «مصر» تؤمن بضرورة تكاتف الدول النامية كإحدى السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة، لأن «مصر» حريصة دائماً على تعزيز التعاون بين الدول النامية، فضلاً عن سعيها الدءوب لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب فى مختلف المحافل الدولية. طرح «الرئيس السيسى» الموقف المصرى تجاه الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، وركز على الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة -لما يزيد على العام- على الشعب الفلسطينى الأعزل بقطاع غزة والمحاط بأشكال القتل والترويع والتجويع، وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية، وهو ما يُعد أكبر دليل على ما وصل إليه عالمنا اليوم والنظام الدولى من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، فضلاً عن غياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التى تُرتكب فى حق المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى. ما طرحه «الرئيس السيسى» يليق باسم ومكانة وقوة وقيمة وعظمة مصر، فقد وضع «الرئيس السيسى» النقاط فوق الحروف وكشف الغطاء عن عدم عدالة دولية وافتقاد تطبيق القانون الدولى والكيل بمكيالين فى المنظمات الدولية الكبرى ودعا المنظمات الدولية المعنية لتحمل مسئولياتها تجاه التصعيد الخطير فى منطقة الشرق الأوسط لمنع انزلاقها إلى حرب شاملة ستقضى على الأخضر واليابس وستؤثر سلباً على حركة الملاحة الدولية بخليج عدن والبحر الأحمر وعلى استقرار سلاسل الإمداد العالمية، وستكون لهذه الحرب آثار سلبية على الجميع، وأيضاً شدد «الرئيس السيسى» على ضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، والتصدى بشكل جماعى لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة بما يضر بمصالح الدول.

واقتصادياً، طرح «الرئيس السيسى» فكرة تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما فى ذلك النفاذ لتمويل المناخ، وأكد على الأهمية الكبرى لـ«بنك التنمية الجديد» فى توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية لتنفيذ المشروعات التنموية فى قطاعات متعددة.