السلام.. يراه «نتنياهو» بعيداً ونراه قريباً
فى «اليوم الدولى للسلام»، بعث «أنطونيو جوتيرش»، الأمين العام للأمم المتحدة، برسالة مؤثرة جداً للمجتمع الدولى، شرح فيها كل التداعيات التى حدثت -وما زالت تحدث- على الصعيدين الإقليمى والدولى، وسرد فيها المأساة الإنسانية التى تتفشى فى كثير من المناطق فى العالم، وعَبر خلالها عن دعوته لنشر السلام، كما دعا إلى منع نشوب النزاعات.
«جوتيرش» قال كلمات تحمل فى طياتها المطالب والأمنيات مثله مِثلنا وهى: «لا يخلو أى مكان نراه من عدوان على السلام، فمن غزة إلى أوكرانيا، مروراً بالسودان، وغيرها نرى المدنيين فى مرمى النيران، وركام المنازل المفجّرة، والسكان الذين شردوا وتم ترويعهم فقدوا كل أشيائهم ومنهم من فقدوا أشياءهم وذويهم، إن مسلسل البؤس الإنسانى يجب أن يتوقف، وعالمنا بحاجة إلى السلام القائم على العدل، والسلام هو الغنيمة الكبرى للبشرية جمعاء، وكما يذكرنا هذا اليوم الدولى للسلام، فإن الحلول فى أيدينا، وعلينا غرس ثقافة السلام لأن هذا يعنى تعويض الانقسام والضعف واليأس بالعدالة والمساواة والأمل للجميع».
«جوتيرش» طالب بضرورة التركيز على منع نشوب النزاعات والإسراع بقاطرة التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان والتصدى لجميع أشكال التمييز والكراهية، وقال: دعونا نعطى فرصة لتحقيق هذه الأهداف، دعونا نغتنم الفرصة، هيا بنا كى نرسىَ -معاً- أسس السلام وننمى ثقافة تزدهر فيها المساواة والسلام والعدالة.
كلمات «جوتيرش» مسايرة للوضع الدولى وتعتبر رصداً شاملاً لما يحدث من نزاعات فى العالم، ولهذا نتمنى أن تبذل الأمم المتحدة الجهود لتنفيذها وفرضها وكذلك فرض القانون الدولى الإنسانى، نتمنى أن تتحمل القوى الدولية مسئولياتها تجاه وقف المواجهات المسلحة وتتحمل المنظمات الدولية -بما فيها الأمم المتحدة- مسئولياتها وتفرض الهدنة فى قطاع غزة وتضغط على إسرائيل لوقف قصفها المتكرر العنيف للمدنيين العزل والمقرات الدولية وتحمى المدنيين بحسب قوانين الحرب التى تحث على حماية المدنيين.
لم نفقد جميعاً الأمل فى إيقاف القصف الإسرائيلى لقطاع غزة، هناك دائماً نقطة ضوء تضىء الطريق من أجل العودة -مرة أخرى- لطاولة المفاوضات وإتمام عملية تبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين وإدخال المساعدات، فالدماء الفلسطينية تسيل والأطفال والسيدات يدفعون الثمن وتبلغ نسبتهم (٦٠٪) من شهداء المواجهات فى قطاع غزة، والأمراض المعدية تتفشى، والجوع يقتل الأطفال والصبية، والدواء مفقود، ولا يوجد جديد منذ (٧ أكتوبر الماضى) حتى الآن لأن الأيام تمر مثل بعضها وتتضمن قصفاً وهدماً وبحثاً عن مأوى وخيمة والنزوح من الشمال للوسط ثم النزوح من الوسط للجنوب ثم التشريد والضياع.
إسرائيل ترتكب جرائم يومية فى قطاع غزة، علينا فضح التعنت الإسرائيلى والقصف العشوائى للمدنيين والمستشفيات والمدارس والمناطق الآمنة، فلا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة وأهالى غزة الـ(٢٫٤) مليون نسمة يعيشون على (٢٠ ٪) من إجمالى مساحة قطاع غزة وباقى الأراضى تم احتلالها وهدمها وأصبحت أطلالاً.
فى «اليوم الدولى للسلام» دعونا كى ندعو للسلام وننادى بالسلام ونمد أيدينا بالسلام، دعونا لا نفوِّت الفرصة لحقن الدماء الفلسطينية، هيا بنا ندعو للإسراع بتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى والتى نثق بأنه سيأتى اليوم وسنراها محققة أمامنا على أرض الواقع، وهذا اليوم يراه «نتنياهو» بعيداً ونراه نحن قريباً.