د. محمد العقبي يكتب: الأكاديمية الوطنية للتدريب

د. محمد العقبي يكتب: الأكاديمية الوطنية للتدريب
- ثورة 30 يونيو
- الأكاديمية الوطنية للتدريب
- المجتمع المصرى السياسى
- بناء القيادات
- ثورة 30 يونيو
- الأكاديمية الوطنية للتدريب
- المجتمع المصرى السياسى
- بناء القيادات
فى المقال السابق عن كيانات ثورة 30 يونيو أكدنا أن هذه الكيانات نشأت لضرورة واحتياج في بناء المجتمع المصري السياسي اجتماعياً واقتصادياً.
ونبدأ فى الحديث عن هذه الكيانات بكيان فريد من نوعه، فلم تشهد مصر كياناً مشابهاً قبل ثورة 30 يونيو وهو الأكاديمية الوطنية للتدريب.
ولم تبدأ الأكاديمية رحلتها من الصفر ولكنها اختارت أن تبدأ من القمة بنفس روح ثورة 30 يونيو التى أعادت لمصر حجمها الطبيعى وذهبت الدولة المصرية إلى أعرق التجارب العالمية فى عالم الأكاديمية المتخصصة فى صناعة وتأهيل الكوادر، أعلنت من اللحظة الأولى أنها تستلهم تجربتها من تجربة مدرسة الإدارة العليا فى فرنسا والتى أنشأها شارل ديجول وتخرج فيها 5 من رؤساء فرنسا كان آخرهم إيمانويل ماكرون إلى جانب عدد كبير من الوزراء ورؤساء الوزارة فى فرنسا.
كانت الأكاديمية أحد الأحلام التى تحولت لتوصيات فى مخرجات عام 2016 عام الشباب المصرى وكانت التوصية الأولى تتمثل فى إنشاء مركز وطنى لتدريب الشباب وصدر القرار الرئاسى بإنشاء الأكاديمية فى 2017.
وهذا يعنى أن هذه الأكاديمية أنشئت لتكون مصنعاً لبناء القيادات من الصفوف الأول والثانى والثالث لتكون منصة إطلاق لطاقات كل أصحاب الموهبة والقدرة على القيادة، وأن تكون مساراً ديمقراطياً محوكماً ونزيهاً لاختيار الكفاءات فلم تصل الواسطة والمحسوبية إلى الأكاديمية حتى الآن ولم نسمع عن أفراد حصلوا على فرص داخل الأكاديمية لم يستحقوها وأتمنى أن تحافظ الأكاديمية على هذه الميزة وأن ترتفع أسوارها أمام مثل هذه الممارسات ولا يدخلها إلا من يستحق ويرغب وأعلم أن تأهيل التنفيذيات للقيادة هو أكبر برامج الأكاديمية قد تقدم له حوالى 11 ألف متقدم ولم يتم اختيار إلا 60 متدربة فقط وهذا لجودة وصعوبة الاختيار.
ورغم هذه الدرجة من التدقيق، فقد نجحت الأكاديمية على مدار السنوات السبع فى تدريب حوالى 37 ألف متدرب من خلال ما يقرب من 200 برنامج تدريبى، وتتميز التدريبات فى الأكاديمية بأنها تعتمد على أحدث طرق التدريب وتستهدف التطبيق بشكل عملى دون الاستغراق فى الجوانب النظرية وأبرز البرامج التدريبية تتمثل فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة والذى يستهدف رفع قدرات الشباب المصرى ويؤهلهم لأن يكونوا ثروة حقيقية حيث يستهدف القيادات الشابة فى المؤسسات الحكومية ويمنحها فرصاً للحصول على أحدث ما توصل له علم الإدارة ويكسبهم مهارات لا يمكنهم الوصول لها إلا فى الأكاديمية.
ولم يعد دور الأكاديمية مقتصراً على الشباب المصرى بل أصبح الأمر دولياً وتخرجت فى الأكاديمية عدة دفعات من الشباب الأفريقى والعربى. وهذا الدور والجهد الكبير لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير الذى تحظى به الأكاديمية من الدولة المصرية، بالإضافة إلى مساندة واضحة واهتمام من الرئاسة والمؤسسات المعنية ولا يمكن إغفال أن أحد أبرز أسباب النجاح هو الاختيار الدقيق لفريق عمل الأكاديمية وعلى رأسهم الدكتورة رشا راغب. ومن روح ثورة يونيو تكمل الأكاديمية مهمتها لتكون مصنعاً لقيادات الصفين الثانى والثالث لتكون منصة إطلاق لطاقات الشباب وتمكينهم لملء فراغ كبير فى جسد الجهاز الإدارى المصرى وتستخرج المتدربين كوادر تتفهم طبيعة التحديات التى تواجه الدولة المصرية. ولا نبالغ إذا ما وصفنا الأكاديمية الوطنية بأنها أصبحت إحدى أهم مؤسسات القوى الناعمة المصرية داخلياً وخارجياً وعنواناً رئيسياً فى كتاب ثورة 30 يونيو.