أحمد الضبع يكتب: عن سحر العلمين الجديدة

كتب: أحمد الضبع

أحمد الضبع يكتب: عن سحر العلمين الجديدة

أحمد الضبع يكتب: عن سحر العلمين الجديدة

بمجرد أن تخطو خطواتك الأولى في العلمين الجديدة، تقع في غرام أجوائها المنعشة، ومناظرها الطبيعية وحدائقها الخلابة ومنتجعاتها السياحية، تنظر إلى الأعلى فترى السماء مزينة بأبراج شاهقة يتوسطها القمر، تشعّ أضواء تنعكس على الطرقات فتبدو المدينة كلوحة فنية ساحرة، شاهدة على حضارة المصريين الممتدة لأكثر من 7 آلاف سنة، فهم أول من أبدعوا في فن العمارة، وشيّدوا عجائب الدنيا التي لا يزال العالم يلهث وراء فك لغزها المُحيِّر.

مدينة العلمين، التي كانت مسرحًا لأهم المعارك في الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، تحولت الآن من صحراء ملغمة بمخلفات الحروب إلى مدينة خضراء، حضارية وذكية، تكتسي بأجمل ثياب العمران المطرزة بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، وتطلّ على البحر المتوسط بشموخ وهيبة وكبرياء أصحابها الذين قرروا بعث الحياة فيها لينعم أهلها وزوارها بخيرها، ويقصدها الناس من كل حدب وصوب للاستمتاع بحسنها البهيّ الذي ينعش الروح ويسكن الوجدان.

لا أحد ينام في العلمين، فالسائح يستثمر كل لحظة في استكشاف المدينة والتنزه على شواطئها وقضاء أجمل الأوقات وسط الفعاليات الترفيهية المستمرة طوال العام، بينما يجنى أصحاب البلد خير ما زرعت أيديهم، ويعملون في الشركات والفنادق والمنتزهات العامرة بالزوار من جميع أنحاء العالم، فبعدما استعانت المدينة بجهدهم وحبهم لبلدهم وبشاشة وجوههم، أصبحت الخدمات المقدمة فيها تنافس كبرى المدن السياحية في العالم، بل وتتفوق عليها في أشياء كثيرة.

قبل أيام، ذهبتُ إلى مدينة العلمين الجديدة لحضور حفل غنائي للفنان كاظم الساهر، وذلك ضمن فعاليات مهرجان العلمين في نسخته الثانية، الذي تنظمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع موسم الرياض وهيئة الترفيه السعودية، وطوالَ «السكة»، كنتُ مهتمًا برؤية الإبداع المصري المُتجسّد في التخطيط العمراني الدقيق لهذه المدينة، والبنية التحتية التي تُوفّر حرية الحركة والتنقل دون عناء.

عند وصولي إلى منطقة «U Arena» التي تُقام فيها الفعالية، قصدتُ متجرًا لتحضير القهوة حتى أستجمع أفكاري بعد أن ذُهلت من روعة العلمين، هناك التقيتُ بمجموعة من الشباب الذين جاءوا من السعودية بعد أن علموا بتخصيص 60% من أرباح المهرجان لصالح فلسطين، وعندما تبادلنا أطراف الحديث، عرفتُ أنهم اندهشوا مما شاهدوه في المدينة، فكانوا يسألون عن كيفية بناء المصريين لكل هذه الفخامة في أقل من 6 سنوات، لكن أحدهم بادر بالقول: «ما هو غريب عليكم، أنتم اللي اخترعتوا التحنيط وسويتوا الأهرامات».

شكرتُ الأشقاء على لطفهم، ودخلنا جميعًا إلى حفل «قيصر الأغنية العربية»، فاستقبلنا المنظمون بابتسامةٍ ودودةٍ واصطحبوا كلّ واحدٍ منّا إلى مقعده، وعندما طل علينا كاظم الساهر، تحوّل مسرح «U Arena» إلى عالمٍ من السحر والإبداع، واستمتع الجميع بأمسيةٍ لا تُنسى من الطرب الأصيل في حضن العلمين، التي أصبحت مدينة عالمية تمدّ أيديها بالسلام والمحبة إلى كلّ دول العالم.


مواضيع متعلقة